أصدرت القيادة المركزية الأمريكية ردا ثانيا علي المقال الثاني لعامر عبد المنعم الذي صدر الأسبوع الماضي بعنوان "نعم أمريكا ماتت وننتظر تشييعها" والذي كانت قد نشرته الاسبوع اون لاين باسم 22 دليلا علي انهيار الولاياتالمتحدة والذي ذكر فيه 22دليلا موثقا علي الانهيار الوشيك للولايات المتحدةالأمريكية. كرر الرد الجديد معظم المعلومات المغلوطة التي وردت في الرد الأول وانتقد الرد الكاتب وزعم أنه لم يقدم مصدر معلوماته رغم أنها المعلومات موثقة وواضحة. وجاء في الرد انه من دواعي السرور أن نري جهود تواصلنا مع القراء العرب قد أتت ثمارها، ونود أن نري المزيد من مشاركات الكتاب والقراء في مثل هذه المناقشات. والجدير بالذكر أن القيادة المركزية الأمريكية لطالما تفاعلت مع قضايا ومشاكل العالم ليس فقط علي المستوي العسكري ولكن أيضاً في عمليات مدنية أخري كعمليات الإغاثة والإنقاذ وكذلك المساعدات الإنسانية، والآن تركز جهود القيادة المركزية علي التقارب مع القراء وتعريفهم بطبيعة عملنا، وذلك من خلال بناء جسر التواصل لكسر الجليد والتواصل مع بشكل مباشر. وبهذه المناسبة أود أن أشكر السيد عامر عبد المنعم لرده علي تعليقنا بالرغم من عدم دقة المعلومات التي قدمها في مقاله الأخير. وقبل أن نبدأ النقاش يجب أن أذكر القراء أن السيد عبد المنعم فشل كصحفي في تقديم مصدر معلوماته ، فما قدمه لم نجد مصدر له. أيضاً نراه قد تجنب الإشارة إلي الجرائم التي ترتكبها طالبان والقاعدة ضد شعبي العراق وأفغانستان وما زالت تحصد أرواح الأبرياء. ونؤكد للقراء أننا سندعم وجهة نظرنا بحقائق مدعومة. من الملاحظ أن السيد عبد المنعم تناول في مقاله مواضيع سبق وأن سمعناها من قبل بعض المتطرفين علي مواقع الإنترنت، فعلي سبيل المثال نراه تناول موضوع قتل الملايين من المدنيين في العراق وأفغانستان، ونشاط المخدرات في أفغانستان، ومسيرة التنمية في العراق وأفغانستان، وهزيمة وتدمير القوات الأمريكية... الخ. والآن دعونا نبدأ بأفغانستان. فالعمليات العسكرية التي قامت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد أفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت بدافع الدفاع عن النفس، واضطررنا للقيام بهذا بعد أن رفضت طالبان تسليم أسامة بن لادن للولايات المتحدة لمحاكمته علي الجرائم التي أرتكبها ضد دولتنا. ولذلك اضطرت الولاياتالمتحدةالأمريكية وبدعم من قوات حلف الناتو المجتمع الدولي للقيام بعمليات عسكرية في أفغانستان لملاحقة تنظيم القاعدة وحركة طالبان الداعمة لهم. يجب أن نذكر أن الخيار العسكري جاء بعد أن استنفذنا كل الحلول الأخري لحل هذه المشكلة. علي الرغم من أن تركيزنا انصب في المقام الأول علي مهامنا العسكرية، إلا أن دول التحالف قامت منذ البداية، ومازالت تقوم، بعمليات إعادة إعمار في كلٍ من العراق وأفغانستان من أجل إعادة الحياة الطبيعية والأمل بين العامة في هذين البلدين. هذا واقع ملموس تساهم فيه أيضاً منظمات حكومية وغير حكومية من عدة دول من أجل استعادة الخدمات العامة علي جميع المستويات