نظم أنصار الرئيس المنتخب محمد مرسي وآخرون رافضون للتعامل الأمني مع الاحتجاجات، مسيرات ووقفات احتجاجية خاطفة في عدة محافظت بعد عصر اليوم الأحد غلب عليه استخدام "رامز رابعة العدوية". وتأتي تلك المسيرات والوقفات الاحتجاجية ضمن فعاليات "أسبوع الرحيل"؛ للمطالبة بعودة مرسي إلى منصبه، وإلغاء كافة الأثار المترتبة على الإطاحة به من قبل الجيش يوم 3 يوليو/تموز الماضي، والتنديد بسقوط مئات القتلى خلال أقل من أسبوع. وأنهى مؤيدو مرسي أغلب تلك الفعاليات بعد نحو ساعة من انطلاقها على غير المعتاد وهو ما فسره مصدر ب"التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي يضم قوى وأحزاب مؤيدة لمرسي بأنه دواع أمنية. وقال المصدر "تم رصد عدد من القناصة في الطرق التي كان من المنتظر أن تمر منها المسيرات، إضافة إلى كثافة التواجد الأمني لقوات الشرطة والجيش في ظل تخوف من استهداف تلك القوات للمتظاهرين وإسقاط العديد من الضحايا". وكان لافتا أن أنصار مرسي استخدموا الشعار الذي أطلقه رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، للتضامن مع أحداث رابعة العدوية، وهو عبارة عن رفع أربعة أصابع إلى أعلى، كما استمرت بعض تلك المظاهرات إلى التاسعة مساء في تحد لحظر التجوال الذي تفرضه السلطات المصرية منذ الاربعاء الماضي من السابعة مساء بالتوقيت المحلي وحتى السادسة صباحا يوميا في عدد من المحافظات. ففي منطقتي دار السلام وحدائق المعادي (جنوبيالقاهرة) انطلقت مسيرات من مسجدي المغفرة والريان. وتضم المسيرات عددا من أهالي ضحايا فض اعتصامات أنصار مرسي بالقوة فيما عدل قادة المسيرة عن التوجه إلى مقر المحكمة الدستورية العليا (أعلى سلطة قضائية في البلاد) على كورنيش النيل بحي المعادي، كما كان مقررا، الأمر الذي قد يعني إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا عقده هناك. ورفع المشاركون في المسيرات صورا لمرسي، ورددوا هتافات تندد بفض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر يوم الأربعاء الماضي وأحداث ميدان رمسيس وباقي المحافظات التي سقط فيها مئات القتلى وآلاف الجرحى. ومن أبرز الهتافات التي رددها المشاركون في المسيرات "وحياة دمك يا شهيد ثورة تاني من جديد"، و"إسلامية إسلامية .. مصر هتفضل إسلامية"، كما رددوا هتافات مناهضة للجيش الذي أطاح قائده العام، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بمرسي. وقام عدد من شباب التأمين في المسيرة بعمل أطواق أمنية حول المتظاهرين؛ لتفادي أي احتكاك محتمل بمؤيدي للإطاحة بمرسي. ومنعت قوات الجيش والشرطة مسيرات أنصار مرسي من المعادي ودار السلام وحلوان من الوصول للمحكمة الدستورية العليا، وفرضت قوات الأمن طوقا أمنيا حول المكان، فيما حلقت مروحيات تابعة للشرطة في سماء المنطقة. وفي حلوان (جنوب) واصل انصار الرئيس مرسى تظاهرهم في مسيرات احتجاجية حتى الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي رغم بدء سريان حظر التجول اعتبارا من السابعة مساء . وفي حي الزيتون (شرقي القاهرة)، خرجت مسيرة لأنصار مرسي من مسجد العزيز بالله بالزيتون رددوا هتافات مناهضة للجيش فيما رفع المشاركون فيها إشارة النصر التي ترمز لرابعة العدوية والتي رفعها أردوغان. كما شكل المشاركون في المسيرة سلسلة بشرية حول كنيسة طائفة الأقباط الأدفنتست لحمايتها خلال مرور المسيرة. وبالتزامن مع تلك المسيرة كثفت قوات الشرطة من تواجدها على مداخل قصر الاتحادية وأغلقت الشارع بالأسلاك الشائكة ووضعت المدرعات بعرض الطريق في الاتجاهين. وأغلقت المسيرة ميدان روكسي القريب من قصر الاتحادية، بالكامل مما تسبب في حالة من التكدس المروري بالمنطقة. وفي الجيزة (جنوب غرب القاهرة) نظم أنصار الرئيس المنتخب وقفة أمام مسجد الصباح في حي الهرم؛ تنديدا بما وصفوه "الانقلاب العسكري" على مرسي. وقام المتظاهرون بعمل سلسلة بشرية أمام المسجد، ورددوا هتافات مناوئة لوزارة الداخلية ووزيرها محمد إبراهيم، وحملوا أعلام مصر وصورا لضحايا الأحداث الحالية في مصر. كما نظم مؤيدون لمرسي وقفة احتجاجية أخرى أمام مسجد الاستقامة في ميدان الجيزة. ونظم المئات من أنصار الرئيس المنتخب وقفة احتجاجية أمام مسجد خاتم المرسلين بمنطقة العمرانية في الجيزة، ورددوا هتافات منددة بأحداث فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بما يصفونه ب"الانقلاب العسكري"، وصورا لمرسي، أول رئيس مدني منتخب منذ إعلان الجمهورية في مصر عام 1953. كما نظم "التحالف الوطني لدعم الشرعية" وقفة احتجاجية بشارع أحمد عرابي بحي المهندسين بالجيزة للتنديد بفض اعتصامات مؤيدي مرسي بالقوة . ورفع المشاركون في الوقفة صور عدد من الشهداء الذين سقطوا في المجازر. فيما أعلن "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، المؤيد لمرسي، في بيان له اليوم الأحد إلغاء مؤتمره الصحفي الذي كان مقررا في ميدان روكسي بحي مصر الجديدة (شرقي القاهرة)؛ لأسباب أمنية، دون أن يوضح تلك الأسباب. وقال قيادي في التحالف، فضل عدم ذكر اسمه، إن "التحالف رصد وجود قناصة في محيط ميدان روكسي، وهو ما يهدد أي حشود قد تجتمع في تلك المناطق". وفي مدينة الإسكندرية (شمال) انطلقت عدة مسيرات لمؤيدي مرسي بأحياء مختلفة بعد صلاة المغرب من عدة مساجد بعد صلاة المغرب في كسر لحظر التجول المفروض على المحافظة منذ السابعة مساء بالتوقيت المحلي (17 تغ) وحتى السادسة صباحا (4 تغ). ومنعت قوات الأمن انصار الرئيس المقال من الوصول إلى ساحة مسجد القائد إبراهيم (غرب المدينة) بعد صلاة العصر فانطلقت مسيرات في عدة أحياء سكنية. ونشبت اشتباكات في منطقه محرم بك (غرب الاسكندرية) بين مؤيدين لمرسي ومعارضين لهم بسبب ترديد انصار مرسي هتافات مناهضة للقوات المسلحة. من جهتها، قالت مديرية أمن الإسكندرية إنها "قامت بخطوة استباقية هي الأولى من نوعها لمنع "الجرائم التي ترتكبها المسيرات المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين من أعمال عنف ضد المواطنين واستخدام للأسلحة النارية والبيضاء (آلات حادة) وترويع للأمنين" بحسب بيان للمديرية. وفي محافظة الشرقية (شرق دلتا نيل مصر)، انطلقت عدة مسيرات مؤيدة للرئيس المعزول مرسي بمدن الزقازيق وأبو كبير والعاشر من رمضان بعد صلاة العصر، للمطالبة بعودة ما وصفوه بشرعية محمد مرسي، واحتجاجا علي قيام قوات الامن بفض الاعتصام بميدان رابعة العدوية والنهضة ورمسيس بالقوة. وفي الفيوم (جنوب)، خرج مؤيدو مرسي في مسيرات طافت عدد شوارع الفيوم والأحياء الشعبية استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية للخروج بمسيرات سلمية عقب صلاة العصر من أمام مسجد الشبان المسلمين ضمن فعاليات أسبوع الرحيل . كما حمل المتظاهرون صورا للرئيس المنتخب محمد مرسي وصورا لضحايا الأحداث الأخيرة .وفي بني سويف (جنوب)، انطلقت مسيرة حاشدة عقب صلاة العصر لمؤيدي مرسي من مسجد عمر بن عبد العزيز مقر اعتصام "التحالف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد لمرسي. وردد المشاركون في المسيرة هتافات تطالب بالقصاص لقتلى فض اعتصامات مؤيدي مرسي في رابعة العدوية ونهضة مصر ورمسيس بالقوة. وفي المنيا (جنوب)، خرجت مسيرات حاشدة من مسجد الرحمن عقب صلاة العصر، طافت المدينة. وردد المشاركون في المسيرة هتافات تطالب بعودة مرسي إلى منصبه، وأخرى مناهضة للقوات المسلحة. وفي أسيوط (جنوب)، أطلقت قوات الأمن بأسيوط القنابل المسيلة للدموع والخرطوش والرصاص في الهواء لتفريق أنصار لمرسي تجمعوا أمام مسجد خشبة بشارع الجمهورية. كما شهدت مدينة اسيوط مطاردات أخرى بشارع يسري راغب ، ومنطقة نائلة خاتون والجمعية الشرعية.