عقوبات رادعة.. كيف واجه القانون مثيري الفوضى والفزع بين الناس؟    استقرار أسعار الدولار فى البنوك اليوم السبت 22 يونيو 2024    "الشرطة الأمريكية": مقتل 3 أشخاص في إطلاق نار بولاية أركنساس    الثانوية العامة 2024.. توافد طلاب مطروح على 14 لجنة لأداء امتحان العربي    تعرف على متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط» اليوم    نقيب البيطريين يكشف تفاصيل الأوضاع داخل النقابة بعد توليه المقعد (تفاصيل)    أحدهم الاستقالة، لوبان تقسو على ماكرون وتطالبه ب 3 خيارات للخروج من الأزمة السياسية    العاصفة الاستوائية ألبرتو تقتل 4 أشخاص على الأقل في المكسيك    لأول مرة| دراسة ل«القومي للبحوث» تبحث في شخصية المجرم.. خاطف الأطفال    اليوم.. الحكم على إنجي حمادة وكروان مشاكل بتهمة نشر فيديوهات خادشة    الثانوية العامة 2024.. عمليات التعليم تتابع تسلم كراسات امتحان اللغة العربية باللجان    مسؤول سعودي يدافع عن إدارة موسم الحج 2024 وسط انتقادات بسبب الوفيات    حفل أنغام بمهرجان موازين المغربي ... لم يحضر احد    المقاومة الإسلامية تعلن مقتل أحد عناصرها بقصف أمريكي قرب الحدود السورية    الخارجية السودانية تصدر بيانا بشأن الأزمة مع الإمارات.. ماذا حدث؟    نوران جوهر تتأهل إلى نهائى بطولة العظماء الثمانية للاسكواش    تراجع سعر الفراخ.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم السبت 22 يونيو 2024    تامر عاشور يعلق على أزمة شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب مع أسرتها.. ماذا قال؟    افتتاح وحدة علاج الجلطات والسكتة الدماغية فى مستشفيات «عين شمس» قريبًا    العثور على جثة طفل ملقاة بالزراعات في البداري بأسيوط    كلب مفترس يعقر 12 شخصا بقرية الرئيسية في قنا    التشكيل الرسمي لمباراة تشيلي وبيرو في كوبا أمريكا 2024    البرتغال وتركيا.. مواجهة مشتعلة على التأهل المبكر في يورو 2024    انتشال 14 جثة بعد غرق مركب مهاجرين أمام سواحل إيطاليا    دار الإفتاء تكشف حكم قراءة المرأة القرآن بدون حجاب    نائب رئيس لجنة الحكام يكشف كواليس اختيار طاقم تحكيم مباراة القمة بين الأهلي والزمالك    ارتفاع سعر الذهب اليوم فى السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 22 يونيو 2024    مصدر أمني يكشف حقيقة انتحار نزيلة روسية بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل    سفينة تبلغ عن وقوع انفجار في محيطها شرقي مدينة عدن اليمنية    التعادل يحسم مباراة هولندا وفرنسا في يورو 2024    تركي آل الشيخ يحتفل بتصدر "ولاد رزق 3: القاضية" إيرادات السينما المصرية    بعد تعرضها لوعكة صحية.. نقل لقاء سويدان إلى المستشفى    عمرو دنقل: رحلة فرج فودة الفكرية مصدر إلهامي لانطلاق روايتي "فيلا القاضي" المؤهلة لجائزة طه حسين    تُلعب فجر السبت.. القنوات الناقلة لمباراة تشيلي وبيرو في كوبا أمريكا 2024    مفتي الجمهورية: عماد عملية الفتوى الإجابة عن 4 تساؤلات    موعد مباراة الأهلي والزمالك في الدوري المصري والقنوات الناقلة    منظمة الصحة العالمية تحذر من حقن تنحيف قاتلة    أهمية تناول الماء في موسم الصيف    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف حنان محمد.. كرات اللحم بالجبنة وصوص الطماطم    أخبار اليوم الأسبوعي| حقائب التحدى ومفاجأة الأعلى للجامعات والجمهورية الجديدة    موعد سداد فاتورة التليفون الأرضي لشهر يونيو 2024 في مصر    المصرية للاتصالات.. موعد سداد فاتورة الإنترنت الأرضي يوليو 2024    عاجل - اعرف موعد اجتماع البنك المركزي المصري 2024    أشرف زكي: قرارات النقابات المهنية بمقاطعة إسرائيل لا تقبل الجدل (فيديو)    إيمي سمير غانم ضيفة حسن الرداد في «الليلة دوب».. تعرف على الموعد (صور)    مصرع شاب فى حادث انقلاب دراجة نارية بالدقهلية    عضو لجنة العمرة يكشف مفاجأة بشأن وفيات الحجاج المصريين هذا العام (فيديو)    دعاء الثانوية العامة مكتوب.. أفضل 10 أدعية مستجابة عند الدخول إلى لجنة الامتحان    رئيس مجلس الدولة الجديد 2024.. من هو؟ مصادر قضائية تكشف المرشحين ال3 (خاص)    موعد نهائيات كأس الأمم الإفريقية بالمغرب 2025.. موقف السوبر بين الأهلي والزمالك (فيديو)    التعاون الإسلامي: اعتراف أرمينيا بدولة فلسطين ينسجم مع القانون الدولي    تنسيق الثانوية العامة 2024 محافظة القليوبية المرحلة الثانية المتوقع    أخبار × 24 ساعة.. التعليم لطلاب الثانوية: لا تنساقوا خلف صفحات الغش    إعلام إسرائيلى: الجيش يقترب من اتخاذ قرار بشأن عملية رفح الفلسطينية    مركز البابا أثناسيوس الرسولي بالمنيا ينظم اللقاء السنوي الثالث    أفتتاح مسجد العتيق بالقرية الثانية بيوسف الصديق بالفيوم بعد الإحلال والتجديد    مدير الحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب: لقاء الجمعة تربوي وتثقيفي    وزير الأوقاف: تعزيز قوة الأوطان من صميم مقاصد الأديان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الشعب" تكشف دور يهود المغرب في قيام دولة الكيان الصهيوني ودعمه
نشر في الشعب يوم 21 - 09 - 2013

فتح ملف دور يهود المغرب في دعم دولة الكيان الصهيوني من ناحية والتعاون بين قادة الكيان الصهيوني وملوك المغرب من ناحية اخري والدور الذي يلعبه الموساد في دول المغرب العربي خاصة دولة المغرب الامر يؤكد خطورة ما اثارته الشعب فالأمر ليس مسالة جنسية مغربية او ديانة يهودية لكن الامر ابعد واخطر من ذلك ومن هنا نتذكر يوسف والي حيث أن خطورة يوسف والي كانت في مجال الزراعة صحيح كانت هناك جرائم ارتكبها والي في حق الشعب .

أن موضوع دور يهود المغرب في دعم دولة الكيان وقيامه عام 1948والعمل علي تسويقه ففي هذا السياق نتاول ما كتبه الكاتب الجزائري زكريا حمود في دراسة له بعنوان دور يهود المغرب العربي
في تأسيس الدولة العبرية " حيث يقول لعب يهود المغرب العربي أدوارا كبيرة وعملاقة في التمهيد لتأسيس الدولة العبرية في فلسطين المحتلة، ومنذ انطلاقة الاستراتيجية الصهيونية في مدينة بازل السويسرية سنة 1897 وهم يعملون على تفعيل مشروع الحركة الصهيونية القاضي بانشاء دولة اليهود الموعودة في فلسطين المحتلة. وقبل انخراط يهود المغرب العربي في هذه اللعبة السياسية كانوا ضالعين في صناعة الذهب والفضة وأتقنوا هذه الحرفة الى درجة أنّ أحد ملوك المغرب العربي كلف بعض اليهود في سكّ عملة المسلمين الذهبيّة, وشيئا فشيئا أصبح النشاط الاقتصادي لليهود متميزا وحتى المرأة اليهودية انخرطت في مجالات العمل وتحصيل الأموال في وقت كانت فيه المرأة المغاربية ترزح بين الجدران الأربعة. وعندما تعرضت منطقة المغرب العربي إلى الاستعمار الفرنسي ازداد نفوذ اليهود الاقتصادي على اعتبار أنهم قدموا كل الدعم للاستعمار الفرنسي بحكم معرفتهم الكاملة بتفاصيل الناس والأشياء والعادات في المغرب العربي و قد منحتهم السلطات الفرنسية الجنسية الفرنسية, كما منحتهم الضوء الأخضر للقيام بكل ما في وسعه لخدمة القضية الصهيونية و تكريس المشروع الصهيوني . ويفيد الباحث حاييم الزعفراني أنه كان يطلق على اليهود صنّاع الصياغة في النصوص العبرية اسم -صورفيم — وبالعربية الذهابين وكان جودا بن عطّار واحدا من أمهر الذهابين المغاربة في القرن التاسع عشر وكان جودا بالاضافة الى عمله في صناعة الذهب قاضي قضاة ورئيس المحكمة الربيّة . هذه الخلفية التاريخية التي أكدتها الوثائق اليهودية كما المغاربية تبين أن اليهود كانوا ممسكين بعصب الحياة الاقتصادية في المغرب العربي .
