طالبت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية، اليوم، الحكومة البريطانية بأن تولي اهتماما كبيرا بحلفائها فى منطقة الخلج، وأن تعمل على منع روسيا من أن تحل محل الولاياتالمتحدة فى وجدان العالم العربى. وقالت الصحيفة -في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- إن قرار بريطانيا بتخفيض وجودها العالمي جاء ضربة قاسية خاصة ل "عرب الخليج"، الذين يعتز معظمهم بعلاقاتهم القديمة مع بريطانيا والتي تعود، في كثير من الحالات، إلى أوائل القرن التاسع عشر. وأضافت أنه في الوقت الذي لم تعد فيه لندن قادرة على حمايتهم (عرب الخليج)، ملأت واشنطن الفراغ وأرسلت أسطولها الخامس للاستيلاء على القاعدة البحرية التي أخلتها القوات البريطانية في البحرين عام 1971 لتجسد التراجع المخزي للامبراطورية البريطانية. وخدم الأمريكيون مصالح منطقة الخليج، سواء بحمايتها من التهديد الذي شكله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أو من مخططات أكثر خبثاً من آيات الله الإيرانيين لتهديد الأنظمة العربية من الجهة الاخرى لمياه الخليج. وذكرت أنه بفضل التجاهل المؤسف لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمخاوف حلفائه السابقين، يتعرض الآن مستقبل علاقة التحالف الغربى مع دول الخليج جميعها للخطر، موضحة أن أوباما سعى جاهدا لإبرام اتفاق مع إيران وهذا ما حدث الشهر الماضي في جنيف حيث توصلت مجموعة دول 5+1 الى اتفاق مؤقت مع إيران بشأن برنامجها النووي، ما أثار حالة من القلق والتوتر داخل العديد من الدول العربية التي بدأت التفكير جديا فى التضحية بعلاقاتها مع واشنطن واستبدالها بحليف آخر، وبهذا تتاح الفرصة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذي سيحرص كل الحرص على استغلالها.