بعد ان ضاق بهم الحال وتشردوا واغلقت مصانعهم بعد انقلاب العسكر على الشرعية في يوليو الماضي، يواصل عمال مصر انتفاضاتهم المستمرة ضد الظلم ورفض الحكم العسكري الذي لم يجلب لهم طوال الستون عاماً إلا الخراب، ففي هذا الشأن دعت حركة "عمال ضد الانقلاب" لتصعيد عمالي في كل مواقع العمل حتى يتم دحر سلطة القمع، لافتة إلى أن دعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية لمليونية "العمال ذراع الثورة" غدا الأحد تعد خطوة صحيحة. وطالبت الحركة في بيان لها بتضافر كل جهود القوى المساندة للعمال للتجاوب الجماعي والسريع مع التطلعات العمالية في دحر السلطة التي تقمعهم، مشددة على أن العمال في قلب الثورة المتصاعدة في مصر ونضالهم في مواقع كثيرة بالحديد والصلب في حلوان، ووبريات سمنود، وعمال الأثاث بدمياط، وعمال المحلة، وإسمنت السويس، وعمال فاركو وكراش ومساهمة البحيرة وستيا وكفر الدوار يؤكد أنهم لن يصمتوا على ما يحدث على يد سلطة انقلابية غاشمة، ووزير سقط في مستنقع العسكر، وخالف كل وعوده ضمن حكومة تكره العمال. وأضافت: "لقد كان عيد العمال في العام الماضي بشارة خير لتغيير جذري إيجابي لعمال مصر، ولكن الانقلاب أراد الخراب وظهر للجميع إصراره على إهانة العمال والانتقاص منهم رغم أنهم عصب الوطن بجانب نسف حقوق العمال في وثيقة العسكر واغتيال الحد الأدني والأقصى للأجور". ودعت الحركة كل العمال الأحرار إلى التصعيد التدريجي وصولا لانتفاضة عارمة في كل مواقع العمل لرفض كل إجراءات الاستغلال والإفقار وأكل الحقوق والإهانة، وليتذكروا آخر الكلمات التي نطق بها أوجست سبايس يوم 11 نوفمبر 1887 قبيل إعدامه في سبيل تحرر العمال: "سوف يأتي اليوم الذي سيكون فيه صمتنا أقوى من ضجيج كل الأصوات التي تقمعنا اليوم"، واختتمت الحركة بيانها ب"لنبدأ انتفاضة عمالية حتى دحر السلطة التي تقعمنا".