و عندما انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السوسرية سنة 1897 برئاسة تيودور هرتزل , شارك في هذاالمؤتمر مجموعة من يهود المغرب العربي الذين قدموا دراسة عن وضعية اخوانهم في المغرب العربي وأفادت هذه الدراسة أن عدد يهود المغرب العربي يبلغ 150,000يهوديا —مائة وخمسون ألف يهودي — وحسب الدراسة فان دورهم سيكون بالغ الأهمية في قيام الدولة العبرية وكانت المهام الموكلة بهم تتمثل في جمع المال للمشروع الصهيوني ونقله إلى المنظمة الصهيونية العالمية وإقامة تجمعات ومنظمات سياسية , وبناءا عليه تأسست منظمات في الجزائر والمغرب وتونس من قبيل الفيديرالية الصهيونية التي تأسست في تونس بتاريخ 22 تشرين الأول —أكتوبر —1920 وفي الوقت نفسه وتحت الرعاية الفرنسية تشكلت مثل هذه الفيديراليات في بقية الدول المغربية حيث نشطت في جمع المال وتوعية اليهود بأهمية أن تكون لهم دولة, كما كانت هذه المنظمات تضطلع بتوزيع المنشورات والكتب التي تدعو للفكر الصهيوني, كما كانت هذه المنظمات تشارك في أعمال المؤتمرات اليهودية العالمية , فعلى سبيل المثال كان اليهود الجزائريون يشاركون بقوة في أعمال المؤتمر اليهودي العالمي وتحديدا في المؤتمرات 23-24-25- و المؤتمر الصهيوني العام الذي أقيم في القدس سنة 1960 .
وقد كان يهود المغرب العربي براغماتيين إلى أقصى درجة ففي عهد الملوك المغاربة كانوا يتقربون الى هؤلاء الملوك بتقديم هدايا من ذهب يسيل لها لعاب الملوك , وعندما وصل الفرنسيون الى المغرب العربي هللوا لهم وكانوا في طليعة الداعمين لهم بحكم معرفتهم بالواقع التاريخي والجغرافي للمنطقة المغاربية.
ورغم أن فرنسا اصطحبت معها عشرات الألاف من اليهود عقب مغادرتها المغرب العربي ومنحتهم كل حقوق المواطنة الفرنسية, إلا أن بعض الألاف فضلوا البقاء في المغرب العربي وانفتحوا على النظم الوطنية الفتيّة وقد استغلوا علاقتهم بالشباب المغاربي التكنوقراطي الذي درس في الجامعات الفرنسية وأتقن اللغة الفرنسية وأستوعب الثقافة الفرانكوفونية ووجد نفسه في دوائر القرار بحجة أن العهد الثوري الجديد هنا وهناك من دول المغرب العربي في حاجة الى خبراء ومعظم هؤلاء الخبراء درسوا في الجامعات الفرنسية . وقد نسج بعض اليهود علاقات مع بعض الشخصيات السياسية المغاربية الى درجة أن بعضهم صار وزيرا للبناء مثل ألبير بيسي الذي كان صديقا للحبيب بورقيبة و عينه وزيرا في الحكومة التونسية الفتية أو أندريه أزولاي مستشار الملك المغربي الراحل الحسن الثاني والذي يواصل عمله مع الملك المغربي الشاب محمد السادس وجيش من اليهود المغاربيين الذين بات لهم تغلغل في كل الوزارات والدوائر . وقد تورط الكثير منهم في قضايا تجسس لصالح الدولة العبرية لكنّ الحكومات المغاربية لا تريد أن تفصح عن هذه الملفات لارتباطها بالأمن القومي من جهة و لأن هذه الأحداث ترتّب عليها لقاءات واتصالات في عواصم أوروبية والكشف عن هذه الاتصالات من شأنها أن يزيد في تعرية الننظم المغاربية المتأكدة قلبا وقالبا من عدم استمزاج الشعوب المغاربية لفكرة التطبيع أو مجرد الاتصال بالدولة العبرية .
