أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري اليوم    صدمة لمواليد الثمانينيات، دراسة تكشف سقف العمر النهائي للأجيال الحالية    أطاح ب 6 وزراء، تعديل وزاري في موريتانيا يشمل 11 حقيبة وزارية    طقس مصر اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025.. أجواء حارة ورطوبة مرتفعة مع فرص لهطول أمطار    فلسطين.. الاحتلال ينسف مباني جديدة في المناطق الشمالية الشرقية لمدينة غزة    أب يقتل أطفاله الثلاثة ويطعن زوجته الثانية في جريمة مروّعة بالدقهلية    درة وعمرو عبد الجليل ومحمد لطفي أبرز الحاضرين في افتتاح مهرجان بورسعيد    عاجل بالصور زيارة تاريخية.. ملك إسبانيا، والملكة ليتيزيا، في رحاب معابد الأقصر    ياسر ريان: الزمالك قادر على الفوز بالدوري بشرط الاستمرارية.. وعمرو الجزار أفضل مدافع في مصر    دونجا: عبدالقادر مناسب للزمالك.. وإمام عاشور يمثل نصف قوة الأهلي    دعاء الفجر|تعرف على دعاء النبي بعد صلاة الفجر وأهمية وفضل الدعاء في هذا التوقيت.. مواقيت الصلاة اليوم الجمعة    الصحفيين تكرم المتفوقين دراسيا من أبناء صحفيي فيتو (صور)    بمزج الكلاسيكي والحديث، عمرو دياب يتألق في حفل خاص على سفح الأهرامات (فيديو)    تغطية خاصة | مذبحة أطفال نبروه.. صرخات قطعت سكون الليل    طريقة عمل الناجتس في البيت، صحي وآمن في لانش بوكس المدرسة    فيدان: إسرائيل التهديد الأكبر على سوريا.. وأي عملية توسعية محتملة نتائجها الإقليمية ستكون كبيرة جدًا    مصطفى عسل يعلق على قرار الخطيب بعدم الترشح لانتخابات الأهلي المقبلة    هيئة المسح الأمريكية: زلزال بقوة 7.8 درجة يضرب "كامتشاتكا" الروسية    واشنطن تجهز مقبرة «حل الدولتين»| أمريكا تبيع الدم الفلسطيني في سوق السلاح!    نقيب الزراعيين: بورصة القطن رفعت الأسعار وشجعت الفلاحين على زيادة المساحات المزروعة    بيان عاجل من الترسانة بشأن حادثة الطعن أمام حمام السباحة بالنادي    هل يقضي نظام البكالوريا على الدروس الخصوصية؟.. خبير يُجيب    سعر السكر والأرز والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    موسم انفجار راشفورد؟ برشلونة يضرب نيوكاسل بهدفين    رسميًا.. الاتحاد السكندري يعلن إنهاء تعاقد أحمد سامي وإيقاف مستحقات اللاعبين    أمينة عرفي تتأهل إلى نهائي بطولة مصر الدولية للإسكواش    انخفاض سعر الذهب عيار 21 عشرجنيهات اليوم الجمعة في أسيوط    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    سادس فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة خلال عامين    ميلونى: تدشين نفق للسكك الحديدية تحت جبال الألب يربط بين إيطاليا والنمسا    بعد رباعية مالية كفر الزيات.. الترسانة يقيل عطية السيد ويعين مؤمن عبد الغفار مدربا    صور.. افتتاح الدورة التاسعة لملتقى «أولادنا» لفنون ذوي القدرات الخاصة بالأوبرا    دينا الشربيني ل"معكم": تارا عماد نفذت مشاهد انتحارية في "درويش".. جريئة في الاكشن    بإطلالة جريئة.. أحدث ظهور ل ميرنا جميل داخل سيارتها والجمهور يعلق (صور)    بحضور الوزراء والسفراء ونجوم الفن.. السفارة المكسيكية بالقاهرة تحتفل بعيد الاستقلال الوطني "صور"    الأسورة النادرة ساحت وناحت.. مجدي الجلاد: فضيحة تهدد التراث وكلنا سندفع الثمن    مصر والإمارات توقعان 5 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بقطاع الطيران المدني    حي علي الصلاة..