أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش الاثنين بأن الاقتصاد الأمريكي يمر بأوقات عصيبة وقال انه يؤيد الإجراءات التي اتخذها مجلس الاحتياطي الاتحادي لاستعادة النظام في أسواق المال المضطربة. وزعم بوش للصحفيين بعد اجتماع مع مستشارين اقتصاديين كبار إن رسالته إلى البلاد والعالم هي أن الولاياتالمتحدة تسيطر على الوضع. وقال بوش بعدما أعلن مجلس الاحتياطي الأحد إجراءات طارئة لاحتواء أزمة الائتمان العالمية المتفاقمة نتخذ اجراءات قوية وحاسمة. وأضاف مجلس الاحتياطي الاتحادي تحرك بسرعة لتحقيق الاستقرار في سوق المال. الوزير بولسون مؤيد لهذا التحرك وأنا أيضا. وخفض مجلس الاحتياطي الأحد سعر الخصم الذي يفرضه على القروض المباشرة إلى البنوك وأعلن برنامج إقراض جديدا من أجل توفير الائتمان للشركات الكبرى الأخرى في وول ستريت وذلك في أحدث خطوة ضمن سلسلة إجراءات تهدف إلى تحقيق الاستقرار في أسواق المال. كما وافق المجلس على تمويل ما يصل إلى 30 مليار دولار من أصول بير ستيرنز الأقل سيولة في اطار عرض مقدم من جيه.بي مورجان للاستحواذ على شركة الأنشطة المصرفية الاستثمارية المتعثرة. وزعم بوش مؤسساتنا المالية قوية وأسواق المال لدينا تعمل بكفاءة وفاعلية. سنواصل مراقبة الوضع وسوف نتحرك بحسم عند الضرورة من أجل تحقيق الاستقرار في أسواق المال. على المدى الطويل سيكون اقتصادنا جيدا. في الوقت الراهن نحن نتعامل مع وضع صعب. تراجع الدولار وفي سياق متصل تراجعت قيمة الدولار الأمريكي بشكل سريع أمام اليورو لدرجة أن المنافذ الصغيرة لتغيير العملات في مدينة أمستردام ترفض طلب السياح الذين يرغبون في مبادلة ما لديهم من دولارات بالعملة المحلية أثناء قضاء عطلاتهم في هولندا. وقالت ماري كيلي وهي سائحة أمريكية من انديانابوليس أمام دار للصرافة دولارنا ربما يساوي صفراً هنا..من الصعب أن تجد مكانا لمبادلته. علينا أن نذهب إلى وسط المدينة إلى المركز الرئيسي أو إلى مكتب البريد. ويعود هذا إلى أن مكاتب الصرافة الصغيرة لا تريد أن يكون لديها حيازات كبيرة من الدولار قد تنخفض قيمتها مع مرور الوقت قبل أن تتمكن من بيعها. وحامت العملة الأمريكية قرب مستويات قياسية منخفضة الاثنين حيث بلغ سعر اليورو حوالي 1.58 دولار مقارنة مع 1.47 دولار قبل شهر. واستقر الدولار فوق أقل مستوى مقابل الين في نحو 13 عاماً ومستواه القياسي المنخفض مقابل اليورو الأوروبي الثلاثاء لكن ما زالت ثمة شكوك بشأن انخفاض اكبر للعملة الأمريكية نتيجة القلق بشان النظام المالي في الولاياتالمتحدة. وهوى الدولار الاثنين بعدما خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الخصم الأحد الماضي في خطوة استثنائية. كما أعلن تسهيلاً جديداً سيقوم من خلاله بإقراض المؤسسات المالية الكبيرة الأخرى وهي أداة لم تستغل منذ الكساد الكبير. وينظر للخطوات التي صاحبت قرار بنك الاستثمار جيه بي مورغان تشيس اند كو شراء منافسه بير ستيرنز بسعر متدن عند دولارين للسهم على أنها تبرز عمق الضرر الناجم عن اضطراب أسواق الائتمان مما دفع الدولار للهبوط. وقال شويتشي كانيهيرا من ميزوهو كوربريت بنك ما يزال السوق قلقا بشأن النظام المالي الأمريكي ويتساءل الآن عن أي الشركات المالية تبدو في وضع خطر وأيها ليس في هذا الوضع. وتابع في ضوء هذه الشكوك سيظل الدولار ضعيفاً. وانخفض الدولار 0.2 في المائة عن سعره في أواخر التعاملات في الولاياتالمتحدة الاثنين لحوالي 97.20 ين. وكان قد نزل إلى 95.77 ين الاثنين في التعاملات الالكترونية على شبكة اي بي اس وهو الأقل منذ أكثر من 12 عاماً ونصف العام. وارتفع اليورو 0.3 في المئة مقارنة بأواخر التعاملات في نيويورك لحوالي 1.5770 دولار ولكنه أقل من المستوى القياسي المسجل الاثنين عند 1.5905 دولار.