أدانت هيئة علماء المسلمين بالعراق المحاكمة الصورية لحاكم الزاملي وحميد الشمري وما ترتب عليها من تبرئة هؤلاء المجرمين، وحملت الاحتلال والحكومة الحالية المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة التي مارستها فرق الموت في المستشفيات. وأكدت الهيئة في بيان لها أن الصورة واضحة المعالم في عراق ما بعد الاحتلال ، وإن تلونت بألوان مختلفة من إدعاءات المحتل والحكومات المتعاقبة بتقديم المساعدة للعراقيين ونشر الديمقراطية؟! والحفاظ على حقوق الإنسان بينهم والنتيجة واحدة هي الاستهانة بقتل الإنسان العراقي تحت أي مسمى. فقد باتت فقد صدق ما تنبأ به الاحتلال والحكومة الحالية - إن بغداد سوف تشهد محاكمة فريدة من نوعها- إذ مثل وكيل وزير الصحة السابق حاكم الزاملي، و(اللواء) حميد الشمري مسؤول حماية وزارة الصحة، أمام محكمة عراقية في الرصافة، ثم اخلي سبيلهما بعد مسرحية عدم كفاية الأدلة وعدم حضور الشهود. ودعت الهيئة المنظمات الدولية إلى الخروج عن الصمت المتواطئ مع قتل الأبرياء ولايحيق المكر السيئ الا باهله . وأن هذه المحاكمات تعكس ما عليه القضاء العراقي اليوم من عدم كفاءة واضمحلال وعدم القدرة على إحقاق الحق وأدانة المتهمين الذين أوغلوا بدماء العراقيين واستغلوا مناصبهم لارتكاب أبشع الجرائم، وإن الصفقات السياسية المشبوهة والمساومات هي التي تسير القضاء في عراق اليوم . وأبدت هيئة علماء المسلمين عدم استغرابها من مثل هكذا محاكمات والتي تجري في ظل ظروف تسيد فيها المجرمون ليتسنموا مناصب الحكم والقرار لاسيما وان غربال التبريرات لهذه الجرائم لا يمكنه أن يغطي حقيقة فرق الموت وإجرام المليشيات المدعومة من الحكومة. واكدت _ايضا_ إن دماء العراقيين الزكية لن يقر لها قرار بمثل هذه المحاكمات الهزيلة وان العراقيين على يقين أن الاحتلال وحكوماته المتعاقبة هم من فتحوا هذه الصفحات للنيل من دماء العراقيين، وإلا فلماذا تتوفر الحماية لغيرها من المحاكمات؟ ولماذا يتحفظ على الشهود والتكفل بايصالهم الى ملاذات آمنة؟