موعد صلاة الجمعة اليوم 19-9-2025 في المنيا    محافظ قنا يناقش آليات تقنين أراضي الدولة والتعامل مع المتقاعسين    خليكي ذكية ووفري.. حضري عيش الفينو للمدرسة في المنزل أحلى من المخبز    أوفر وخالٍ من المواد الحافظة.. طريقة تجميد الخضار المشكل في البيت    ضبط عاطل بحوزته كمية من المخدرات وسلاح ناري بكفر الشيخ    رضا عبدالعال منفعلًا: «منهم لله اللي غرقوا الإسماعيلي»    شروط النجاح والرسوب والدور الثاني في النظام الجديد للثانوية العامة 2026-2025 (توزيع درجات المواد)    السجن المشدد 7 سنوات والعزل من الوظيفة لموظف بقنا    4 أبراج «حظهم حلو مع كسوف الشمس 2025».. يشهدون أحداثًا مهمة ويجنون الثمار مهنيًا وعاطفيًا    بمكونات متوفرة في البيت.. طريقة عمل الكيكة الهشة الطرية للانش بوكس المدرسة    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم كل ما تحتاج معرفته    الشوربجى: اهتمام كبير برفع مستوى العنصر البشرى .. ودورات تدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي    صندوق التنمية الحضرية "500 ألف وحدة سكنية سيتم طرحها خلال المرحلة المقبلة"    "حافظوا على الحوائط".. رسالة مدير تعليم القاهرة للطلاب قبل العام الجديد    بالصور.. جامعة الفيوم تكرم المتفوقين من أبناء أعضاء هيئة التدريس والإداريين    زيارة مفاجئة لرئيس المؤسسة العلاجية إلى مستشفى مبرة مصر القديمة    التمثيل العمالي بجدة يبحث مطالب 250 عاملًا مصريًا بشركة مقاولات    الرئيس الكازاخي لوفد أزهري: تجمعني علاقات ود وصداقة بالرئيس السيسي    «نعتز برسالتنا في نشر مذهب أهل السنة والجماعة».. شيخ الأزهر يُكرِّم الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    الدفعة «1» إناث طب القوات المسلحة.. ميلاد الأمل وتعزيز القدرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمهورية مبارك الفاضلة..!!
نشر في الشعب يوم 22 - 04 - 2008

عندما وضع أفلاطون الأسس للمدينة الفاضلة استثنى منها طبقة الشعراء إذ اعتبر أن وجودهم غير مهم.. واعتبر بعدها رجال الفكر أن تلك كانت سقطة من قبل أفلاطون.. ومما لاشك فيه أن النزاع حول الشعراء ومهمتهم في الوجود كانت إشكالية، حسم القران هذا الجدل وكانت سورة الشعراء من الروعة بمكان أنها كانت ذات تميز راقي من حيث هندسة النص وتسلسل القضايا.. والفاصل بين كل قضية وأخرى انتهاء إلى حسم القضية في نهاية السورة فيما يخص دور الكلمة ورجال الفكر في المؤسسة الإسلامية والمشروع الإسلامي. اعتبر رجال الفكر أن الشعر له دورة والفكر له دورة في صياغة الوجود وحمل القضايا, وكان قول النبي الكريم لحسان أن كلامه على الكفار أوقع من النبل ( السهام ).
كان الحق هو الأصل في الكون.. (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (ص : 26 ).كان في قوله تعالى.. بيت القصيد لراحة البشرية والمدينة الفاضلة.( فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ)
المدينة الفاضلة.. كانت مثار إرهاصات الفلاسفة ورجال الفكر على مر التاريخ ليقول هنريك فليم: العالم في حاجة الى اليوتيبيا كمثل حاجته إلى قصص حوريات الجن لا يهم كثيرا إلى أين نمضي، منذ أن حددنا وضعنا شعوريا نحو الهدف إلا أن المدينة الفاضلة غريبة وخيالية إنها المنارة الوحيدة في البحار المجهولة للمستقبل البعيد..
