أكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، الدكتور عزيز دويك، أن الاحتلال الصهيوني فشل في إخماد الصوت الإسلامي المقاوم في فلسطين قبل 20 عاماً من خلال إبعاد المئات من قادته لمرج الزهور في جنوبلبنان. وتابع دويك في حديث صحفي ، حول الإبعاد لمرج الزهور، الأربعاء (18-12)، الاحتلال أراد أن يخمد الصوت الإسلامي المقاوم في فلسطين والذي تجلى في حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" والذي تستعر جذوته في كل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وبالذات عام 1967. وأشار الدويك إلى أن أسر الجندي الصهيوني نسيم طوليدانو ومحاولة مبادلته بأسرى فلسطينيين، وعلى رأسهم المؤسس الشهيد أحمد ياسين، كان الشرارة التي استغلها الاحتلال ورئيس وزرائه في ذلك الوقت (إسحاق رابين) لأن يأخذ قراره بإعلان الحرب على حماس والجهاد من خلال إبعاد قادة الحركتين خاصة والعمل الإسلامي عامة إلى جنوبلبنان عام 1992. وعن صمود المبعدين في أرض لا يعرفوها، لفت الدويك النظر إلى أن المبعدين صمدوا لعدة عوامل أبرزها تشكيل "قيادة حكيمة" فور وصولهم لمخيم المبعدين بمرج الزهور في جنوبلبنان وتشكيل ما يقارب ال 17 لجنة عاملة في عدة جوانب وعلى رأسها اللجنة الإعلامية. وبين الدويك أن اللجنة الإعلامية، والتي كانت الناطق الرسمي باسم المبعدين، قادها الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي إلى جانب كلٍّ من القيادي عبد الله الشامي والشهيد القائد جمال منصور والدكتور محمود الزهار والدكتور الدويك، وكانت مهمتها استقبال الوفود الإعلامية والدفاع عن قضية المبعدين كقضية سياسية وحق إنساني وقضية وطنية. وأضاف الدويك "المبعدون كانوا لا يدافعون عن قضية الإبعاد كقضية مجردة، وإنما كانوا الصوت الأعلى في الدفاع عن قضية فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في الوجود والحرية والتخلص من الاحتلال". وعن انعكاس الإبعاد لمرج الزهور على الحركة الإسلامية، قال الدويك "من مميزات العمل الإسلامي والحركة الإسلامية أن البعض يظن أنه أجهضها في كل مرحلة ولكنها تخرج أقوى وأشد شكيمة وعزيمة من المرحلة السابقة لها" وفق ما يرى. وأوضح الدويك أن مرحلة مرج الزهور "استطاعت أن تشكل قيادات للعمل الإسلامي معروفة غير مغمورة، وتبرز قيادات سياسية ليس فقط على الجانب المحلي فحسب وإنما على مستوى العالم بأسره". وأكد دويك، وهو أحد المبعدين إلى مرج الزهور، على أن مرحلة الإبعاد أخرجت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من حركة محلية فلسطينية إلى حركة عالمية معروفة في كل أنحاء العالم. يذكر أن الاحتلال الصهيوني قام بتاريخ 17 كانون أول/ ديسمبر 1992 بإبعاد (417) من قيادات وعناصر حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في فلسطينالمحتلة إلى منطقة مرج الزهور جنوبلبنان، في محاولة للقضاء على الحركتين.