داهمت قوات الأمن، فجر أمس، في عدة محافظات مصرية، منازل عدد من أنصار الرئيس محمد مرسي، واعتقلت عددًا آخر، بحسب شهود عيان ومصادر أمنية. ففي محافظة الإسكندرية، شمالي مصر، قامت قوات تابعة لجهاز مباحث الأمن الوطني مدعومة بقوات من الأمن المركزي (قوات مكافحة الشغب) والقوات الخاصة بمديرية أمن الإسكندرية، بمداهمة منازل 34 من قيادات وكوادر حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين بالمحافظة، وتمكنوا من القبض على 7 منهم تواجدوا في منزلهم حال المداهمة. وقال أنس القاضي المتحدث باسم جماعة الإخوان بالإسكندرية، إن قوات الأمن داهمت فجر اليوم، منزل مدحت الحداد مسئول المكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية، شقيق عصام الحداد مساعد الرئيس المعزول محمد مرسي للعلاقات الخارجية، كما تم مداهمة منزل أمين عام حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية، وآخرين من قيادات وكوادر الجماعة لم يتواجدوا فى منزلهم حال المداهمة. وفي كفر الدوار بالبحيرة (شمال)، تم مداهمة منازل عدد من قيادات ورموز الإخوان المسلمين، حيث ألقي القبض على كل من زكريا الجنايني عضو مجلس شورى سابق وطارق سليمان قيادي بالإخوان، وأحمد صبحي أبو الفتوح نجل نقيب المعلمين بكفر الدوار. وقامت قوات من الجيش والشرطة بمحافظة السويس (شمال شرق القاهرة) باعتقال فوزي الكردي، أحد قيادات الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية بالسويس وأحد مؤيدي الرئيس محمد مرسي. وقال مصدر أمني بالسويس إن «التهم الموجهة إلى فوزي الكردي القيادي بالجماعة الإسلامية، هي قيادة المسلحين الذين قاموا بمهاجمة قوات الجيش والشرطة والمنشآت العامة، وقامت بحرق الكنائس داخل محافظة السويس خلال الأحداث الجارية». ويعد فوزي الكردي أحد قيادات الجماعة الإسلامية بالسويس، وكان معتقلاً قبل ثورة 25 يناير 2011 لاتهامه بالانتماء للجماعة الإسلامية والمشاركة في عمليات عنف داخل محافظة السويس، وتم الإفراج عنه قبل اندلاع الثورة بعامين. وكانت الجماعة الإسلامية قد نددت فجر أمس بقيام أجهزة الأمن باعتقال مصطفي حمزة، القيادي بالجماعة ورئيس مجلس شورى الجماعة بالخارج الأسبق. وقالت الجماعة في بيان لها إن من وصفتهم ب»زوار الفجر» هاجموا منزل حمزة مساء السبت، في مدينة بني سويف (جنوبالقاهرة) وألقوا القبض عليه من وسط عائلته بدون اتهام محدد في أولى تطبيقات قانون الطوارئ. ويطلق لقب «زوار الفجر» على رجال أمن الدولة الذين اعتادوا تنفيذ مداهمات لمنازل المعارضين والنشطاء في أوقات الفجر لتفتيش منازلهم واعتقالهم، وقد بدأت هذه الممارسات منذ عهد الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وظهرت بقوة خلال عهد حسني مبارك. وأضاف البيان أن «الشعب المصري لن يقبل بذلك أبداً؛ فلا عودة أبداً لفساد دولة مبارك». وفي محافظة بورسعيد (شمال شرق) قامت قوات الأمن بحملة اعتقالات واسعة فجر أمس في صفوف الإسلاميين، شملت أمين حزب الحرية والعدالة بالمحافظة وآخرين. وأفاد شهود عيان أن حملة المداهمات ضمت مدرعات للشرطة والجيش، وعددًا كبيرًا من المصفحات وعربات الأمن المركزي. وفي محافظة الفيوم (جنوب) قامت قوات الأمن بمداهمة منزل يحيى سعد، القيادي بحزب الحرية والعدالة بالمحافظة، إلا أنه لم يكن موجودًا بالمنزل. وفي محافظة الأقصر (جنوب)، اعتقلت قوات الأمن في الساعات الأولى من صباح أمس ثلاثة من قيادات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بالمحافظة، بحسب موقع الحرية والعدالة على الإنترنت. وكانت قوات الأمن بالأقصر قد قامت بمداهمة عدد من منازل قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بالأقصر، إلا أنها لم تتمكن من القبض على بعض منهم نظرًا لأنهم لم يكونوا بمنازلهم. واعتقلت أجهزة الأمن بالأقصر 3 أشخاص قالت إنهم ينتمون للتيار السلفي في أثناء قيامهم بتصوير التعزيزات الأمنية بمديرية أمن الأقصر عن طريق برنامج سكايب، كما اعتقلت عضوًا بحزب الراية (سلفي) في أثناء تصويره لدير مار جرجس بغرب الأقصر، إلا أن حزب الراية أصدر بيانًا قال فيه إن عضو الحزب ألقي القبض عليه عقب خروجه من مسجد الحنفى بمدينة الأقصر. وكانت قوات الأمن قد شنت حملة اعتقالات ومداهمات لقيادات من جماعة الإخوان المسلمين في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، وذلك قبل ساعات من مليونية «جمعة الغضب» التي دعت الجماعة للتظاهر فيها ضد «مجزرة» الاعتصامات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي التي تم فضها بالقوة. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من وزارة الداخلية بشأن هذه الأنباء أو الدافع وراء هذه الحملة