"....This world needs Utopias as it needs fairy stories. It does not matter so much where we are going, as long as we are making consciously for some definite goal. And a Utopia, however strange or fanciful, is the only possible beacon upon the uncharted seas of the distant future."- Hendrik Willem Van Loon
كان أيضا منها ان قال اوسكار وايلد: ان الكون بدون مدينة فاضلة سيكون عالم قبيح، إذن فليتركوا لنا مكانا تهبط إليه البشرية بسلام.. وقال فيكتور هوجو أن اليوتيبيا اذا كانت اليوم عالم من الأحلام إلا أنها ستتحول في الغد الى يوتيبيا من لحم ودم.. المدينة الفاضلة.. هي ذلك العالم الذي يعيش فيه المجتمع بلا استبداد او معاناة.. عالم بلا ظلم ولا جريمة..
وقال أناتول فرانس: بدون أولئك ممن فكروا في اليوتيبيا على مر العصور سيكون حالنا ان نسكن الكهوف بؤساء وعرايا، أنهم من فكروا باليوتيبيا تتبعوا الأثر نحو أول مدينة من الأحلام الثرية التي تنجم عن الأحلام السخية لتتحول الى واقع نافع، اليوتيبيا هو مبدأ لكل التقدم وهي مقاله نحو عالم أفضل,,
Without the Utopians of other times, men would still live in caves, miserable and naked. It was Utopians who traced the lines of the first City?..Out of generous dreams come beneficial realities. Utopia is the principle of all progress, and the essay into a better future." -- Anatole France
إلا انه بالرغم من مرور السنين ومن بعد الإرهاصات إلتى قيلت في هذا الصدد، لنا أن نقول أن قيمة المدينة الفاضة في تجسيد الرائع من المجرد على ارض واقع.. وكانت الروعة انه ما عهدت البشرية على مرور حقبها الزمنية إلا المرحلة التي حكم فيها الإسلام بالمدينة المنورة. وهي التي أطلق عليها المصطفى الكريم ( طيبة), فهل كانت طيبة هي اليوتيبيا نظرا للاشتقاق اللغوي والمعنى الرمزي.. تقول ايما غولدمان: كل محاولة متجاسرة وتغيير عظيم في الظروف الراهنة، وكل رؤية عالية من أشخاص جدد في الجنس البشري، اعتبرت نزوعا نحو اليوتيبيا..
"Every daring attempt to make a great change in existing conditions, every lofty vision of new possibilities for the human race, has been labeled Utopian."- Emma Goldman
إلا أن الذي يتمثل في يوتيبيا المدينة هي سحب مباديء السماء وقوانين السماء على الواقع الكوني.. فتتحول بذلك إلى قيم الحق والخير والجمال.. وهذه الإرهاصات.. كانت مثار العمل الإسلامي نحو تطبيق شريعة الله.. أو العمل لهيمنة القرآن على العالم. باعتباره دستور السماء وشريعة الله .. ليتحقق واقعا مثاليا أروع مما بحث عنه توماس مور وملتون وافلاطون..
ومما لا شك فيه أن الفكر هو الأساس، لذلك قالوا أن مجرد فكرة واحدة أو ومضة من الفكر ربما تساوي ملايينا من الدولارات.. مبادئ السماء هي المستخلص.. لإرساء العدل في الأرض.. أو ليقوم الناس بالقسط، (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد : 25 ) ( أليس الله بأحكم الحاكمين )..
لقد قال توني موريسون.. أن كل أنواع جنات الفردوس واليوتيبيا صممت من قبل أشخاص لم يكونوا هناك ولم يسمح لهم بدخولها..