ففي تونس على سبيل المثال تحرك بعض اليهود التونسيين لرصد تحركات الكوادر الفلسطينية , و نجحت السلطة التونسية في اعتقال بعض الجواسيس لصالح الدولة العبرية لكن أطلق سراحهم بعد ضغط عبري ووساطات قام بها الربي التونسي الأكبر وهو زعيم الطائفة اليهودية في تونس وعندما أطلق سراح هؤلاء الجواسيس بعث هذا الربّي برقية إلى الكنيست الاسرائيلي في تل أبيب جاء فيها أن يهود تونس بألف خير , وفي الجزائر كلف الموساد من يرصد صيرورة الأمور في عين وسارة النووي وقد أعتقلت المخابرات الجزائرية بعض من كلف بهذه المهمة وفي المغرب اليهود هم أصحاب الدار تقريبا يعقدون مؤتمراتهم بلا ازعاج من أحد . والاسهام في تقديم الخدمات من قبل اليهود المغاربة للدولة العبرية تواصل حتى لما استقلت الدول المغاربية. وربما الخدمات الحالية تفوق بكثير ما تمّ تقديمه في السابق

اما الكاتب المغربي بلقاسم بن القابلة فيري انه على الرغم من أن دول المغرب العربي ، وخصوصا المغرب، بعيدة جغرافيا عن حقل الصراع العربي الاسرائيلي إلا أن الدول المغاربية وجدت نفسها في قلب هذا الحقل، و أحيانا أقحم بعض الأشخاص من المنطقة أنفسهم بما يخدم المصلحة الصهيونية بالدرجة الأولى و بعد أن كانت علاقات الكواليس بين أكثر من عاصمة مغاربية و أكثر من شخصية مغاربية على أعلى مستوى و الكيان الصهيوني تبدو في الظاهر كأنها ساخنة ، إلا أنه بدأت جملة م أسرار هذه العلاقات ظلت مغيبة عن قصد تكشفها الأضواء و لا زلنا في الآتي و المزيد. و هذا ما اعتبره البعض أنه حقق انتصارا دبلوماسيا مجانيا لصالح الكيان الصهيوني. و ربما هذا ما قصده بالضبط الوزير الاسرائيلي بقوله أن الجليد سيدوب قريبا بين حكومته و معظم الدول العربية. و يعتقد الكثير من المحللين السياسيين في المغرب العربي عموما أن الدولة العبرية تراهم كثيرا على دول المغرب العربي و ذلك لأسباب سياسية و اقتصادية و أمنية.
و قد لعبت الجاليات اليهودية التي استوطنت في دول المغرب العربي دورا كبيرا في تحقيق التقارب بين دولتهم العبرية و دول المغرب العربي. و من المعلوم أن العديد من اليهود ذوي الأصول المغاربية تولوا مناصب حساسة في الكيان الصهيوني. و هذا من شأنه أن يُفسر طرح المغرب نفسه ، في عهد الملك الحسن الثاني كوسيط في أوج الصراع العربي الاسرائيلي. كما أن بعض اليهود المغاربة شغلوا مناصب وزارية و مناصب استشارية لدى العاهل المغربي .
و على مدى سنوات الصراع العربي الاسرائيلي لعب المغرب أدوارا غير معلنة وصفت بأنها من الأهمية بمكان. و في هذا الصدد يمكن الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي المغتال إسحاق رابين مباشرة عقب توقيعه على اتفاق غزة _ أريحا توجه إلى الرباط لتقديم الشكر و الامتنان للعاهل الراحل الملك الحسن الثاني على المساعي التي بذلها في سبيل تحقيق التقارب الاسرائيلي القلسطيني.
