قال الدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط: إن البعض يبرر انضمامه لصفوف الانقلاب الدموي أو سكوته عن قتل أبناء شعبه بكرهه للإخوان، موضحًا أن بعض من يعترض على آرائه فتحوا عقولهم للإعلام وتلقوا فيه آراءهم. وأضاف الدكتور محسوب، عبر حسابه على "فيس بوك"، أن مؤيدي الانقلاب ومبرري القتل يظنون أنهم يضعونه في مأزق عندما يوجهون سؤالهم المعتاد: وهل كان يعجبك حكم الإخوان؟ موضحا أن مشكلة من يطرح هذا السؤال أنه يترك عقله مفتوحا كبهوٍ بلا سقف لكل ما يستفرغه الإعلام الموجه لبث الكراهية ولتبرير القتل، لأن الأمر لا يتعلق بما إذا كان أداء الحكومة أو حتى الرئاسة أعجبك أو لم يعجبك. واستطرد محسوب قائلا: "الأصل أن من يختاره غالبية الشعب بالضرورة لا يعجب باقي الشعب، ثم يبدأ الرأي العام في التحول مرة أخرى، وفي الانتخابات التالية قد يمنحه الشعب ثقة جديدة أو يختار غيره. واعتبر أن أصحاب سؤال "هل أعجبك حكم الإخوان"؟ يخلطون بين قيم الديمقراطية التي تعني احترام اختيارات الشعوب الموثوقة في انتخابات حرة ونزيهة، واتفاقهم أو اختلافهم مع سياسة من اختاره الشعب". وأضاف محسوب "إذا أسأنا الظن فإن البعض يطرح السؤال بطريقة استهجانية، وكأن عيبا أن يتفق أحد أو أن يؤيد حكم رئيس جاء من جماعة الإخوان المسلمين، وبعضهم يطرح سؤالا تاليا أكثر سذاجة من الأول: "وهل تقبل أن يحكم مصر تنظيم دولي؟. وبين أن هؤلاء لا يرون شبكة الفساد الدولية التي تحكم مصر منذ عشرات السنين وتجرف قيمها وثرواتها وعقولها، ويرون فقط أن الإخوان لهم تنظيم دولي، ويعتبرون ذلك خطرا على مصر!!. وتساءل: "ما رأيك يا صديقي في الأزهر أو الكنيسة القبطية؟ فلكل منهما فروع ومراكز وأتباع في كل أنحاء العالم، وهما جهتان مستقلتان عن الدولة خصوصا الكنيسة، هل هي تنظيمات دولية تخشى منها على مصر؟ أم هي جزء من قوى مصر الناعمة عبر العالم؟. ولماذا لم تر في تمدد جماعة الإخوان المسلمين عبر العالم باعتباره ميزة لمصر وليس عيبا، وترى ذلك ميزة للأزهر أو الكنيسة، بل وروابط وأخويات أخرى؟ بل ما رأيك في الروتاري كنادٍ اجتماعي عالمي انتمى له كثير، بل غالبية سياسيي الدولة المصرية خلال 60 سنة؟". وتابع "إنه الإعلام يا صديقي الذي يجعلك ترى أمورا ولا ترى أخرى، ثم يحكم بدلا منك على تلك الأمور وأنت تتلقى بلا وعي، فلا يوجد تنظيم دولي معادٍ لمصر باسم الإخوان المسلمين، لكن يوجد تنظيمات دولية وترتيبات دولية وكتل دولية لا تريد لمصر مستقبلا ديمقراطيا، وتجعلك تخشى من كل خطوة تخطوها ناحية الديمقراطية، وتجعلك تشك في كل من اختاره الشعب". ونصح محسوب أصحاب هذا السؤال قائلا: "أنصحك أن تطرح سؤالا على نفسك وأنت وحيد في غرفتك: هل تعتقد أن شعبك جاهل لا يحسن الاختيار؟ هل تعتقد أننا بحاجة لأوصياء يعلموننا الاختيار؟ منذ 200 سنة اختار شعبك محمد علي ليكون واليا على مصر، وتمسك به على غير رغبة السلطان العثماني، ولا رغبة نخبة هذا الزمان (المماليك والملتزمين) هل تراهم أحسنوا الاختيار؟ الآن بعد قرنين أتعتقد أن شعبك فقد القدرة على الاختيار لمجرد أن مماليك العصر يقولون لك ذلك؟" وأضاف أنه ربما تحتاج لسؤال إضافي للمستوى الخاص، هل أنت متأكد أننا إذا اخترنا رئيسا آخر سيحترم مماليك العصر اختيارك هذه المرة؟؟ ما هي ضماناتك؟؟ أم أنهم سيطلقون إعلامهم وبصاصيهم وأغواتهم لتشويه اختيارك مرة أخرى، وربما اتهموه بالتخابر مع محافظة مطروح أو محافظات جنوب الصعيد، وأقنعوك أن الصعيد شديد الخطورة على الأمن القومي المصري؟؟". وأوضح أنه طالما استسلم للإعلان كاستسلامه لطبيب نفسي أو لجراح القولون، فهو مستعد للاقتناع بأي شيء طالما سمعه على شاشات قنوات نايل سات، مضيفًا "وأنت تأكل عشاءك ولا تشعر بتأنيب ضمير عندما يسقط مصري قتيل برصاص غدرا فقط لأنه من الفريق الآخر". وأكد أنه يحتاج لتثبيت قناعته، فإما أن يقبل الديمقراطية ويؤمن بحسن اختيار شعبه، فيرضى بما يختاره أعجبه أم لم يعجبه، أو أن يرفض الديمقراطية ويكف عن الحديث عنها، ويقر أنه يؤمن بحكم العسكر ويقبل قتل خصومه ويتحمل مسئولية ذلك أمام ربه وأمام أبنائه وجيرانه الذين ربما لديهم اليوم مأتم؛ لأن ابنا لهم مات الجمعة في مظاهرة سلمية. وقال محسوب: أنا شخصيا مستعد أن أقبل أي اختيار للشعب حتى لو كان ممن لا يعجبني قوله ولا رسمه، لكنه سيكون على رأسي لأني أقدر هذا الشعب الأبي، حتى لو اختارك فأنا مستعد أن أضعك على رأسي، فأنا يا صديقي لا أفرط في اختيارات شعبي، ولا أقبل أوصياء عليه، ولا أقبل أن يلغي البعض اختيارا شعبيا لأنه يرى من وجهة نظره أنه اختيار خاطئ. وتابع موجها حديثه لمبرري الانقلاب، لا تطرح علىَّ هذه الأسئلة السائجة مرة أخرى، صدقني هي أسئلة غبية لا قيمة لها إلا في عقلك، فأنا يعجبني أي حكم لأي شخص أو حزب أو جماعة طالما كان اختيارا للشعب بالطريقة التي تختار بها الأمم، حتى لو اختلفت معه في رأيه أو في سياسته". واختتم كلامه قائلا: "وهذا هو سبب تمسكي بشرعية من اختاره الشعب، رئيسا ودستورا، ورفضي الانقلاب عليه".