All paradises, all utopias are designed by who is not there, by the people who are not allowed in.TONI MORRISON, Online NewsHour interview, Mar. 9, 1998
إلا أن إرهاصات الفلاسفة حسمت نهائيا بالنبي الكريم رسول الله محمد بمباديء السماء حيث جسدت اليوتيبيا على ارض الواقع, ويمكن ان تعاد مرة أخرى اذا ما طبقنا شرع الله.. وانتشر العدل..
المدينة الفاضلة تحققت يوم ان قال المصطفى من ضربت له ظهرا او أخذت منه مالا.. فليأخذ من مالي وليقتص مني.. أي حاكم في البشرية بطولها وعرضها يقول هذا..
من هنا.. كان التساؤل في القرآن بسورة النور. (أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (النور : 50 ) تساؤل لأولئك من يعرضون عن تحكيم شرع الله.. أفي قلويهم ؟ مرض أو ارتابوا ؟.. ام يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله.؟!!.
تساؤل منطقي.. مم يخافون.؟!! هل يخافون أن يظلمهم الله.. حاشى لله. اجل. بل أولئك هم الظالمون.. ذلك لان من يخاف من حد الله والقصاص.. هو القاتل والسارق.. ولا يخاف من الجلد والرجم الا الزاني.. فإذا كانوا وأبرياء فليطبقوا شرع الله.. إلا انه لا يمكن.. فالفعل المضارع للاستبداد يريد أن يمارس أعماله الإجرامية والتعذيب واللصوصية وسرقة قوت الشعوب دون عقاب آو مساءلة.. (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) (النساء : 40 ) (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ) (غافر : 31 ) (وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) (آل عمران : 182 ).
قالوا ان العدل هو المعيار الأساسي لرفاهية البشرية ولا تنمو حضارة في واقع من الخوف والاستبداد.. (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل : 90 )
العدل هو ما تهفو إليه البشرية على مرور حقبها الزمنية..
لذلك نرى.. عالم الاستبداد والفساد ظالم لنفسه وظلام للعباد.. رموز الاستبداد في العالم.. هم أس البلاء.. من هنا كان للمزاريب والمجاري المختلفة ثمة بالوعة مركزية. هي رأس النظام المسئول.. فهي أس الاستبداد ومصدر البلاء,, ومنها كان قول المصطفى الكريم إذا ضيعت الامانه فانتظر الساعة.. قالوا وما تضييع الامانة.. قال المصطفى اذا وسد الأمر غير أهله.. وهنا التناقض الرهيب ما بين الطرح السماوي المقدس الكريم.. في رمزية العدل بمجده المطلق، والواضح من خلال الرسل الكرام.. كيف لقائد الدولة.. أن يقول المصطفى الكريم من أخذت له مالا.. أو ضربت له ظهرا فليقتص مني.. وبين هذا الإجرام البشري المنقطع النظير.. يقول الأستاذ ايمن الجندي في مقال له.. حول الهبوط بقيمة الإنسان المصري..
في مصر لا يوجد شيء رخيص إلا الإنسان.. ولذلك بوسعك أن تستأجر شابا جامعيا بمرتب ثلاثمائة جنيها شهريا.. شابا يفيض صحة ورجولة، يستيقظ من أجلك في الوقت المحدد حتى لو سهر الليل بأكمله أو عاني مغصا طيلة الليل.. يحلق ذقنه خصيصا لك.. يتناول طعام الإفطار.. يرتدي ملابسه.. يركب مواصلة، يتشاجر، يراوغ، يناور، يتنفس، يكح، يضحك ويقطب، يتجهم ويبتسم، يأكل ويشرب، يتعامل مع الجمهور، يكتب أشياء.. يمحو أشياء.. يتملقك، يمدحك، يكرس حياته من أجلك.هكذا طيلة ثمان ساعات يوميا يستنفذ طاقته ثم يعود إلى بيته كبالون مثقوب، وكل هذا – صدق أو لا تصدق - مقابل عشرة جنيهات في اليوم!! يا بلاش!! او ما قاله الصحفي محمد الرفاعي الذي قال في بابه يوميات مواطن مفروس الصورة الصدمة التي نشرتها الجرائد وتنتهك آدمية البشر، وأبسط حقوقهم مش شوية بقر لا مؤاخذة، خلوا استراليا تزعل وتتقمص مننا، وتحلف برأس المرحوم إننا مش هانشوف بقر تاني، عشان عاملناهم وحش في السلخانة والتي تصور شابا صغير السن مصابا بالنزيف الداخلي ويرقد في أحد المستشفيات مقيدا بالكلبشات في السرير انتهى.
