ذكرت وثائق جديدة مسربة عن المتعاقد السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ادوارد سنودن، أن الاستخبارات الأمريكية والبريطانية "اخترقت الألعاب على الانترنت، من أجل التجسس على الأهداف المسلحة المحتملة للجماعات المتشددة والعصابات الإجرامية التي تستخدم الألعاب الالكترونية في تنفيذ عملياتها الإرهابية. وقالت صحيفة (ذا اندبندنت) البريطانية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن عملاء الاستخبارات جمعوا بيانات من ألعاب الانترنت، مثل: لعبة الطائرات المقاتلة، والحياة الثانية، مشيرة إلى أنهم شاركوا في الألعاب بطريقة سرية، عن طريق الدخول بهويات خيالية مثل" الجان، والأقزام". وتحت عنوان (استغلال استخدام الإرهابيين للألعاب ومواقع العالم الافتراضي)، حذرت وثيقة سرية للغاية أصدرتها وكالة الأمن القومي الأمريكي عام 2008 ، من أن الألعاب على الانترنت قد تعرض للمشتبه بهم "وسيلة للاختباء أمام أعين الجميع"، إذ أن الألعاب تمدهم بقنوات اتصال غير خاضعة للمراقبة، و تقدم لهم طرقا محتملة لغسل الأموال. وأضافت الوثيقة: "تم تحديد أهداف إرهابية لتنظيم القاعدة من خلال مراقبة خدمة (إكس بوكس لايف)، ولعبة الحياة الثانية، ولعبة عالم الطائرات القتالية، وغيرها من الألعاب الافتراضية". وأضافت الوثيقة: "أهداف أخرى تشمل القراصنة الصينيين، وعالم نووي إيراني، وحركة حزب الله اللبنانية، وأعضاء من حركة حماس الفلسطينية". وبالرغم من قدرة الوكالات الأمريكية والبريطانية على ربط بيانات الألعاب بأهداف معلومة وجماعات مسلحة معينة، إلا أن الوثائق لم تسجل أية حالات من عمليات مكافحة الإرهاب الناجحة نتيجة هذه المراقبة، حسبما أكدت الصحيفة. وأشارت وثائق أخرى إلى أن مراقبة لعبة عالم الطائرات القتالية "لا تزال تكشف عن إشارات استخباراتية محتملة، من خلال تحديد الحسابات والشخصيات ذات الصلة بالجماعات الإسلامية المتطرفة، وانتشار الأسلحة النووية، وتجارة الأسلحة"، لكنها لم تحدد أية أنشطة إرهابية تجرى من خلال اللعبة". وأردفت الصحيفة أن مراقبة ألعاب الانترنت أصبحت شائعة لدرجة أن الجماعات المتشددة تعين أفرادا لضمان عدم مراقبة عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالية لمهامهم. بجانب مراقبتها العوالم الافتراضية، أوضحت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات راقبت أيضا خدمة مايكروسوفت إكس بوكس لايف، وهي خدمة على الانترنت تقدم الدعم لأكثر من 48 مليون لاعب في جميع أنحاء العالم. وأفاد عملاء هيئة الاتصالات الحكومية البريطانية، وهي وكالة استخباراتية، بإن الوكالة "نجحت في الحصول على محادثات اللاعبين في الألعاب المختلفة على خدمة إكس بوكس لايف". أنشأت وكالة الاستخبارات البريطانية "أول عملية انتشار على لعبة الحياة الثانية" عام 2008، تحت اسم رمزي ، وتمكن العملاء "بعد تطويع المعلومات بشأن الأنشطة لمجموعة مستهدفة" من شن حملة على عصابة إجرامية تبيع معلومات بطاقات ائتمان مسروقة في العالم الافتراضي. ولم تعلق شركات ليندن لاب، صانعة لعبة الحياة الثانية، على عمليات التجسس، بينما قال المتحدث باسم شركة (بليزارد إنترتينمنت)، صانعة لعبة الطائرات القتالية، أن الشركة "لا تعلم شيئا عن أي عملية مراقبة تجري، وإذا حدث ذلك، فإنه تم دون علم أو إذن من الشركة". وقالت الصحيفة إن الوثيقة الأخيرة التي سربها إدوارد سنودن تأتي في وقت أصدرت فيه شركات جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت وخمس شركات أخرى رائدة في مجال التكنولوجيا بالولايات المتحدة، رسالة مفتوحة تدعو أمريكا إلى إجراء إصلاح دراماتيكي في عمليات المراقبة الحالية.