و في الواقع تراهن إسرائيل على المغرب العربي خصوصا لأسباب إقتصادية و أمنية و جيوسياسية.
فعلى الصعيد الاقتصادي تبرز جل الدراسات الاسرائيلية أن أسواق المغرب العربي تستهلك من المنتوجات الصناعية و الزراعية بما يفوق 30 مليار دولار (300 مليار درهم) سنويا. و جل هذه المنتوجات تصل إلى الدول المغاربية من فرنسا و ايطاليا و اسبانيا و البرتغال و بلجيكا، و تُقرّ هذه الدراسات أن إسرائيل في إمكانها تزويد مختلف الدول المغاربية بنفس البضائع الواردة إليها من دول الشمال البحر الأبيض المتوسط و بكلفة أقل مما هي عليه الآن إذا وصلت تلك البضائع برا في حالة تكريس التطبيع مع العالم العربي بكل أبعاده و تجلياته. و لم يعد يخفى على أحد الآن أن إسرائيل تتطلع بشغف كبير إلى اليورانيوم الجزائري الموجود بوفرة بمنطقة تاسيلي بجنوب الجزائر. و تخلص الدراسات الاسرائيلية إلى أن الاستهلاك في دول المغرب العربي واسع و سيظل كذلك باعتبار أن الاقتصاديات المغربية ستظل اقتصاديات إستهلاكية على المدى المتوسط و حتى المدى البعيد.
أما على المستوى الجيوسياسي ، فإن إسرائيل تطمح في إقامة علاقات سياسية و دبلوماسية طبيعية مع الدول المغربية باعتبار أن هذه العلاقات من شأنها تسهيل المزيد من تنسيق الجهود على الصعيد الأمني و تبادل المعلومات حول الحركات الإسلامية المعارضة في مجملها للصلح مع إسرائيل. و في هذا الصدد أكدت جملة الأخبار المنشورة في الصحف العبرية ظلت تحاول جاهدة و زالت ، الحصول على معلومات تتعلق بأعضاء في حركة المقاومة الإسلامية حماس و الذين بعضهم يحملون الجنسية المغربية، و محاولة معرفة هل هناك تنسيق بين الحركات الاسلامية في المغرب العربي و الحركات الموجودة بفلسطين و الأردن و لبنان و مصر, و في الحقيقة أن كل الدراسات الإستراتيجية الإسرائيلية تؤكد على أن التطبيع مع شمال إفريقيا أمر ضروري للأمن الاستراتيجي لإسرائيل. علاوة على أن هذا التطبيع سيلعب دورا حيويا في تكريس الدور الإسرائيلي في كافة القارة الإفريقية. و في هذا الإطار وجب تقييم نجاح إسرائيل في ترميم علاقاتها بمختلف الدول الإفريقية و لم يبق لها إلا منطقة المغرب العربي، بوابة إفريقيا. لذلك تعتبر إسرائيل أنه لابد لها من استحكام دورها بالمنطقة و هي أولوية في نظر استراتيجيي إسرائيل.
و عموما نلاحظ أنه حتى في أوج لحظات التنكيل بالشعب الفلسطيني و الغطرسة الصهيونية انكشفت جملة من العلاقات بين إسرائيل و جهات من المغرب العربي. فعلى سبيل المثال لا الحصر، كشفت مصادر مطلعة في وزارة التجارة الجزائرية أن شركات تجارية في شرق الجزائر كانت على الدوام تُصدّر النحاس والأليمنيوم إلى إسرائيل عن طريق قبرص. إذ أن أكثر من 70 شخص ظلوا يزاولون هذا النشاط و يزودون تل أبيب بالنحاس و الألمنيوم و يتم إيداع المبالغ المالية في حسابات خاصة بنوك أوروبية. و من الأمثلة كذلك الترتيبات العسكرية التي جرت بين نواكشوط و تل أبيب سابقا بخصوص المناورات المشتركة ضمن المخطط الإسرائيلي الرمي لجعل موريتانيا بمثابة خنجر إسرائيلي في قلب المغرب العربي ، و قد انكشف هذا الأمر بجلاء قبيل الانقلاب الأخير الذي عرفته موريتانيا.
