هيكل يفتح الطريق لأحفاد ديليسبس ليعودوا لامتلاك قناة السويس!! يتملكنى العجب حينما أرى كبار أساتذة الجامعة والمفكرين ومَن يسمون ب"النخبة" فى بلادى، ينحنون إعجابا أمام الإعلام المصرى، الذى شهد بكذبه كلُّ مَن لديه عقل وضمير، نجد هؤلاء النخبة وقد لبّس عليه هؤلاء سحرة فرعون عملاء الأجهزة الأمنية. وقد شعرت بالحسرة وأنا أتفحص العدد الأخير من "الشعب"، فإذا بزميل لى يصاب بالدهشة؛ لأنه يرى فى هيكل وقد أوتى الكمال كله لمجرد سماع أحديثه التى يجريها مع الإعلامية لميس الحديدى، ولم يصدق بكل ما جاء فى العدد، وأخبرته أن ابنيه كان من أضلاع الفساد فى عهد الرئيس المخلوع مبارك، فلم يقتنع الرجل، فذكّرته بعلم الجرح والتعديل الذى انفردت به العلوم الإسلامية الذى يشدد على أخلاق العالم وأمانته، الذى لا ينفصل ولا ينفك عن عمله، وسيرة هيكل بها الكثير من المتناقضات التى وقف عليها كل معاصريه من أساتذته كمصطفى أمين، وإبراهيم عبده، وزملائه مثل: موسى صبرى، وفتحى غانم، وأنور الجندى، ومحمد جلال كشك، وغيرهم. وقد قامت ثورة يناير لتصحح الأمور المعوجة، ولتستبعد العناصر الفاسدة من حياتنا إلى الأبد مهما كان حجم هذا الفساد؛ صغيرا أو كبيرا، وكان لِزاما علينا أن نعى أمور أصحاب الحيل والمتحولين الذى اندمجوا فى كل عصر طالما ظلت مصالحهم مستمرة.. كان لا بد أن نعى لمكر هؤلاء الذين تحولوا بسرعة البرق ودخلوا إلى أتون المعركة، ينظِّرون ويدّعون الثورية والنضال، واختلقوا تاريخا من الكذب، ادعوا من خلاله أنهم وقفوا ضد النظام البائد. الدكتور على الغتيت يكشف المستور نسينا الضربة الهائلة التى وجهها الفقيه القانونى الدكتور على الغتيت إلى محمد حسنين هيكل وقناة الجزيرة أصابتنى أنا بالدوار.. فهل شعرا بها؟! لقد قتل الدكتور الغتيت محمد حسنين هيكل.. وفجر قناة الجزيرة.. وما نشرته صحيفة المسائية عن تصريحات خطيرة للدكتور على الغتيت، وهو من كبار أساطين القانون وحجة عالمية فى القانون الدولى وعضو المجلس الرئاسى للاتحاد الدولى للمحامين، وهو قيمة وطنية كبرى وعقل منهجى جبار، عزوف عن الشهرة، بعيد عن الأضواء، إلا إذا اضطر مثلما حدث عندما كان هو المحامى العربى الوحيد الذى تطوع للدفاع عن الفيلسوف الفرنسى المسلم رجاء جارودى. إن النص من الخطورة بحيث لا يجدى اختصاره أو الاستشهاد بفقرات منه.. إنه حكم بالإعدام لا بد من قراءته كله.. ذلك أن القارئ هو المكلف بتنفيذ حكم الإعدام عندما قال بالنص: "فوجئت وغيرى كثيرون بما أعلنه الأستاذ محمد حسنين هيكل فى قناة "الجزيرة" طيلة فبراير الماضى عن أن مصر أممت شركة قناة السويس فقط، أما المرفق نفسه فيخضع لاتفاقية القسطنطينية"، وهو كلام بالغ الخطورة؛ لأنه يمس السيادة المصرية فى الصميم، فالمرفق