واصل الطيران الحربي الصهيوني مُسندًا بالبوارج البحرية شن الغارات على قطاع غزة، مستهدفا مقر حكومة إسماعيل هنية ومنازل تعود لقادة كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتصاعدت أعداد الشهداء والجرحى جراء القصف في عملية تعد الأكثر دموية بحق الفلسطينيين منذ 1967 قصف مقر هنية وقصفت طائرات الاحتلال الصهيوني، فجر اليوم الأحد (2/3)، مقر مجلس الوزراء الفلسطيني الذي يرأسه إسماعيل هنية، غرب مدينة غزة دون الإبلاغ عن وقوع إصابات، وذلك في إطار الدعوات لاستهداف المؤسسات الفلسطينية الرسمية. وقالت مصادر أمنية إن طائرات الاحتلال قصفت بصاروخ واحد مقر مجلس الوزراء الذي يقع في محيط مستشفى الشفاء بغزة، ولكن الصاروخ لم ينفجر. وذكرت المصادر أن الوحدات الهندسية تقوم بالتعامل مع الأمر رغم مخاطر عودة الطيران الصهيوني لشن غارات جديدة. وأكد طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إننا على قناعة أن المستهدف من هذه الهجمة الشرسة هو الشعب الفلسطيني، وبرنامج الصمود والمقاومة، فالصهاينة يريدون القضاء على المقاومة فكراً وممارسة، لذلك هم يريدون استبدال وإسقاط هذه الحكومة ليحضروا حكومة تكون تابعة وعميلة لهم. وكان أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا الصهيوني المتطرف قد أوصى حكومة أولمرت بتدمير كل المؤسسات المدنية والمالية في قطاع غزة، بما فيها البنوك والبريد وكل مراكز التمويل من أجل شل قدرة حركة حماس على إدارة المناطق. ضرورة فتح المعبر ويأتي هذا العدوان الصهيوني الممنهج في ظل استمرار الحصار الكارثي على القطاع ،مما يحول حتى دون إسعاف الجرحى من جراء العدوان. فقد أكد الدكتور سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة حماس، أن كسر الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة بات ضرورة ملحة في ظل المحرقة وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في القطاع. وشدد أبو زهري على أن كسر الحصار وفتح معبر رفح بات مطلباً ملحاً خاصة أن هناك عدد كبير من الجرحى هم في حالة الخطر الشديد وبعضهم يرتقي شهيداً في المستشفيات بسبب عدم توفر الإمكانيات اللازمة للعلاج أو الحاجة لعمليات كبرى خارج فلسطين. واستنكر استمرار صمت النظام الرسمي العربي على المحرقة وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأكد أبو زهري أن هذا الصمت يؤلم الشعب الفلسطيني لدرجة لا تقل عن الجريمة الصهيونية بحد ذاتها؛ لأن هذا الصمت يعطي الاحتلال الفرصة لاستمراره في جرائمه ويعطي انطباع بأن الشعب الفلسطيني وحيد في الميدان في مواجهة الاحتلال الصهيوني. وشدد المتحدث باسم حركة حماس على أن بعض المواقف الأوروبية على سوئها متقدمة وأفضل من مواقف معظم العواصم العربية، لافتاً الانتباه إلى أن هناك الكثير مما يمكن أن تقدمه الحكومات العربية سواء على الصعيد السياسي بالتهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية وممارسة ذلك بالفعل أو على الأقل بفتح معبر رفح. وقال: من المؤلم أن يستمر الحصار دون أن تتقدم الحكومات العربية لكسر الحصار الذي يتزامن مع هذه الجرائم الصهيونية. وأضاف: المؤسف أن الحكومات العربية تملك فتح معبر رفح وبإمكانها ذلك، إلا أنه للأسف حتى اللحظة لا يبذل جهد لازم من اجل فتح هذا المعبر مما يزيد من حجم المأساة في قطاع غزة ويزيد أعداد الشهداء والمتوفين. أونروا تحذّر من جانبها طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في قطاع غزة ، بتدخل دولي عاجل لوقف ما يتعرض له المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة من قتل وتدمير على يد جيش الاحتلال الصهيوني. وقال مدير عمليات الوكالة جون جنج في مؤتمر صحفي بغزة مساء السبت (1/3): إن ما يحدث في قطاع غزة من عمليات قتل لا يمكن السكوت عليه، وإن الأبرياء المدنيين والأطفال يدفعون ثمناً باهظاً للنزاع الدموي في قطاع غزة. وأضاف: من تجربتنا، نؤكد أن قتل المدنيين والأطفال والنساء الفلسطينيين لن يجلب السلام إلى دولة الاحتلال، مشيراً إلى أنه رغم النداءات المتكررة للهدوء ووقف العنف إلا أن قتل الأبرياء والأطفال يزداد، مناشداً أعضاء الأسرة الدولية بعدم الاكتفاء بالكلمات ودعم أقوالهم بأفعال سياسية على الأرض. وطالب جنج القيادات السياسية بالتمتع بالحكمة والشجاعة لوقف دائرة العنف، موضحاً أن أكثر من 40 ألف طالب في مدارس الأونروا في شمال قطاع غزة لم يتوجهوا إلى مدارسهم، ومتسائلاً كيف يمكن أن يساعد ذلك في تحقيق السلام. وشدد على أن عدم استجابة المجتمع الدولي للتدخل لوقف القتل في غزة يعني كارثة كبرى لأن المدنيين لهم الحق الطبيعي في الحماية حسب القانون الدولي، وتابع يبدو أنه لهؤلاء الذين فقدوا حياتهم أصبح ذلك متأخراً أما ما تبقى فإن هناك حاجة عاجلة للمساعدة في حمايتهم.