طالب محمد مهدي عاكف، المرشد العام للإخوان المسلمين، الشعوبَ العربية بأن تواصل دعم صمود الشعب الفلسطيني المرابط، ومنها أن تنفِّذ مصر ما وعدت به على لسان الرئيس مبارك بعدم تجويع الشعب الفلسطيني، وعدم المشاركة في حصار قطاع غزة؛ وذلك "بترتيبٍ جيدٍ لفتح معبر رفح؛ ليكون الرئة التي يتنفس منها الفلسطينيون دون أية إعاقة أو تدخل أطراف تريد خنق وحصار الفلسطينيين، وعلى مصر أن ترتِّب لمدِّ غزة بالغاز والكهرباء والضروريات؛ لأن ذلك في صميم الدفاع عن الأمن القومي المصري". وقال عاكف في رسالته الأسبوعية الصادرة الخميس (8/2)، "إننا لا نساعد منكوبين وحسب؛ ولكننا نجاهد معهم بأموالنا؛ حيث يجاهدون بأنفسهم في سبيل تحرير الأرض واستعادة المقدسات الإسلامية والمسيحية وطرد المغتصبين الاستيطانيين". وحذَّر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين من "محاولات خداع الأمة العربية بأفكارٍ أخرى مثل الخطر الإيراني أو خطر الإرهاب"، مؤكدًا أنّ "مثل هذا الخداع لم ولن يفلح في صرف الأنظار عن الخطر الحقيقي الذي يهدِّد أمن واستقرار العالم العربي منذ التخطيط لقيامه وحتى الآن، وسيظل هو مصدر الخطر الحالي الجاثم على صدورنا". وأكد عاكف أنّ على الجميع أن يدرك اليوم أنّ "أمن الوطن في مصر والأمة العربية جميعًا في خطرٍ حقيقي، وأنّ استقرار المنطقة لن يتحقق إلاّ بدحْر هذا العدو الغاصب وتحجيم أطماعه، ومصر هي في المقدمة التي عليها أن تدرك أنّ عدوها الحقيقي هو العدو الصهيوني، وأنّ دعم مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني هو خط الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري، وأنّ حماية الحدود المصرية ليست عند مجرد خط موجود في رفح، ولكنه يمتد إلى أعماق فلسطين". ولفت الانتباه إلى أنّ "الانقسام الحادث اليوم في القيادات الفلسطينية ليس- كما يصوِّره البعض عن عمْد- صراعًا على سلطة لا تملك من أمرها شيئًا، أو على مغانم؛ ولكنه خلاف بين مشروع الاستسلام والخضوع يتبنَّاه فريقٌ يتعامل مع القضية المركزية للأمة العربية على أنها مساومات وتعويضات كأنها صفقة تجارية، وبين مشروع للمقاومة يتعامل مع القضية على أنها قضية أمن قومي عربي للتصدي لأكبر الأخطار التي هدَّدت وتهدد أمن واستقرار المنطقة كلها". وتساءل فضيلته "هل هذه هي الشرعية الدولية التي يتم مطالبة المقاومين بالاستسلام لها؟! هل هذا هو المطلب الرئيسي لإجراء مصالحة وطنية فلسطينية؟!!". وأعرب المرشد العام عن أسفه وإدانته لما حدث على الحدود المصرية مؤخرًا من اعتداء آثم على الجنود المصريين أيًّا كان مصدره، ولكنه أوضح أنّ "السبب الرئيسي فيه هو حالة الاحتقان الحادة عند الحدود والذي يتحمَّل مسؤوليته الكبرى هو الاحتلال الغاشم العنصري، مطالبًا الفلسطينيين أن يمتنعوا عن أية تحرشات بالجنود المصريين؛ لقطع الطريق على المغرضين، وتقديرًا للجهود المصرية الرامية إلى رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني".