لقي سبعة من المتظاهرين المعارضين في العاصمة الكينية، نيروبي، مصرعهم الخميس إثر صدامات مع قوات الشرطة مع تصاعد التوتر في اليوم الثاني من التظاهرات، وفقاً لما ذكره زعيم المعارضة رايلا أودينغا. وكان أودينغا قد دعا إلى التظاهر لمدة ثلاثة أيام، بدأت الأربعاء، احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي. وحاول المتظاهرون في الصباح الخروج من حي "كبيرا" للوصول إلى متنزه "أوهورو" في وسط العاصمة، غير أن الشرطة أغلقت مداخل المتنزه ومنعتهم من الدخول. وأفادت تقارير صحفية أن اشتباكات وقعت بين المتظاهرين والشرطة في حي كبيرا وبلدة كيسومو في غربي البلاد، والتي تعد أحد المعاقل الرئيسية لأودينغا وقبيلة "لو" التي ينحدر منها. وكانت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن قد اندلعت الأربعاء أيضاً، وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص في حي "كبيرا"،. وقد اتهم زعيم المعارضة الكينية رايلا أودينغا الرئيس مواى كيباكي والشرطة بتحويل كينيا إلى "ميادين قتل" في محاولة من جانبهم لقمع الاحتجاجات على تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة. واعترف أودينغا في مقابلة صحفية نشرت السبت في ألمانيا بأن عددا قليلا نسبيا من الأشخاص تظاهروا ضد الحكومة في الأيام الأخيرة، وعزا ذلك إلى وحشية الشرطة. لكن أودينغا قال إنه يعلم برغبة عدد غير قليل من الأشخاص باللجوء إلى المقاومة المسلحة، وقال لصحيفة فرانكفورتر روندشاو اليومية "لا أريد التفكير في هذا الاحتمال". ورغم تأكيد أودينغا في المقابلة أنه لن يقبل بما أسماه تلاعب الحكومة بالانتخابات، فقد عرض إمكانية التوصل إلى صفقة تفاوضية مع الرئيس على غرار الائتلاف الألماني الموسع الذي يضم الحزبين الكبيرين. وقال أودينغا "إن تشكيل رئاسة مشتركة أو رئيس ونائبه مع توزيع دقيق للاختصاصات والصلاحيات أمر من الممكن تصوره". يذكر أن النواب الكينيين كانوا قد انتخبوا الثلاثاء مرشح حزب المعارضة رئيسا للبرلمان، وذلك في ثالث عملية تصويت خلال اليوم. وانتخب النواب المحامي كينث ماريندي، 52 عاما رئيسا للبرلمان، وذلك ب 105 أصوات في مقابل101 صوتا لمرشح الرئيس. ويمثل ذلك كسبا مهما لزعيم المعارضة رايلا أودينغا مقابل نكسة تشير إلى صعوبات كبيرة سيواجهها الرئيس الكيني. هذا و من المقرر أن يبدأ عدة زعماء أفارقة سابقين عقد اجتماعات مكوكية بين معسكري كيباكي وأودينغا ،ويضم وفد الوساطة الرئيس التنزاني السابق بنجأمين مكابا ورئيس موزامبيق السابق جواكيم شيسانو وبوتسوانا كوتوميل ماسيري، على أن يصل الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان إلى نيروبي الثلاثاء المقبل للغاية ذاتها. في الأثناء وصل إلى العاصمة الكينية مفوض التنمية والمساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي لويس ميشال للقاء كيباكي وأودينغا وعدد من الدبلوماسيين الأوروبيين. يشار إلى أن عددا من البرلمانيين الأوروبيين طالبوا قبل أيام بخفض المساعدات المقدمة لكينيا لإجبار الرئيس كيباكي على التفاوض، وهو ما ردت عليه الحكومة الكينية بالقول إنها قادرة على الاعتماد على نفسها. يشار إلى أن أعمال العنف والتهجير التي اجتاجت كينيا تسببت بخسارتها نحو مليار دولار هي عوائدها من السياحة التي تعتمد بشدة عليها، حسب وزير المالية الكيني والجمعة الماضية، جدد زعيم المعارضة الكيني، أودينغا، دعوته إلى أنصار الحركة البرتقالية الديمقراطية، لتنظيم احتجاجات حاشدة بعد فشل جهود الوساطة بين المعارضة ونظام الرئيس الكيني مواي كيباكي، الذي أعلنت السلطات فوزه بفترة رئاسية جديدة في الانتخابات الأخيرة. وقال متحدث باسم الحركة الديمقراطية أن دعوة أودينغا لأنصاره بالنزول إلى الشارع، جاءت في أعقاب مغادرة الرئيس الغاني، جون كوفور، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، والمبعوثَة الأمريكية، جنداي فريزر، العاصمة الكينية دون إحراز تقدم.