و بخوص تونس نشير إلى مثال وكالات السفر و السياحة التي تنشغل بنقل الآلاف من الاسرائيلين من الأرض المحتلة في فلسطين إلى تونس للحج لمقام غريبة في الساحل التومسي و الذي يليه اليهود أهمية روحية خاصة. علما أن السلطات التونسية تعتبر هذا النشاط جزءا مهما من تنشيط الصناعة السياحة التونسية، و قد تأكدت هذه العلاقة بإعلان زيارة شارون إلى تونس


أيضا هناك الكتاب الصادر عن دار نشر “ميتير” “الإسرائيلية” وهو كتاب للصحفي الاسرائيلي المعروف شموئيل سيجف بعنوان “العلاقةالمغربية” يسرد فيه أدقالتفاصيل المتعلقة بالعلاقات الصهيونية – المغربية ، ويكشف فيه أيضاً عن وثائق سرية لجهاز المخابرات “الإسرائيلي” “الموساد” تتعلق بالعلاقات مع الرباط ، والدور الخفي للجهاز في هذا البلد العربي.
سيجف، مؤلف العديد من الكتب التي تدور أحداثها عن القضايا السرية، و يعتبر الصحفي الوحيد الذي قام بالإطلاع على وثائق الموساد ، وقام بتقديم بعضاً من تفاصيلها ، بعيداً عن قيود الرقابة “الإسرائيلية” ، كاشفاً عن أعمال المخابرات” الإسرائيلية” في بلاد المغرب العربي ، وأسرار هذا النشاط الذي استمر عشرات السنوات ، وقصة التعاون بين تل أبيب والرباط الذي أفضى إلي حدوث وساطة مغربية سنة1977، قبيل زيارة الرئيس أنور السادات “لإسرائيل”، والتي نتج عنها اتفاقية كامب ديفيد والتوصل إلى أول اتفاق سلام توقعه “إسرائيل” مع دولة عربية.
ويكشف الكتاب الإسرائيلي الجديد الدور الذي لعبه “الموساد” “الإسرائيلي” في اغتيال المعارض المغربي المهدي بن بركة ، وهو ما أكدته صحيفة “يديعوت أحرونوت” التي أفردت مساحة واسعة لعرض هذا الكتاب الهام الذي يميط اللثام عن عقود من العلاقات السرية بين “إسرائيل” والمغرب ويتيح للجميع التعرف عن قرب ومن خلال الوثائق معرفة بعض الأسرار في تاريخ العلاقات”الإسرائيلية” – العربية.
وتشير الصحيفة في بداية عرضها للكتاب إلي أنه وفي نوفمبر 2007، أعلن القاضي الفرنسي “باتريك رامييل” أنه سيستأنف التحقيق في قضية اختطاف واغتيال واختفاء جثة زعيم المعارضة المغربية مهدي بن بركة - تلك الحادثة التي وقعت قبل نحو 42 عاماً ، وتفتح من جديد بشكل مفاجئ.
ففي أعقاب الطلب الذي تقدمت به أسرة بن بركة لإعادة فتح ملف القضية، أعلن القاضي أنه يريد معرفة أي من ملوك المغرب، يتحمل مسئولية اغتيال بن بركة، ومعرفة العملاء الفرنسيين الذين حصلوا على رشوة لتسهيل عملية الاختطاف والدور الذي لعبه “الموساد” “الإسرائيلي” في هذه القضية ، و كان بن بركة قد اختطف في التاسع والعشرين من أكتوبر 1965، مع ذروة المعركة الانتخابية للرئاسة الفرنسية ، ومنذ ذلك الحين، لم يعلم عنه أحداً أي شيء.
وقد كشفت هذه القضية عن أهم وأكثر التحالفات سرية في الشرق الأوسط- بين أجهزة المخابرات المغربية و”الإسرائيلية” ، ويبدو أن تلك العلاقات قد وصلت إلى ذروتها في هذه القضية، عندما قدمت “إسرائيل” معلومات إلى المغاربة مكنتهم من تعقب واغتيال بن بركة، نظير معلومات لا مثيل لها في المضمون والأهمية قدمها المغاربة “لإسرائيل” ، و أدت هذه القضية إلى إحداث عاصفة شديدة داخل نظام الحكم في “إسرائيل”، كادت أن تدفع رئيس الوزراء آنذاك ليفي أشكول إلى الاستقالة.
