أكد محمد السخاوي أمين التنظيم بحزب العمل أن النظام المصري لا زال مستمرًا في مسيرته لسحل وقتل وتجويع الشعب المصري وحرمانه من أبسط مقومات الحياة، مبينًا أن الشعب المصري جرب هذا النظام في مختلف المجالات الحياتية فوجده نظامًا لا يحترم قوانين ولا أعراف ولا يقيم عدلاً ولا يأخذ بشورى وكان آخر هذه التجارب ما فعله النظام في انتخابات المحليات الأخيرة من استبعاد لكل من لا ينتمي لحزبه الذي يحكم مصر بالحديد والنار، واعتقل معظم من تقدم للترشيح وسلط البلطجية على الباقون ليختطفوا أرواق ترشيحهم حتى لا يبقى أحد في تلك الانتخابات من غير الحزب الحاكم. كتب: محمد أبو المجد [email protected]
حضور.. وتفاعل.. وهتافات وأضاف السخاوي في كلمته التي ألقاها في مؤتمر حزب العمل بالجامع الأزهر وحضرها السفير محمد والي عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمل وعدد كبير من المصلين المحاصرين بعشرات الضباط والمخبرين كما هو الحال كل أسبوع، أن النظام خالف كل قواعد الشورى والعدل التي أكد الإسلام أنها لازمة للتقدم واستمرار الحياة بشكل يكفل لكل فرد من أفراد المجتمع القيام بدوره في النهوض بهذا المجتمع وتحقيق طموحاته، وبالتالي فإن من يحكموننا الآن عصابة معادية للتقدم تتاجر بشعبها وتسرق منه مقومات الحياة. وبعد هذه المقدمة من الأستاذ محمد السخاوي دوت هتافات الجماهير في الجامع الأزهر: "هم ياشعب نقوم بالدور.. خلي عصابة الذل تغور"، "أحمد عز وصاحبه جمال.. نهبوا الشعب وسرقوا المال". النظام تجاوز كل الحدود وتابع السخاوي: الناظر إلى هذا النظام يجده قد تجاوز كل الحدود ويعيش المصريون تحت حكمه أسوأ مراحل حياتهم على الإطلاق، فلم نسمع من قبل عن سقوط الشهداء بالعشرات من أجل الحصول على بضعة أرغفة من الخبز علاوة على حالات الاكتئاب التي سيطرت على معظم الشعب المصري ودفعت كثير من الناس إلى الانتحار بسبب الحزن والكمد والفقر المدقع الذي يعيشون في عهد مبارك. العدالة والتنمية وأكد أمين تنظيم حزب العمل أن الوضع الحالي الذي سببه النظام منافي لكل مقتضيات التقدم ومنها العملية الاقتصادية، عندما يعم الفقر بين الشعب لا توجد نقود، وعندما لا توجد نقود فلا توجد قوة شرائية وضعف القوة الشرائية من أهم أسباب ضعف الحياة الاقتصادية بشكل عام، وعلى هذا الأمر فإن عدم إقامة العدل بين الناس وعدم العمل على إذابة الفوارق الطبقية السحيقة بين الأغنياء والفقراء يهدد النظام الاجتماعي في مقتل.. فالعدالة ضرورة دينية واجتماعية واقتصادية. ضغوط أمريكية.. وانبطاح مصري أما السفير محمد والي فقد تناول في بداية كلمته موضوع القمة العربية التي ستعقد قريبًا في العاصمة السورية دمشق، حيث اعتبر والي أن عدم حضور رؤساء دول معينة للقمة مثل مصر والسعودية سببه هو الأوامر والإملاءات الأمريكية لقادة تلك الدول بعدم الحضور لمحاولة إفشال نتائج هذه القمة - رغم أنها لن تخرج بنتائج جديدة عن القمم السابقة – ولكنها تأتي في سياق محاولات عزلة سوريا تمهيدًا لضربها خاصة وان الدول التي امتنع رؤساؤها عن الحضور تصنف بأمريكيا بدول محور الاعتدال ولكننا نصنفها بدول محور "الانبطاح"، موضحًا أن التدخلات الأجنبية وخاصة الأمريكية في شئون الجامعة العربية لا يخفى على أحد قوتها وتأثيرها.
أين كرامة المصريين؟!! وفي موضوع آخر استنكر السفير والي الصمت الرسمي المصري المهين أمام قيام جنود أمريكيين في سفينة حربية بقتل صياد مصري وإصابة آخرين في مدينة السويس وعلى أراض مصرية وفي مياه إقليمية مصرية، مشيرًا إلى أن الأمن المصري استخرج جثة المواطن القتيل بعد دفنها مرة أخرى ليعيد تشريحها وأثبتت التشريحات مفاجئة وهي أن الرصاص الذي قتل به الجنود الأمريكان المواطن المصري هو من النوع المحرم دوليًا!!، وأضاف أنه لو كان هناك نظام يحترم نفسه ويحترم شعبه لقام بحمية مواطنيه الذين يقتلون داخل أراضيهم ولاحتجز تلك السفينة الأمريكية لحين انتهاء التحقيقات وتسليم المجرمين للعدالة كما فعلت تركيا من قبل بسفينة مدنية مصرية ارتكب بعض بحارتها جريمة مماثلة على الشواطئ التركية، ولكنها للأسف كرامة المواطن المصري المنتهكة داخل مصر وخارجها. بيع غاز مصر للصهاينة.. جريمة بلا عقاب وتطرق والي لموضوع الصفقة الفضيحة لبيع الغاز المصري إلى الكيان الصهيوني، حيث أكد أن الجميع يعرف وفقًا لتقارير متعددة أن الحكومة المصرية تبيع الغاز المصري إلى الكيان الصهيوني بخمس الأسعار العالمية وبسعر أقل حتى من سعر التكلفة!!، منتقدًا رفض وزير شئون مجلسي الشعب والشوري مفيد شهاب الإفصاح عن قيمة الصفقة للكيان الصهيوني ووصفها بأنها سرية ولا ندرى ما معنى كلمة سرية على البرلمان الذي هو من المفترض أن يمثل الشعب المصري بكامله!!، إضافة إلى زعم الوزير بأن الشركات التي وقعت الصفقة مع الكيان الصهيوني هي شركات استثمارية خاصة وليست حكومية، فهذا عذر أقبح من ذنب فلا يجوز أن تقوم شركة خاصة بأية صفقة كبرى مع دول أخرى إلا بموافقة الحكومة. وتساءل والي: هل تستطيع مثلاً شركة "فانتوم" الأمريكية لصناعة الطائرات - وهي شركة خاصة – عقد صفقة لبيع طائرات إلى أية دولة دون علم وموافقة الحكومة الأمريكية؟!! واختتم والي كلمته بالتأكيد على أن النظام المصري فقد أهليته بعدما فرط في مواطنيه وجعل منهم مسوخًا بشرية مهانة في الداخل والخارج، مطالبًا الجماهير المصرية بهبة قوية وشجاعة لتغيير هذا النظام قبل أن يهوي بنا في النار.