ومن ضمنها خدمات الرعاية الصحية والتعليم. وبالنسبة إلي موضوع قتل المدنيين، هذا عمل لن يساعد إلا الإرهابيين علي شاكلة القاعدة وطالبان. فالحديث عن قتل القوات الأمريكية للمدنيين يعد تشويها للواقع خاصةً بعد أن أثبت تقرير الأممالمتحدة مسئولية طالبان عن قتل المدنيين، كما أن الضوابط التي حددها الجنرال مكريستال ساهمت بحد كبير إلي انخفاض عدد الضحايا بين المدنيين أثناء العمليات العسكرية. http://www.un.org/arabic/news/fullstorynews.asp?newsID=11511 السيد عبد المنعم أثار أيضاً موضوع نشاط تجارة المخدرات في أفغانستان، وهنا يجب أن نقوم بطرح هذا السؤال، أليست طالبان هي العامل الرئيسي في عملية تهريب المخدرات في المنطقة، ودعونا نراجع تقرير الأممالمتحدة الصادر في شهر سبتمبر 2010، الذي تناول نشاط تجارة الخشاش في أفغانستان. فتبعاً لهذا القرار كل إنتاج محصول ومستخرجات نبات الخشخاش '96%' تقع في جنوب وغرب أفغانستان. وهذه المناطق التي لا زالت تحت سيطرة طالبان. لذلك نري أن العمليات العسكرية للقوات الأمريكية في أفغانستان تعمل علي صعيدين، الأول موجه ضد القاعدة والثاني يعمل علي دعم وتقوية السلطات المحلية وسلطة القانون. وبمجرد تحقيق هذه الأهداف ستكون مسئولية الحكومة الأفغانية هي استعادة القانون والنظام ومواصلة القتال ضد أباطرة المخدرات. وتعمل القوات الأمريكية في الوقت الحالي علي تدريب وتقديم الدعم المادي الممكن لقوات الجيش والأمن الأفغانيين لتعزيز حكومة أفغانستان. brhttp://www.unodc.org/documents/cropmonitoring/Afghanistan/Afg_opium_survey_2010_exsum_web.pdf ويجب أن نذكر القراء أن طالبان هي المستفيد الأكبر من رواج تجارة المخدرات، فقد أشارت كل الدلائل إلي أن هذه الحركة تحقق أرباحا سنوية تصل إلي 400 مليون دولار من تجارة المخدرات، وهذه المعلومات أكدتها تقارير الكونجرس اعتماداً علي معلومات وكالتي المخابرات المركزية ومخابرات وزارة الدفاع الأمريكيتين. http://articles.latimes.com/2009/aug/12/world/fg-afghan-drugs12 كما أن الإدعاءات التي تحدثت عن العلاقة بين حالات تشوه الأطفال حديثي الولادة والأسلحة التي استخدمتها القوات الأمريكية في العراق في عمومها إدعاءات غير صحيحة، هذا بالإضافة إلي أن الدراسات المستفيضة التي أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية تأثير الذخائر التي تحتوي علي اليورانيوم المنضب وأثبتت عدم وجود تأثير لتلك المواد علي صحة الإنسان، والأهم من ذلك أن جنودنا الذين يتعاملون مع هذه الذخائر يومياً لم تظهر عليهم أي أثار مرضية. إضافة إلي كل ذلك لا يوجد إلي الآن أي دليل علمي يشير إلي أن استخدام هذه الأسلحة تسبب بشكل سلبي علي الصحة في منطقة الفلوجة أو أي منطقةٍ أخري في العراق. نتطلع لمناقشة أي موضوع يخص مهام قواتنا في مناطق عملها بالمنطقة وسنجيب علي أي سؤال بشفافية وبطريقة موضوعية. ومن جانبه عبر الزميل عامر عبد المنعم عن انه سيكتب مقالا جديدا يفند الاكاذيب الامريكية بالحجة والبرهان وليس عن طريق الكلام المرسل