بداية النشاط السري للموساد في الرباط:
ووفقاً لما ذكره سيجف، فإن العلاقات المغربية -”الإسرائيلية” بدأت في أعقاب الشعور بالخوف على مصير اليهود المغاربة- وكان هذا أول هدف لإجراء علاقة سرية ، ولكن بمرور السنين، أصبحت العلاقات “الإسرائيلية” - المغربية متشعبة ومتنوعة، نكشف النقاب عنها هنا لأول مرة ، وفي عام 1955، قرر “الموساد” إزاء المساعدات الجادة التي قدمتها مصر لحركة التحرير في المغرب، أن هناك ضرورة بالغة لحماية يهود المغرب حتى يتم تهجيرهم “لإسرائيل” .
و أمر رئيس الوزراء دافيد بن جوريون رئيس الموساد “إيسار هريئيل” بإقامة شبكة عمليات في المغرب يطلق عليها “هامَسجيرت”- أي الإطار ، وتم تكليف “شلومو حافيلوف” لرئاسة تلك الشبكة، واتخذ من باريس مقراً له، من أجل تأمين استمرارية الاتصال مع قيادة “الموساد” في “إسرائيل” ، وكان حافيلوف يتوجه من حين لآخر إلى المغرب لمقابلة عملائه حتى يتعرف منهم على طبييعة العمل وحل المشاكل التي يواجهونها ، وقسم عملائه إلى مجموعتين أساسيتين: مجموعة “لفيا”، التي تولت حماية السكان اليهود، ومجموعة “مكهيلا” التي تولت تهجير اليهود. واهتم عميل واحد بأمر حركات الشبيبة وحصل على لقب “بالاط”.
كان حافيلوف ذاته تحت إمرة إيسار هريئيل في شعبة “بيتسور” “بالموساد”، تلك الشعبة المختصة بحماية وتهجير الجاليات اليهودية التي تواجه خطراً في الدول التي تعيش فيها ، وكان توقيت انتشار هذه الشبكة في المغرب ممتازاً: مع تدهور الحكم الفرنسي في المغرب قبيل استقلالها في مارس 1956 ، وكانت مقاليد الحكم آنذاك لا تزال في أيدي فرنسا، التي غادرت البلاد بشكل تدريجي، مما ألحق مساساً بأداء مختلف الوزارات.
كان المسئولون المغاربة الذين خلفوا الفرنسيين محدودي الخبرة وأقل فائدة، وقد تضررت بالتحديد أجهزة الاستخبارت، حيث ضعفت النواحي الأمنية ومراقبة الحدود الساحلية والبرية والجوية ، ونشر سيجف في كتابه أسماء وألقاب رجال الموساد الذين عملوا في المغرب خلال تلك الفترة ، ويتضح أنه كان هناك امرأة بين قادة العملية تدعى “يهوديت نسياهو”، عميلة مدربة من “الموساد” لعبت دوراً في إلقاء القبض على أدولف أيخمان ، و دخل العملاء “الإسرائيليين” المغربعبر عدة طرق متنوعة.
وكان جهاز الموساد مسئول عن التنفيذ، والوكالة اليهودية والجوينت مسئولان عن تهجير يهود المغرب الذين هاجروا بشكل جماعي إلى “إسرائيل”- هاجر 72 ألف يهودياً منذ عام 1948 وحتى نهاية 1955 ، وعندما بقي أكثر من 200 ألف يهودي، أعلنت الحكومة المغربية إغلاق معسكرات الهجرة وفرضت حظراً على خروج اليهود من البلاد سنة 1956.
ويقول سيجف إنه “على عكس الناجين من محرقة النازية، الذين هاجروا “لإسرائيل” من داخل محارق معسكرات الإبادة، كان يعيش يهود المغرب في أمان بشكل نسبي ، فلم يكن في المغرب معاداة للسامية إسلامية بشكل منظم، ولم تُرتكب هناك أي مذابح على الإطلاق” ، ويضيف سيجف أن كتابة الحقيقة عن الهجرة من المغرب كانت نوعاً من اكتمال الصورة، على حد اعتقاده، لأنه شخصياً يتحمل جزءً من افتعال تلك الأكاذيب.
