يري خبراء أردنيون أن تنظيم القاعدة أعاد إنتاج نفسه بعد مرور خمس سنوات علي أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، رغم الضربات القوية التي تلقاها في العراق وأفغانستان والسعودية وغيرها، وذلك من خلال إنتاج قيادة جديدة من أجيال جديدة غير معروفة أمنياً استطاعت أن تمنح التنظيم حرية التحرك علي نطاق عالمي. وقال الخبير الأمني والضابط السابق في المخابرات الأردنية وعضو مجلس النواب محمود الخرابشة ليونايتد برس إنترناشونال: إنه لا شك أن قدرات القاعدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ضعفت كتنظيم، خصوصاً بعد الضربة القاصمة التي تلقتها في أفغانستان التي كانت معقلها الرئيسي، ولكن يبدو أن التنظيم نجح في امتصاص صدمة أفغانستان من خلال تطوير أساليب عمله، وساعده في ذلك ظهور قيادات الجيل الثاني والثالث الذين يعتمدون وبشكل كبير علي ما يمكن تسميته الجهاد الإلكتروني.
وبحسب الخرابشة فإن القاعدة، ومن خلال أجيالها الحديثة المدربة بمهارة علي استخدام التكنولوجيا الحديثة نجحت في إعادة نشر خطابها علي نطاق أوسع مما كان قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ويري أن عدم معرفة الأجهزة الأمنية في العالم وتحديداً المخابرات الأمريكية بالجيل الجديد للقاعدة منح التنظيم حرية التحرك علي نطاق عالمي ومكنّه من تنفيذ عمليات نوعية في أوروبا والمنطقة العربية بالاعتماد علي الجيل الجديد والمجهول في التنظيم.
يذكر أن الخلايا القاعدة نجحت خلال السنوات التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر في تنفيذ هجمات فدائية استهدفت منشآت مدنية في العديد من دول العالم، كما حصل في بالي باندونيسيا في العام 2002 وتفجيرات العاصمة الإسبانية، مدريد، في العام 2004 ، وتفجيرات العاصمة البريطانية، لندن، في العام 2005، وتفجيرات شرم الشيخ وطابا في مصر في العامين 2004و2005، وتفجيرات العاصمة الأردنية، عمان، في العام 2005 ، إضافة إلي عمليات التنظيم المستمرة في العراق وأفغانستان.
وأضاف الخرابشة أنه علي الرغم من الضربات القوية التي تلقاها التنظيم، إلا انه لا بد من التعامل معه علي أساس أنه قائم ونشط، معرباً عن اعتقاده بأن تهديد القاعدة سيستمر ما دام قادراً علي تطوير نفسه، مشيراً إلي أنه جزءا كبيراً من التعاطف معها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بسبب العمليات التي نفذتها بعد ذلك وكانت في معظمها تستهدف مدنيين.
أما الخبير في شؤون حركات العنف والتنظيمات الإسلامية محمد أبو رمان، فيقول إنه بعد حرب أفغانستان عام 2001 مرت القاعدة بمرحلة تخبط وضعف لأن مركزها في أفغانستان ضرب وقادتها الرئيسيين إما قتلوا أو اعتقلوا أو ما يزالون مطاردين، إضافة إلي ذلك فإن الأجهزة الأمنية في العالم وتحديداً المخابرات الأمريكية نجحت في الحصول علي معلومات كبيرة عن التنظيم ما مكّن من الوصول إلي بعض قياداته وإفشال العديد من مخططاته.
وبدوره، رأي أبو رمان أن القاعدة وبعد الضربات التي تلقتها، فقد نجحت في إعادة هيكلة نفسها من جديد من خلال إنتاج قيادة جديدة من أجيال جديدة غير معروفة أمنياً وبالتالي أصبح هناك لا مركزية أكبر في قيادة التنظيم بعدما كان يعتمد بالأساس علي رجله الأول أسامة بن لادن ومساعده أيمن الظواهري، اللذين تحولا إلي خطيبين سياسيين مهمتهما الرئيسية لم تعد قيادة التنظيم وبرمجة عملياته وإنما توجيه خطاب سياسي.
واعتبر أن الأخطاء التي ارتكبتها الولاياتالمتحدة في العراق أعطت القاعدة زخماً سياسياً كبيراً، ما مكن زعيم تنظيم القاعدة السابق في العراق أبو مصعب الزرقاوي من أن يشكل تهديداً كبيراً ليس للأمريكيين فقط، وإنما لدول مجاورة للعراق وتحديدا الأردن، قبل أن تنجح القوات الأمريكية في القضاء عليه في يونيو الماضي، ما اعتبر أكبر ضربة توجه لتنظيم القاعدة، علي الرغم من لم يوقف العنف في العراق.
وتوقع أبو رمان أن ينجح في فتح جبهات جديدة، مرجحاً أن تكون أفريقيا الساحة الجديدة لنشاطات التنظيم، خصوصاً في دارفور الذي يستمر فيه التصعيد في ظل رفض الحكومة السودان إرسال قوات دولية إلي الإقليم المضطرب، وفي الصومال، حيث توجد بيئة مناسبة لذلك بعد وصول المحاكم الإسلامية للحكم في قديشيو.
يذكر أن بن لادن كان توعد بمقاومة الوجود الدولي في دارفور علي الرغم من خلافه مع حكومة الخرطوم.