في مقالها الذي جاء بعنوان "توقفوا عن تدليل عسكر مصر"، ناشدت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إدارة أوباما بأن تفعل المزيد لمطالبة حكام مصر العسكريين بالوفاء بتعهداتهم التي قطعوها على أنفسهم بأن يلتزموا بالديمقراطية الشاملة. وقالت إن الأيام الأخيرة شهدت إعلان الحكومة المصرية المدعومة عسكريًا إدراج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، ملقية عليها بمسئولية الهجوم الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية التي أعلنت جماعة أخرى مسئوليتها عنها، كما قامت بمصادرة الأصول المالية للمئات من أعضاء الجماعة وغيرهم من الإسلاميين. ومضت "لوس أنجلوس تايمز" تقول "لكن الإخوان ليسوا هم المشكلة الوحيدة، فقد تم الحكم بالسجن على ثلاثة من رموز الاحتجاج ضد نظام حسني مبارك في ثورة يناير 2011، لاتهامهم بخرق قانون يجرم التظاهر، وفي إطار محاولة إخراس أي دعاية للمعارضة، قامت السلطات المصرية باعتقال أربعة من صحفيي الخدمة الانجليزية بقناة الجزيرة ووجهت إليهم اتهامات ببث أخبار خاطئة." وأضافت الصحيفة أن رد الإدارة الأمريكية على تواصل القمع ضد المعارضين في مصر كان ردًا لطيفًا لدرجة أنه يمكن وصفه ب"الجبان". فقد قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن الإدارة تشعر بقلق حيال إدراج الإخوان كمنظمة إرهابية، وكذلك بعض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية مؤخرًا، والتي تثير تساؤلات بشأن استخدام القانون في إطار من النزاهة والمساواة، وتشير إلى أن مصر لا تمضي قدمًا في مرحلتها الانتقالية. ووصفت الصحيفة هذا البيان بأنه غير مناسب بالمرة، وأنه بمثابة نسخة معدلة من عدة تعليقات سابقة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، فقد سبق أن قال كيري الصيف الماضي إن الجيش المصري يعيد الديمقراطية للبلاد، بينما كانت الحقيقة أنه أطاح بمحمد مرسي الذي يعد رئيسًا منتخبًا في انتخابات حرة ونزيهة (حسب الصحيفة). وتابعة قائلة إنه في نوفمبر الماضي، وبعد أن قامت الولاياتالمتحدة بتعليق بعض مساعداتها لمصر، صرح كيري خلال زيارة للقاهرة بأن هذا الإجراء "ليس عقابيا". وخلصت الصحيفة إلى أن الوضع في مصر يعد حالة نموذجية للصراع بين تعهد الولاياتالمتحدة برعاية جهود تحقيق الديمقراطية، وبين أهدافها الاستراتيجية التي تزداد تعقيدا، مضيفة أن الحقيقة هي أن المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر ليست لها علاقة بتحقيق الديمقراطية في مصر، إنما هي لضمان التزام مصر باتفاقية السلام مع إسرائيل، وكذلك التزامها بمواجهة الإرهاب في سيناء وغيرها. واختتمت الصحيفة بقولها "حتى إذا تمكنت الإدارة الأمريكية من أن تبقى متسقة وصريحة في التصميم على أن يفي العسكر في مصر بتعهداتهم بتحقيق الديمقراطية، فلن يفيدها ذلك في شيء بسبب سياستها الحالية في الخوف من إغضابهم.