“لقد قام نظام الحكم الإسرائيلي بتزييف الواقع وجعل الهجرة من المغرب تحاكي الرواية الصهيونية ، والحقيقة أننا لم نكن بصدد هجرة بدعوى أن هناك مشاكل ، بل العكس: فقد كان يهود المغرب هم أساس الوساطة لدى النظام الحاكم والإدارة العامة وقطاع الأعمال ، وبعد رحيل نظام الحكم الفرنسي والاستقلال، احتاجت المغرب إلى يهودها أكثر من أي وقت، وكان الملك يحرص على مكافأتهم وحمايتهم والحفاظ على سلامتهم ورفاهيتهم”.
ويضيف قائلاً”كنت في تلك الفترة ضابطاً صغيراً في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، ونظراً لأني أجيد التحدث بلغات أجنبية، تم إلحاقي بوفود لمنظمات يهودية وغير يهودية حلت على “إسرائيل” من أجل تكوين انطباع إزاء ما يحدث ، وأتذكر أنهم كانوا يرسلونهم تحديداً إلى قرى المهاجرين من جبال أطلس ، فقد كانوا يعيشون في ظروف صعبة داخل مغارات وقرى نائية، دون وجود تعليم أو خدمات أساسية ، وكان الهدف هو إظهار كيفية تحسن أوضاعهم مع هجرتهم “لإسرائيل” ، ولكن الملاحظة الهامة، هي أن المواطنين غير اليهود كانوا يعيشون بالضبط في هذه المنطقة وفي نفس الظروف ، وكان عدد الجالية اليهودية لا يزيد عن 6% من إجمالي يهود المغرب ، كانت معظم الجالية اليهودية تعيش في المدن وتدرس وتزدهر ، إضافة إلى أن معظم اليهود كانوا يتحدثون العبرية هناك” ، وقد أدى فرض الحظر على الهجرة إلى بدء عصر جديد للهجرة السرية، رغماً عن أنف السلطات المغربية تحت قيادة الموساد.
وكانت عملية تهجير يهود يعيشون في القرى الجنوبية النائية أصعب من تهجير أشقائهم الذين يعيشون في المدن الكبرى ، وحتى يتسنى التغلب على هذه المشكلة، تم منح مهاجري القرى زياً يتماشى مع آخر صيحات الموضة وبعض من المال، حتى يثبتوا لأفراد الشرطة عند الحدود أنهم يستطيعون السفر جواً أو بحراً إلى أوروبا ، وبدلاً من “زكائب” الملابس التي كانت ممتلئة عن آخرها، تم تزويدهم بحقائب وأعطيت كل أسرة اسماً وهمياً لأحد الأقارب الذي ينتظز قدومهم في أوروبا.
بن بركة يلتقي بنائب رئيس الموساد:
وقد التقى يعقوف كروز نائب رئيس “الموساد” ومسئولين “إسرائيليين” آخرين مع مهدي بن بركة، زعيم المعارضة المغربية المنفي. طلب بن بركة الحصول على مساعدة مادية، وأسلحة إن كان في الامكان، من أجل نضاله ضد القصر الملكي. وفي المقابل، تعهد للإسرائيليين بحرية التنقل وحقهم في تهجير يهود المغرب. وعندما وصلت أنباء تلك اللقاءات إلى القدس، أمر رئيس الحكومة بن جوريون بإبلاغ الحسن بتفاصيل مؤامرة بن بركة ضده. ولم ينسى الحسن هذا الجميل بعدما تقلد مقاليد الحكم.
وقدم “ألكس جتمون” نفسه إلى السلطات المغربية كوكيل للموساد قائلاً إنه مفوض للتفاوض حول عقد صفقة بشأن اليهود. وقد نُظمت له ستة لقاءات مع مبعوثي الملك في المغرب وفرنسا وسويسرا. ولكن المبعوثين طالبوا بوقف عمليات التهجير السري لأنها ستببب حرجاً شديداً للملك. كما طُرح في تلك اللقاءات مطلب بدفع تعويض مادي عن الأضرار التي ستتكبدها المغرب نتيجة تهجير اليهود. وفي نهاية المطاف، عقدت صفقة مع محمد أوفكير المسئول عن الأجهزة السرية في المغرب نصت على أن يدفع رجال الموساد 250 دولاراً مقابل كل يهودي يتم تهجيره من المغرب- أي حوالي 20 مليون دولاراً مقابل 80 ألف يهودي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.