كشفت "كتائب عز الدين القسام", الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس", أن النفق الذي اكتشفته قوات الاحتلال مؤخرًا جنوب شرق قطاع غزة يعود لها، متعهدة بمواصلة العمل حتى تحرير كافة الأسرى في سجون الاحتلال. وكان جيش الاحتلال أعلن السبت (12-10) عن كشف نفق بطول 2.8 كيلو متر يصل ما بين قطاع غزة وإحدى المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، مدعيًا أنه أحبط عملية فدائية كبيرة كانت تستهدف هذه المستوطنة من خلال النفق المذكور.
وقال "أبو عبيدة", الناطق الإعلامي باسم "كتائب القسام"، في اتصال هاتفي خلال برنامج لإذاعة "صوت الأقصى" المحلية، مساء الأحد (20-10): "إن كتائب القسام هي من حفرت النفق, وهي صاحبة اليد في ذلك".
وأضاف: "إن كتائب القسام تعمل بكل جهدها فوق الأرض وتحتها, وتنحت في الصخر لتحرير الأسرى". وقلل "أبو عبيدة" من سعادة الاحتلال بكشفه النفق, مؤكداً أن قادة الاحتلال يُخفون مشاعر الخوف والدهشة مما شاهدوه.
وشدد على قدرة المقاومة الفلسطينية "تحقيق المفاجآت وضرب العدو من حيث لا يتوقع, وهذا ما أثبتته المقاومة في معركة حجارة السجيل الأخيرة".
وأشار إلى أن المقاومة في معركة متواصلة مع الاحتلال ولن نتوقف إلا بتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
وقال "أبو عبيدة": "إن كتائب القسام تخوض حربا من نوع خاص مع الاحتلال, تتبلور بها التكتيكات من حيث العتاد والعدة, وتختلف من مرحلة لأخرى, والكتائب تطوّر دوما من إمكانياتها وقدراتها, بحيث تُفاجئ الاحتلال"، مؤكدًا أن الكتائب, تعمل انطلاقاً من مصالح الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "تدار المعركة مع الاحتلال وفقاً لمصالح الشعب الفلسطيني, والشعوب الطامحة للحرية, قادرة على بذل الكثير, والمقاومة لديها نفس طويل للصمود حتى النصر".
وجدد "أبو عبيدة" عهد كتائب القسام, بالثبات على مبادئها والتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني والأسرى في سجون الاحتلال, وعدم إلقاء السلاح حتى تحريرهم. واعتبر أن قضية الأسرى ستبقى على رأس أولويات كتائب القسام, مؤكدًا أن "أسر الجنود هو الطريق الوحيد الذي أثبت نجاعته مع الاحتلال".
ويشار إلى أن "كتائب القسام" كانت قد نفذت سلسلة عمليات نوعية خلال انتفاضة الأقصى باستخدام الأنفاق الأرضية وقتلت وأسرت خلالها عددا كبير من جنود الاحتلال كان أبرزها وأنجحها أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في صيف 2006 والذي أُفرج عنه مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني من قدامى الأسرى وأصحاب المحكوميات العالية وعمداء الأسرى وقادتهم.
وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني، بينهم 440 أسيراً من قطاع غزة جلّهم من قدامى الأسرى وذوي الأحكام العالية.