كشفت القناة الثانية في التلفزيون الصهيوني، أمس الأربعاء، النقاب عن أنّ وزير الأمن الصهيوني ايهود باراك، قرر بشكل مفاجئ إلغاء زيارته التي كانت مقررة لألمانيا الأسبوع القادم. وقال المراسل العسكري للتلفزيون الصهيوني إنّ الوزير باراك اتخذ هذا القرار بعد أن حصل علي تقديرات الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية، والتي أكدّت له بأنّ الجيش السوري يقوم بالتدريبات المكثفة لمواجهة إسرائيل عسكريا. وأوضح المراسل أيضا أن وزير الأمن الصهيوني الذي قام أول من أمس، الثلاثاء، بزيارة إلي احدي القواعد العسكرية في شمال الكيان الصهيوني ، أكّد في حديث مغلق مع عشرات الجنود الصهاينة أنّ المعلومات عن رفع درجة التأهب في سورية وتحريك الجيش السوري هي معلومات أكيدة للغاية، وهو الأمر الذي دفعه إلي إطلاق التصريحات بأنّ الجيش الصهيوني هو أقوي جيش في منطقة الشرق الأوسط، ونصح الدول العربية بعدم تجربة قوة الجيش العسكرية. ولفت المراسل إلي أنّ حديث باراك كان موجهاً للآذان السورية بأنّ إسرائيل باتت مستعدة للمواجهة العسكرية القادمة. تأهب صهيوني بالإضافة إلي ذلك، قال التلفزيون الصهيوني، إن الأجهزة الأمنية الصهيونية ما زالت في حالة تأهب قصوي، خشية قيام منظمة حزب الله اللبنانية بعملية كبيرة للغاية ضد أهداف صهيونية أو يهودية في العالم. وكان مجلس الوزراء الصهيوني للشؤون السياسية والأمنية صادق أمس علي إجراء اكبر مناورة طوارئ في تاريخ الكيان الصهيوني، وذلك في ظل حالة التأهب في صفوف الجيش الصهيوني والأجهزة الأمنية. وقالت مصادر صهيونية إن المناورة تشمل كافة الوزارات والسلطات المحلية والمؤسسات التعليمية، وتهدف إلي الاستعداد لسيناريو تعرض الجبهة الداخلية لهجمات صاروخية. وسيشارك في المناورات عشرات الآلاف في تدريبات ميدانية وفي تفعيل غرف الطوارئ والتنسيق. وبحسب المصادر، ستبدأ المناورات المزمع إجراؤها الأسبوع المقبل بعقد جلسة خاصة للحكومة يوم الأحد، فيما ستعقد يوم الاثنين جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر تحاكي اجتماعا للمجلس أثناء الحرب. في سياق ذي صلة قرر المجلس الوزاري المصغر أيضا البدء في توزيع الكمامات الواقية من الأسلحة غير التقليدية علي جميع مواطني الدولة العبرية، وقد أنيطت هذه المهمة بوزارة الأمن الصهيونية التي بادرت إلي هذا الاقتراح. إلي ذلك زعمت صحيفة (معاريف) الصهيونية أن قسم الاستخبارات في جيش الاحتلال أصدر أوامر حازمة إلي جميع قادة هيئة الأركان العامة، بمن فيهم قائد الأركان غابي اشكنازي، بعدم استعمال هواتفهم الخلوية خلال الجلسات التي يعقدونها في تل أبيب، كما أكدت الأوامر علي أنهم ملزمون بإغلاق الهواتف خلال الاجتماعات بزعم الخوف من تنصت حزب الله علي الهواتف وسماع ما يدور في الجلسات السرية التي تعقد بشكل دوري في مقر قيادة الأركان في مدينة تل أبيب. وعلي ما يبدو، فان الخوف الصهيوني من عمليات التنصت دفعت قسم الأمن في وزارة الدفاع الصهيونية إلي إصدار أوامر أخري في هذا المجال، فقد كتب المراسل العسكري للصحيفة أمير بوحبوط، أن الوحدة الخاصة المذكورة أمرت القادة العسكريين بعدم التحدث بالهواتف الخلوية خلال زياراتهم إلي المنطقة الشمالية، لأن حزب الله يقف بالمرصاد، وبما أن الهواتف الخلوية ضرورية جدا للضباط رفيعي المستوي، فقد قامت شعبة الهندسة التابعة للجيش الصهيوني بإقامة مناطق عازلة في شمال البلاد، يمكن الدخول إليها والتحدث بالهاتف الخلوي، دون أن تتعرض للتنصت من قبل حزب الله، كما هو الحال في المناطق المعزولة المعدة للمدخنين. وقالت الصحيفة أيضا أن النيابة العسكرية الصهيونية ستقوم بمراقبة تنفيذ الأوامر الجديدة، وفي حال عدم الالتزام بها، فان الجيش سيتخذ الإجراءات التأديبية والأخرى ضد المخالفين، علي حد تعبير مسئول أمني رفيع المستوي. يشار إلي أن صحيفة (هآرتس) الصهيونية ذكرت أول من أمس أن حزب الله تمكن من تجنيد 24 جنديا وضابطا ومواطنا صهيونيا للعمل في صفوفه وتزويده بمعلومات حساسة عن تحركات جيش الاحتلال. واعتبرت الصحيفة أن روسيا وجدت نفسها مؤثرة بشكل غير مباشر لمصلحة حزب الله في المعلومات الاستخباراتية خلال الحرب الثانية علي لبنان، مشيرة كذلك إلي العدد الكبير من الصواريخ الروسية المضادة للدروع المتطورة التي وصلت إلي سورية ومنها إلي حزب الله. ورأي الكاتب أنه بالإضافة إلي المكاسب من مبيع الأسلحة إلي سورية، يفيد التعاون ألاستخباراتي الروسي السوري روسيا بشأن المعطيات والتسجيلات المحصلة في قواعد التنصت، مضيفا أن روسيا تساعد سورية علي توسيع اثنين من موانئها علي شاطئ البحر المتوسط، وهما ميناءي اللاذقية وطرطوس. ولفتت الصحيفة إلي أن اتفاق التعاون الاستخباراتي بين سورية وإيران جديد، وهو جزء من اتفاق واسع للتعاون الاستراتيجي بين الدولتين أنجز في (نوفمبر) من العام 2005 وتم تصديقه خلال زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الي دمشق في كانون الثاني (يناير) من العام 2006.