يتواصل موت الأمريكيين في العراق في ظل تكتم وزارة الدفاع ووسائل الإعلام الأمريكية على نشر الأرقام الصحيحة الكاملة لعدد الضحايا. وحتى يوم الأربعاء الماضي، قتل نحو أربعة آلاف جندي أمريكي في العراق؛ ناهيك عن عدة آلاف من الجرحى والمعاقين بصورة مستديمة، لكن باستطاعة القارئ الاطلاع على هذا العدد او السماع عنه، لأنه لا يسر الأمريكيين ولا يرضون عنه.. وذلك بخلاف عدد القتلى من الجنود الأمريكيين حتى عام 2005 الذي بلغ 2000 قتيل. ومن المشاهد التي لم يكن القارئ يطلع عليها أو يراها؛ تلك الصورة التي نشرتها صحيفة (لوس أنجليس تايمز) في صفحتها الأولى يوم الأربعاء قبل الماضي، وهي لجثمان الجندي ديفيد هارت الملفوف بالعلم الأمريكي لدى وصوله إلى مطار لونج بيتش. إن مثل هذه المشاهد نادرة جدا، لأن لدى وسائل الإعلام الأمريكية نزعة اعتبار الأمور العادية غير جديرة بالتغطية والاهتمام وسعي إدارة بوش المتعمد لإخفاء هذه المشاهد عن الشعب الأمريكي. وما أتاح لمصوري الصحيفة التقاط صور جثمان الجندي هارت أنه وصل إلى مطار لونج بيتش المدني بدلا عن مطار عسكري، حيث يحظر على المصورين الصحافيين الدخول والكتابة عن المآسي والخسائر الإنسانية للحرب العراقية. ولولا جهود محرري (لوس أنجليس تايمز) الحثيثة لما سمع القارئ أن عام 2007 كان أكثر السنوات دموية وقتلا للجنود الأمريكيين في العراق، فقد قتل 899 منهم،أي ما يفوق عدد القتلى عام 2004 الذي بلغ 850. وأوضح تقرير لمؤسسة tyndall report أن وسائل الإعلام الإمريكية، كانت أقل اهتماما بالحرب العراقية عام 2007 من أي سنة منذ الغزو الأمريكي في مايو 2003، لأن ذلك العام كان أكثر السنوات دموية للجنود الامريكيين.