وعندما أفتح موقع جريدة الشعب المغلفة بالسواد.. وفي آخر الصفحة أرى مجموعة من الصحفيين الشباب والدكتور مجدي قرقر.. وصورة لاثنين من الصحفيات.. أو صورة إسراء عبد الفتاح.. نعم انني أحس بالوجع.. والألم وحالة من القهر، أراني مقهور بالفعل.. فهذا النظام متخصص في قهر الرجال.. ويتعمد اهانة الشعوب في كرامتها ونساءها. انه نظام فاقد للحياء.. لماذا يعتقل هذا النظام النساء ؟!! هل هاتان الفتاتان هم من سيقلبا النظام ؟؟!! هل هاتان الفتاتان خطر على النظام.. وخطر على مبارك ونجليه وزوجته المصونة.. وعندما يطالب مجدي حسين بالإفراج عن إسراء وإيمان ناهيك عن كونه يحمل مشروعا إسلاميا باعتبارات المدينة الفاضلة.. في مرئيات ما سقناه تأخذ من طيبة او يوتيبا المدينة المنورة رمزا للاقتداء ومن ثم يتعرض للضرب والشتم بأفظع الألفاظ, يعطي لنا تصورا واضحا وقاطعا عن مدينة مبارك الفاضلة..
لقد حسمها الحق جل في علاه (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة : 5 ) أن هذا النسق من المدينة الفاضلة لمبارك تحمل الينا الوضع الزرائبي للمدن الفاضلة. البلطجة واللصوصية والأمن المجرم. وتلك المعالجات التي يهجس بها الاستبداد. فيما قبل الحضارة والتاريخ.. الى محطات الهمج والغجر..
فمدن( الاستبداد ) الفاضلة تراها واحدة المسلك وترى كما قال نزار رجال المباحث قدر من الله مثل الزكام ومثل الجزام ومثل الجرب.. غريب ان تعتمد مدينة مبارك الفاضلة على البطلجية.. فهو نظام شمحطي.. ليس كما سقناه أعلاه انها إرهاصات نحو عالم أفضل.. بل واقع الرفس بالشلوت او البراعة في الصفع المتوالي على الخد، والتعذيب, والانتقال من حيثيات الحوار العقلاني إلى حيثيات النطح والحوافر, كما قال تعالى.. كمثل الحمار يحمل أسفارا.. انها أنظمة لا يصلح معها الحوار العقلاني.. لابد ان تحل هذه الأجهزة.. ونظام امن الدولة ونظام الداخلية بعدما ولغا في دماء الشعب.. لان العداء وصل إلى منتهاه مع الشعب.. وخشية ان تنزلق مصر إلى حمام دم.. لابد أن تحل هذه المؤسسات الإجرامية..
وإذا حاولنا أن نعتبر أننا من الغوغاء فماذا ترك مبارك لهذا الشعب.. حتى كسرة الخبز لم يتركها.. ماذا ترك حتى المساجد لم يتركها.. بالله عليكم ءأتوا لنا بشي لم يصادره مبارك.
وإذا استثنى أفلاطون رجال الفكر،، وما كان لصدمة رجال الفكر بجمهوريته.. وهم الذين عليهم التعويل في مضمار الفكر.. وصناعة الأمم.. فلك أن ترى وضع السقوط المدوى لخطف كاتب فاضل مثل عبد الحليم قنديل وتخليعه للملابس.. وضربه.. لك ان ترى خطف د.عبد الوهاب المسيري من مظاهرة وإلقاءه في الصحراء على طريق الإسماعيلية الصحراوي.. لك أن ترى الضرب والسب لمجدي حسين في مسجد عمرو بن العاص.. أي لا مراعاة لحرمة بيت الله.. انه نظام يحمل كل مقومات الإجرام وأساليب المافيا.. لم نر منذ افلاطون مرورا بتوماس مور او جون ملتن.. الى الحقبة الاسلامية.. نظام يعتمد على البلطجية او المسجلون خطر.. والخارجين على القانون.. إلا هذا النظام غير الشرعي واللص والخارج على القانون..
