أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لا يعني أبدا الاعتراف بالكيان الصهيوني، مشيرة إلى أن الادعاءات والشائعات التي أطلقها البعض حيال تنازل حركة حماس عن ثوابتها ومواقفها السياسية في إطار البرنامج السياسي المتفق عليه هي ادعاءات باطلة وشائعات مغرضة، عارية تمامًا عن الصحة، وتستهدف تشويه صورة ومواقف حركة حماس في عيون الجماهير الفلسطينية. وشدَّدت حماس في بيان لها بعد الاتفاق من غالبية أطياف الشعب الفلسطيني على المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية على أن البرنامج الذي تم إنجازه يمثل برنامج القواسم المشتركة المجمع عليها فلسطينيًّا، ولا يتضمن أيَّ اعتراف ضمني أو صريح بشرعية الكيان الصهيوني، أو أي تنازل عن المبادئ والمواقف والثوابت الوطنية، وجدَّدت تمسكَها ببرنامجها الخاص بها، وخصوصًا فيما يتعلق بالتمسك بخيار المقاومة ورفض الاعتراف بالاحتلال الصهيوني.
وأوضحت أن البرنامج السياسي الذي تم التوافق عليه وطنيًّا ينطلق في أسسه ومحدداته من وثيقة الوفاق الوطني التي رسَمَت رؤيةً شموليةً لمعالجة قضايا الواقع الفلسطيني في مختلف المجالات، مشيرةً إلى أن هذا البرنامج يحقِّق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني في ظل تحديات الحصار السياسي والاقتصادي التي عصَفت به طيلة الأشهر الماضية.
وأشارت الحركة إلى أن البرنامج السياسي الذي تم إنجازُه يمنح مساحةً جيدةً للتحرك الفلسطيني الجمعي في إطار المتغيرات بما ينسجم مع مقتضيات المصلحة الفلسطينية، ودون أي مساس بالحقوق والثوابت الوطنية التي يؤكد عليها البرنامج، ويشدِّد على الالتزام بها مهما بلغت التحديات.
وطالبت مختلف أطياف الشعب الفلسطيني بالوقوف عند مسئولياتهم جميعًا، وقالت: "كافة القوى والأطياف السياسية الفلسطينية مطالَبة اليوم بالوقوف عند كامل مسئولياتها عشيةَ تشكيل حكومة الوحدة المرتقبة في هذه المرحلة الحساسة من عمر شعبنا وقضيتنا، فلم يعُد هناك متسعٌ للهروب من حمل الأمانة وتحمل المسئولية، أو مجالٌ للانكفاء عن خدمة شعبنا ومواجهة الأخطار والتحديات التي تستهدف قضيتَنا الوطنية، إثْر تذليل العوائق التي حالت سابقًا دون التئام الشمل الوطني، والانتظام ضمن مسار وطني موحد".
وشدَّدت حماس على أن خيار الوحدة الوطنية- التي تشكل حكومة الوحدة الوطنية إحدى تجلياته- هو خيار صادق وأصيل في سياق فهم وإستراتيجية حركة حماس، موضحةً أنها لن تتوانَى عن دعمه وإنجاحه سياسيًّا وميدانيًّا بكل الأشكال الممكنة والأساليب المتاحة.
وعبَّرت عن أملها أن تشكِّل حكومة الوحدة المنشودة فاتحةَ خير لعلاقات وطنية أكثر مسئوليةً وانفتاحًا والتزامًا، تؤسس لعهد جديد من التكاتف والتعاون والوفاق الوطني، وترتفع بالوطن ومصالحه وقضاياه فوق مختلف المصالح والأجندات الخاصة.
وأوضحت أن الشعب الفلسطيني أمام تحديات كبيرة تُحتِّم على الجميع التكاتف لخدمة الشعب والقضية الفلسطينية والخروج من المأزق الراهن، مضيفةً: "إننا أمام تحدٍّ فلسطيني جديد ينبغي مواجهته بكل حكمة ومسئولية وطنية، لبلوغ أهدافنا ومصالحنا الوطنية المنشودة؛ مما يستوجب إعلاء راية التعاون والتكاتف والعمل الوحدوي المشترك، والابتعاد عن كل لون من ألوان المزايدة السياسية والإعلامية، وتجنُّب أي شكل من أشكال العبث والمراهقة الضارَّة بوحدتنا الوطنية وآفاق حل أزماتنا ومشاكلنا الداخلية".