نتوقع انقلابا عسكريا فى أثناء العصيان المدنى ينفذه شرفاء وطنيون استجابة لمطالب الشعب.. وقد يضحون بالسيسى وعصابته لإبقاء نفوذهم وامتيازاتهم نقابات المهندسين والقضاة والمحامون وهيئات التدريس والإعلاميون والفنانون هم الأكثر تأثيرا فى دفع العصيان المدنى للنجاح لو حاصرت الجماهير القصر الجمهورى بعابدين وقصر العروبة وميدان التحرير ومجلس الشعب وماسبيرو لعجلت بسقوط النظام القبض على قادة الانقلاب وداعميهم وكشف أرصدتهم فى البنوك وكشف امتيازات المشروعات الكبرى التى تم فيها نهب مليارات الوطن تطهير مؤسسات القضاء والإعلام والداخلية والقضاء مما لحق بها من فساد وإهانة.. والإفراج عن المعتقلين فى قضايا الرأى لو اختفت أخبار العصيان المدنى فعليك بدخول المواقع وتذكير الجميع بإعادة الدعوة إلى الواجهة من جديد إلغاء كل نتائج الانقلاب وعودة الشرعية كاملة ممثلة بالرئيس والدستور والمجلس أبرز المطالب.. لو نجح العصيان فلن يملك السيسى أو غيره فرصة لحماية دولية أو أمريكية أو إسرائيلية عودة الجيش إلى ثكناته وعدم تدخله فى الشئون السياسية ومحاكمة قادة الانقلاب ومموليهم كتاب الصحف القومية خافوا على مناصبهم فتقربوا للانقلابيين بكتابات مزيفة للواقع ومتزلفة للسلطة ومتملقة لأسيادهم العصيان المدنى هو أحد الطرق التى ثار بها الناس على القوانين الظالمة، وقد استُخدم فى حركات مقاومة سلمية عديدة موثقة فى الهند، مثل حملات «غاندى» من أجل العدالة الاجتماعية، وحملاته من أجل استقلال الهند عن الإمبراطورية البريطانية؛ وفى جنوب إفريقيا فى مقاومة الفصل العنصرى، وفى حركة الحقوق المدنية الأمريكى وهو عمل سلمى مدنى بموجبه يتوقف كل مواطن عن كل أشكال التعامل مع كل السلطات القائمة وأجهزتها ومؤسساتها ودوائرها ومسئوليها. كما أنه أحد الوسائل السلمية المكفولة دستوريا والمتاحة للمواطنين من أجل المطالبة بحق من الحقوق المهدرة عندما يعتقد العاصون أنه يضر بالمصلحة العامة، ولكن هذا الحق كثيرا ما يساء فهمه أو يساء التعبير عنه من قبل الحكومات التى تقلل من أهميته باعتباره لا يضر بنشاطاتها ضررا بالغا مما يدفع العاصين إلى استخدام أدوات العنف بأشكاله المختلفة كوسيلة للضغط على الحكومة لتحقيق مطالبهم؛ لأن الكثير من الحكومات لا تعير أهمية لمن يرفع لافتة يطالب فيها بحقه، ولكنها تولى اهتماما واسعا لمن يحمل السلاح بوجهها. ويتم اللجوء إلى هذا الأسلوب السلمى المدنى الحضارى عندما تمتنع السلطات ونظام الحكم عن الاستجابة لمطالب عامة للمواطنين التى يتبنّاها كل الرأى العام أو جزء مؤثر معتبر فيه بعد مطالبات بوسائل سلمية مختلفة وتعنّت من النظام الحاكم قد يصل إلى استخدام العنف ضد المواطنين. وفى هذا التقرير نستعرض شروط العصيان وكيفية انتشاره فى الميادين والمدارس والجامعات والمصانع، ونتطرق إلى الكثير من التساؤلات التى تدور حول آليات نجاحه وكيفية تطويره ليصل إلى كل محافظة ومدينة وقرية فى مصرنا الحبيبة لنظفر بالنجاح. --------------------------- * لماذا تقف بعض الأحزاب ووسائل الإعلام وبعض الشخصيات موقفا سلبيا من العصيان المدنى؟ - الرد لدى المواطن المتحمس للخلاص من الانقلابيين، فإذا اقتنع أعضاء الأحزاب والقيادات والمثقفون والإعلاميون بأن كل يوم جديد يمر علينا تحت حكم الفساد والإرهاب يضعفهم ويهمشهم أمام جبروت قادة الانقلاب، فإن تبنى العصيان المدنى قد يكون مشاركة جماعية من أكثر القوى المناهضة للحكم. * ماذا لو أعلن الفريق عبد الفتاح السيسى استقالته أو تنحيه وتحمل المسئولية وحده، مع بقاء نتائج الانقلاب؟ - لعبة لن تنطلى على أبناء شعبنا، ونحن لا نطلب أقل من القبض على قادة الانقلاب وداعميهم، وكشف أرصدتهم فى البنوك والخارج، وامتيازات المشروعات الكبرى التى تم فيها نهب مليارات من الوطن، مع إلغاء كل نتائج الانقلاب وعودة الشرعية كاملة ممثلة بالرئيس والدستور والمجلس. * هل سيطلب السيسى حماية دولية أو أمريكية أو إسرائيلية؟ - فى حالة العصيان المدنى بهذه الصورة السلمية السلبية والتى يشترك فيها معظم أبناء الشعب، فلن يملك السيسى أو غيره فرصة أو حجة لجلب حماية له من الخارج. * ما المطالب الأساسية للجماهير المشاركة؟ - إنهاء الانقلاب ونتائجه المترتبة عليه كافة. - عودة الشرعية كاملة ممثلة بالرئيس والدستور والمجلس - عودة الجيش إلى ثكناته وعدم تدخله فى الشئون السياسية مع وضع ضوابط لذلك. - محاسبة ومحاكمة قادة الانقلاب ومموليهم. - تطهير مؤسسات القضاء والإعلام والداخلية مما لحق بها من فساد وإهانة. - الإفراج عن المعتقلين الذين تم القبض عليهم فى قضايا الرأى والضمير والنشر والاعتقاد. - العمل بشكل جماعى ومن خلال المشاركة السياسية الكاملة على استكمال المؤسسات الدستورية. * ماذا يمكن أن يفعل المقيمون فى الخارج من أجل إنجاح العصيان المدنى؟ - على كل منا إقناع أهله وأصدقائه ومعارفه، وعلينا أن نحول المعركة إلى عشرات الملايين من رسائل الموبايل، والبريد الإلكترونى، والمكالمات الهاتفية، علينا التواصل والاتصال بالجهات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لكشف الجرائم والتعريف بحقوقنا. * ماذا لو لم يتجاوب المصريون فى الأيام الأولى للعصيان؟ - يجب أن يكون العصيان المدنى مستمرا فى اليوم التالى.. أثبت المصريون وبعد 4 شهور من الانقلاب أنهم لا يملّون ولا يكلون رغم الجراح والآلام فى سبيل نيل حقوقهم. * مَن الأكثر تأثيرا فى دفع العصيان المدنى ناحية النجاح؟ - النقابات المهنية، والقضاة وهيئات التدريس والإعلاميون والعمال. * هل هناك أماكن مهمة لتحاصرها الجماهير وتعجل من سقوط نظام الحكم؟ - القصر الجمهورى بعابدين وقصر العروبة وميدان التحرير ومجلس الشعب وماسبيرو، أما فى الإسكندرية فيكفى التوجه إلى طريق الكورنيش من المنتزه إلى رأس التين والجلوس أو النوم بملابس سوداء فى الطريق. * هل من الممكن أن ينضم الناصريون واليساريون والشيوعيون والليبراليون إلى دعوات العصيان المدنى؟ - ليس لدينا شك فى ذلك، الانقلابيون لن يوفروا أحدا وسيطال القمع الجميع، لكن سنوات طويلة من عدم الثقة وسياسة «فرّق تَسُدْ» التى انتهجها حسنى مبارك وينتهجها قادة الانقلاب اليوم، تجعل الأمر صعبا فى بداياته، لكننا على يقين من أن الخطر القادم من الانقلابيين لكبح جماح كل القوى المستنيرة وتشويه سمعة المعارضين أكثر تهديدا من أى أخطار أخرى، وستجد المعارضة نفسها مضطرة إلى المشاركة مع بعضها إبعادا للخطر عنها وعن الوطن. * حاولت إقناع زملائى فى العمل بالعصيان المدنى لكننى فشلت فشلا ذريعا، فهل أتوقف؟ - حاول أن تقنع من تستطيع إقناعهم، أى إن فشلت فى إقناع زملاء العمل والدراسة والمصنع والنقابة فعليك بإقناع أهلك ووالديك وأقربائك وجيرانك.. لا تيأس. * أين سيكون التركيز فى العصيان المدنى؟ - فى القاهرةوالإسكندرية وطنطا وبورسعيد والسويس والإسماعيلية وكل مدن الصعيد والجنوب. لا يجب استثناء أية بقعة من مصر الحبيبة؛ فالقضية قضية وطن. * هل نتوقع انقلابا عسكريا على الانقلاب فى أثناء العصيان المدنى؟ - أى حراك لا يعيد الشرعية ممثلة بالرئيس والدستور والمجلس مرفوضة وتعنى استمرار العصيان. * هناك حالة من اليأس والإحباط والرضوخ والخنوع والخوف تكتسى بها الحياة اليومية للمصريين وينتظرون عناية السماء أن تُنزِّل عليهم الرحمة، يعولون على غيرهم للتغيير ولا يتفاعلون (حزب الكنبة)، فماذا نحن فاعلون؟ - لا نملك غير الكلمة الطيبة، والحديث المقنع، وضرب الأمثلة عن الفساد، وإقناع الناس بأنهم ليسوا قطيعا يرعاه الذئب، وأن نحاول استجلاب مشاعر مضادة للسلبية مثل الكرامة ومحبة مصر والعدالة والمساواة والأمل فى المستقبل وسيطرتنا على خيرات الوطن. * من المسئول الأول عن العصيان المدنى؟ - أنا وأنت وكل مواطن مصرى، وهذه الدعوة إلى العصيان والرفض والمطالبة بالقبض على الانقلابيين وداعميهم ومحاكمتهم وإعادة الشرعية هى قراءة صادقة ووطنية وشفافة لما تخفيه صدور المصريين كلهم مع استثناءات قليلة لها مصالحها الخاصة أو يحركها رعب داخلى أو تعرف أنها أجرمت فى حق الشعب طوال فترة حكم الديكتاتور. * هل وضَعَ قادة الانقلاب خطة مضادة لقتل الفكرة واغتيال الدعوة وإفشال العصيان المدنى؟ - لا نستبعد هذا، ولكن الشعب العظيم الذى يظن الانقلابيون أنه مجموعة من الرقيق الجبناء البلهاء الذين يقبلون فتات خبز الكبار ثم ينامون على عرقهم ودموعهم وأحزانهم وكرامتهم الممتهنة، سيفشل خططهم، وسنكتشف جميعا عندما نشاهد قادة الانقلاب والسيسى فى قفص الاتهام يبكى متوسلا قضاة العدل والقانون الرحمة والرأفة، ويصب جم غضبه واتهاماته على رجال الأمن والمثقفين ورؤساء تحرير الصحف الكبرى والمنافقين الذين نفخوا فيه روح العظمة والسطوة والسيطرة ولذة السادية فى تعذيب شعبه، أنه كان زعيما لنظام من ورق يتهاوى كله عندما يسقط جزء صغير منه. * هل ستظهر فضائح وجرائم وعمليات نهب لخيرات مصر وفساد خفى ومساومات مخجلة ومواقف ضد استقلال الوطن عندما تتم محاكمة قادة الانقلاب؟ - نعم بالتأكيد، وسنعرف جميعا أننا كنا محقين فى العصيان المدنى، وسنتأسف كثيرا على ترددنا. لم يتحمل الشعب الأرجنتينى ثلاثين يوما فى ظل قانون الطوارئ، وخرج الشعب الفنزويلى يطالب باستمرار حكم الرجل الذى أخلص لهم، وخرج الأوكرانيون يملئون الشوارع لعدة أيام، ليلا ونهارا، حتى انتصرت إرادتهم، فهل المصريون أقل حماسا لكرامتهم من غيرهم؟! * ماذا يمكن للفريق السيسى أن يفعل لمنع العصيان المدنى؟ - سيقوم عن طريق حكومته التى عيّنها ويديرها بعملية إعادة تهيئة الشعب للحكم العسكرى، ثم تصعيد نفسه للإمساك بكل خيوط اللعبة السياسية، والتحالف مع قيادات سياسية ودينية استعدادا لتنصيبه مرشحا وحيدا. وكذلك تهييج المشاعر العفوية الساذجة والحمقاء والمتخلفة والمخدَرة والمغيّبة لدى عشرات الآلاف من البلطجية والفلول الذين سيطوفون شوارع المدن الكبرى مطالبين بترشحه للرئاسة. * هل هناك أمل فى تحرك وتنسيق بين شرفاء الجيش وأمن الدولة والمخابرات لوقف التدهور، والوقوف مع الشعب، وعزل السيسى ورجاله والتحفظ على أموال الشعب التى فى حوزتهم؟ - ينبغى ألا نقلل من شأن المعلومات التى تمد بها واشنطن وتل أبيب الفريق السيسى لحماية الانقلاب والحفاظ على حدود مصر الشرقية آمنة لصالح تل أبيب. * هل هذه الخطوات نهائية أم يمكن تغييرها؟ - خطوات العصيان المدنى دائما وأبدا متغيرة ومتصاعدة وقابلة للتطوير والتصحيح والتقويم والإضافة والحذف، ولكن الثابت فيها شيئان: الأول الاستمرارية بمشاركة الجميع وعدم التراجع، والثانى السلمية التامة. * وماذا عن أجهزة الدولة الأمنية كالداخلية والمخابرات وأمن الدولة؟ - سنطلب منهم الانحياز إلى الشعب، ونحن على يقين من أنهم يملكون ملفات مخزية وسوداء للانقلابيين وحيتان المال والفساد والرشوة، لكن قادة هذه الأجهزة وعناصرها التى شاركت فى الانقلاب وقتلت وجرحت واعتقلت المواطنين المصريين ستتم محاسبتهم ومحاكمتهم طبقا للقانون. * هل سنحتفل قريبا بإذن الله بتحرير مصر من أسوأ وأعفن وأفسد الأنظمة التى حكمتنا فى العصر الحديث؟ - هذا يتوقف على روح المقاومة والتفاؤل والإيمان والإخلاص والنبل والشجاعة. إن تحرير مصر لا يحتاج إلى أكثر من إرادة التحرير، أما الذين يريدون منا الصمت حتى نصنع قاعدة شعبية واعية فهم كمن يطلب من الغريق أن ينتظر حتى يتعلم السباحة بدلا من إنقاذه. لأول مرة منذ سنوات طويلة نكاد نسمع مصرنا وحبنا ووطننا التى سنسلمها لأولادنا وأحفادنا تصرخ متوجعة من اغتصاب وانتهاك ونهب وهبر وسرقة واحتيال وتعذيب ومؤامرات عليها واحتقار لها ولشعبها وازدراء لعبقرية أبنائها وقدرتهم على تولى أمرها. كونوا على قدر المسئولية واهزموا الانقلاب وأعيدوا الشرعية.