أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس من جديد رفضَها الاعترافَ بالكيان الصهيوني، وقال سامي أبو زهري- المتحدث الرسمي باسم الحركة- يوم أمس الاثنين 11 سبتمبر: إن حماس لن تعترف مطلقًا بالكيان الصهيوني، مضيفًا: "لن تعترف مطلقًا بشرعية الاحتلال" و"ستحتفظ ببرنامجها السياسي". وكانت وكالات الأنباء قد نقلت عن المتحدث باسم الخارجية الصهيونية مارك ريجيف قوله إن حكومة الوحدة الفلسطينية "قد تُعطي دفعةً جديدةً لعملية السلام" ولكنه أضاف أن تلك الدفعة لن تتحقق "إلا بعد الاعتراف بإسرائيل" ونبْذ ما سماه "العنف" وكذلك "ضمان إطلاق سراح الجندي الأسير" في إشارةٍ إلى الجندي الصهيوني جلعاد شاليت، الذي أَسَرتْه المقاومة الفلسطينية يوم 25 يونيو الماضي في عمليةٍ قادتها كتائب الشهيد عز الدين القسام- الجناح العسكري لحماس- وأطلقت عليها "الوهم المتبدِّد".
وتأتي هذه المواقف السياسية بعدما أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن الفصائل الفلسطينية- عدا حركة الجهاد الإسلامي- ستُشكِّل حكومةَ وحدةٍ وطنية، ومن المفترض أن يُصدر عباس قرارًا بحلِّ الحكومة الحالية خلال 48 ساعة؛ تمهيدًا لتسمية رئيس الحكومة الجديدة، بينما كان رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية قد أكد أنه سيقود حكومةَ الوحدة الجديدة بعدما وافق رئيسُ السلطة على ترشيح حركة حماس له، فيما أشارت الأنباء إلى أن عدد أعضاء الحكومة- التي ستتكون من عناصر تكنوقراط- سيتقلَّص، كما سيشارك فيها أعضاءٌ من حركة فتح. يُشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية حماس قد دَعَت بعد فوزِها بالانتخابات التشريعية التي جرَت في الأراضي الفلسطينية 25 يناير الماضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن عناصر من فتح رفضت ذلك وعملت على إسقاط الحكومة التي شكَّلتها حماس من خلال الاضطرابات الداخلية، كما فرض الصهاينةُ والغربُ حصارًا على الحكومة لإسقاطها أو دفعها للاعتراف بالكيان الصهيوني والتخلي عن سلاح المقاومة، إلا أن حماس رفضت تقديمَ مثل تلك التنازلات مدعومةً في ذلك من الشعب الفلسطيني، وهو الدعم الذي أكدته استطلاعاتُ الرأي.