انظمة أعلنت الحرب على الله..
يقول أحد المحققين مع المتهم الاسلامي كان معه ضمن المضبوطات نسخة من القرآن..
فيتساءل المتهم هل القرآن جريمة..
أجل ومن أين أتى سيد قطب بكل أفكاره الا من القرآن..
انها انظمة تعتبر الأذان جريمة وكلمة الله أكبر من على المآذن جريمة.. فماذا أبقت لنا هذه الانظمة.
إنها أنظمة الحكم الزرائبي.. لا يصلح هذا النظام في التعامل مع الآدميين.. بل له أن يحكم زريبة.. انظر إلى الإسلاميين في السجون والمعتقلات.. بطول مصر وعرضها.. ليموتوا تحت التعذيب..
ماذا يريد هذا النظام ؟!! وما هو طبه وما هو دواؤه.. من يتحمل هذا الوضع الكارثي لهؤلاء الحكام.. هذا هو وضع المدينة الفاضلة بشكلها الزرائبي في عصر مبارك..
في نهاية هذا المقال بقي ان نلفت النظر إلى نقاط مهمه في عالم الفكر. ألا وهي.. أن الفكر الممهور بالدم والمعاناة لا يموت.. والفكر المأجور لا بقاء له.. بهذا لم يمت فكر سيد قطب بل قد بقي سيد قطب ولم تبق المشنقة.. لم يذكر ولم يخلد التاريخ اسم الجلاد.. بل تتابعهم اللعنات لقد ضرب احمد بن حنبل مئات الكراييج.. ولم يذكر التاريخ اسم من حمل السوط.. انه السر الكامن في التاريخ.. ان الباطل يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض.. كما قال المولى تبارك وتعالى..
لقد قتل الحسين ولم يخلد التاريخ عبيد الله بن زياد ولا شمر. إلا بأسماء ابن مرجانه وابن سميه.. للتاريخ بابان باب للعظماء وباب للأدنياء.. العظماء مكانهم التقدير والاحترام.. والطائفة الأخرى للأدنياء تتابعهم الازدراء واللعنات.. الفكر الممهور بالعرق والمعاناة والدم لا يموت.. ويحوز أصحابة على المجد.. لا محالة.. لأنه فكر كالعملة المغطاة برصيد ذهبي.. لا تهبط قيمتها على مر الدهور والأيام.. اما الآخرين فمهملين في صحائف التاريخ.. ليس لهم قيمة ولا اعتبار.. حسبك ما قاله تعالى (وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ) (هود : 60 )
درس التاريخ.. أن أولئك القابعين على الصفحة الأولى في صفحة الشعب والذين هم اليوم رهن السجن والمعاناة.. سيبقون لا محالة.. ومبارك وعصبته من الباب الخلفي للتاريخ ..
بقي ان نقول لكل المعتقلين والمعتقلات قول الله تعالى (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد : 22 )
يوما ما.. سيرحل الخونة.. وتنطلق الطيور من اسارها.. ينطلق اطفال مصر من تحت سكين فرعون الى ساحات المدن والقرى.. يستشعرون البهجة والأمان.. سيفيض الخبز والقوت عن حاجة الشعب.. لن يعاني هذا الشعب العظيم من الجوع.. يوم أن يغيب فرعون وهامان وجنودهما من على الساحة (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) (القصص : 8 ) أجل وحتما سيمكن الله للمستضعفين.
(وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) (القصص : 6 )
موعدنا الرابع من مايو.. مع هذا النظام وجنود الإجرام!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.