موجود فى ثلاث محافظات مصرية، وهذا الكلام مضمونه الإلغاء العملى لتأميم قناة السويس، كحق مصرى أصيل، خاصة أن خطورة هذا الكلام تتزايد عندما نعلم أن هناك مؤامرة دولية تجرى الآن فى الظلام، وتستهدف قناة السويس كهدف احتلالى أصيل وكجزء من الحملة التى تستهدف استعادة النفوذ الاحتلال القديم فى المستعمرات السابقة، ويكفى أن نعلم أنه تم تكوين شركة فى باريس من أحفاد فرديناند ديليسبس، تستهدف استعادة قناة السويس من المصريين أصحاب القناة والبلد.. والمؤسف أن لهذه الشركة وكلاء مصريين فى القاهرة يعملون لحسابها علنا، ويؤسفنى أن أقول إن ما ادعاه الأستاذ هيكل فى قناة "الجزيرة" عار من الصحة، ويفتح الطريق لعودة قناة السويس للأجانب. ادعاءات كاذبة تنتقص من السيادة المصرية وللعلم فقد أثارنى ما أعلنه هيكل على مدار أربع حلقات فى الجزيرة طيلة فبراير من تشكيك فى أحقية مصر فى قناة السويس، ودفعنى ذلك إلى إرسال خطاب رسمى إلى وضاح خنفر، مدير عام قناة الجزيرة بتاريخ 12 مارس 2008، وأطالبه بعرض الرأى الآخر، وإتاحة الفرصة لى للرد تليفزيونيا على هيكل من نفس المنبر، خاصة أن كلام هيكل شكل تشويشا خطيرا على السيادة المصرية على قناة السويس، وطالبت قناة الجزيرة بإتاحة الفرصة لى لتوضيح الوضع القانونى الصحيح لقناة السويس بعد تشويش هيكل، لكن لم أتلق ردا من قناة "الجزيرة" مما دفعنى لإرسال خطاب آخر إلى وضاح خنفر أيضا بتاريخ 27 مارس الماضى أطالبه للمرة الثانية بإتاحة الفرصة للرد على مزاعم هيكل دون فائدة؛ مما جعلنى أتيقن من أن «الجزيرة» تلعب دورا فى مخطط التشويه والتشويش على مصر فى قضية قناة السويس، خاصة أنه تشويش يفتقر للحقائق القانونية الدولية المحسوم جوهرها وشكلها منذ أكثر من 120 عاما. مخططات شركة أحفاد ديليسبس ورغم ذلك رفضت الجزيرة إتاحة الفرصة للدفاع المصرى، ومن جانبى أرسلت خطابا شخصيا إلى الأستاذ محمد حسنين هيكل بتاريخ 18 فبراير 2008 أكدت فيه حق مصر التاريخى والقانونى فى قناة السويس؛ شركة ومرفق، وأن اتفاقية القسطنطينية لا تتضمن سوى ضمان مصر لحرية الملاحة لأى دولة فى قناة السويس؛ طالما أن هذه الدولة ليست فى حالة حرب مع مصر؛ أما خلاف ذلك فليس هناك أى التزامات على مصر.. ومما يؤسفنى أن مزاعم الأستاذ هيكل تأتى فى وقت تتعاظم فيه مؤامرات دولية مهددة لمصر ومشروعات صهيونية بحرية مهددة لمصر فى قناة السويس وسيناء وبأحداث وشيكة فى لبنان وفلسطين وسوريا؛ فضلا عن أن هذا الكلام يعد استدعاء غريبا لمعركة احتلالية بين إنجلترا والدول الاحتلالية ألمانيا وفرنسا وروسيا والنمسا بعد الاحتلال البريطانى لمصر مباشرة خلال الفترة من 1882 إلى 1888.. عموما المعركة مستمرة ولن نسمح بتنفيذ مخططات شركة أحفاد ديليسبس".