تبين في دراسة أجرتها صحيفة ذي إندبندنت البريطانية أن "الحرب على الإرهاب" حصدت بشكل مباشر زهاء 62 ألف شخص كحد أدنى، وشردت أكثر من 4.5 ملايين وكلفت مبالغا تسدد ديون جميع دول العالم الفقيرة. وقالت الصحيفة إذا ما أضيفت أرقام القتلى من "المتمردين" والجيش العراقي إبان الغزو عام 2003، التي لم تسجلها وسائل الإعلام، أو الذين قضوا متأثرين بجراحهم، فإن العدد الإجمالي قد يصل إلى 180 ألفا.
وأشارت إلى أن هذا الحجم الاستثنائي للصراع وما حصده من أرواح في نيويورك وبالي ولندن ولاهور، فضلا عن أعداد القتلى في العراق وأفغانستان، ظهر عبر دراسة أجرتها الصحيفة في الذكرى الخامسة لأحداث 11سبمتبر.
وكانت النتيجة أول محاولة لقياس التكلفة الإجمالية من حيث الدم والمال، التي نجمت عن الفظائع العالمية والصراعات العسكرية التي بدأت منذ 11 سبتمبر 2001، وقالت إن أعداد المدنيين الذين سقطوا في أفغانستان التي تم تأكيدها قبل أيام تتراوح ما بين 4541 و5308 إلى جانب 385 من العسكريين، وفي العراق قتل حوالي خمسين ألف مدني فضلا عن 2899 من العسكريين.
أما ما نجم عن كافة الأعمال الإرهابية الأخرى في العالم فقد بلغ عدد الضحايا 4081.
وحول تدهور الوضع الصحي في العراق، نسبت الصحيفة إلى تقرير منظمة ميدكات (Medact ) قوله إن 18 ألف طبيب تركوا العمل منذ 2003، وقدر عدد الذين خطفوا ممن تبقوا ب250 طبيبا عام 2005 وحده، قتل منهم 65.
وكشف التقرير عن أن حالات مرضية يسهل علاجها مثل الإسهال وأمراض التنفس، تسببت بمقتل 70% من مجمل الأطفال الذين توفوا، وأنه تم الانتهاء من أربعة مراكز صحية فقط من مجمل 180.
ثم عرجت ذي إندبندنت على التكاليف المادية حيث ذكرت أنه في يوليو/تموز قيل إن الكونغرس وافق على 437 مليار دولار كتكاليف للحرب على الإرهاب، مشيرة إلى أن هذا المبلغ يفوق ما تم إنفاقه على الحربين الفيتنامية والكورية، مقارنة ب475 مليار دولار المطلوبة لتخليص الدول الفقيرة من ديونها.