علق الكاتب الصحافي ياسر الزعاترة على مجزرتي رابعة العدوية والنهضة قائلا : "إن القتلة أرادوها مذبحة في الظلام، فكان يومًا داميًا بالنسبة للصحافيين والمصورين، واستهدف القناصة كل من يحمل كاميرًا، لكن ذلك لم يمنع تدفق الصور تباعًا للجرائم التي ارتكبت بحق المعتصمين، والتي كان ينفذها رجال أمن يلبسون زيهم الرسمي، فيما كان يتكفل بالجزء الآخر مدنيون ملثمون وغير ملثمين يعملون في سلك الأمن أيضًا. وأضاف في مقاله بالجزيرة. نت: "قبل الجريمة كانت عملية شيطنة بالغة البشاعة تتم للمعتصمين؛ إذ اتهموا بأنهم يقتلون الناس ويخفون جثثهم، واتهموا بتكديس الأسلحة الثقيلة، واتهموا أيضًا بجهاد النكاح الذي اخترعته ذات مرة في تقرير لها من تونس قناة الميادين الممولة من إيران ومن رامي مخلوف (ابن خال بشار الأسد)، ولم يسمع به أحد في الأولين ولا في الآخرين، بل خرجت إحداهن على فضائية مصرية تقسم بأنها تتبعت 78 حالة جهاد نكاح في رابعة، في خِسَّةٍ ونذالة لم يبلغها بشر إلى الآن". وتابع "الزعاترة":"طوال أسابيع تفننت فضائيات الفلول، ومعها العربية وشقيقاتها، في شيطنة المعتصمين ورميهم بأبشع التهم، وكل ذلك من أجل التمهيد لقتلهم دون أن يتعاطف معهم أحد، لكن ذلك كان جهدًا عبثيًّا، ولو نجح من قبل لنجح الآن، فهذه الجموع هي من صميم الشعب، وليست كائنات فضائية هبطت عليه من السماء. واستطرد قائلا إنه بعد فض الاعتصامين بدأت عملية شيطنة من لون آخر؛ إذ بادرت أجهزة الأمن إلى تلفيق التهم للمحتجين في المحافظات ومنها القاهرة؛ من أجل تبرير المزيد من القمع وفرض حالة الطوارئ وحظر التجول، ورأينا اعتداءات متوالية على الكنائس، والغريب أن أحدًا لم يصب فيها على الإطلاق، ورأينا اعتداءات على منشآت عامة، وعلى مراكز شرطة. وقال "الزعاترة":"تجلى ذلك كله على نحو أكثر وضوحًا يوم المجزرة ويوم الجمعة التالي الذي شهد احتجاجات شملت القطر المصري بطوله وعرضه، وسقط فيها عشرات الشهداء ومئات الجرحى. وأضاف "الزعاترة" قائلاً: "ما ينبغي أن يقال هنا هو أننا نتحدث عن أجهزة أمن متخصصة في تلفيق التهم، ألم يقولوا: إن خالد سعيد الذي تفجرت الثورة بعد مقتله تحت التعذيب قد مات بسبب لفافة "بانغو" في فمه؟". وتساءل :"ألم يتبين أن المباحث هي من دبَّر تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية من أجل اتهام إسلاميين وتبرير قبضتها الأمنية بمحاربة الإرهاب؟ وهل نسي أحد قصة المسحول حمادة؟ هذه الأجهزة ومن خلال بلطجيتها وعناصرها هي ذاتها التي بدأت تحرق وتدمر، بما في ذلك الكنائس؛ إذ لم يحدث طوال عقود أن اعتدى أحد من جماعة الإخوان على كنيسة، ثم لماذا يعتدون عليها، وما مصلحتهم في ذلك؟ وأشار قائلا:"إنها لعبة أمنية حقيرة لتبرير المزيد من القمع والقتل وتعزيز القبضة الأمنية، وذلك من أجل تكريس حكم عسكري طاعن في القمع، وإلا فما معنى أن يتم تعيين 19 محافظًا من ضباط المباحث من بين 25؟! أليس ذلك مؤشرًا على مزيد من القمع؟ وتبعًا لذلك تزوير أية انتخابات، وبالتالي استعادة نظام المخلوع بصورة أسوأ بكثير. وختم بقوله: "ما جرى بعد مذبحة رابعة من احتجاج ومن مذابح يؤكد أن مسيرة الاحتجاج لن تتوقف، فيما ستأخذ جبهة الانقلاب في التفكك التدريجي، بعد أن يتأكد الجميع أنهم إزاء حكم عسكري طاعن في القمع لا يمت إلى التعددية الحقيقية بصلة، مما يعني أن المسيرة ستتواصل حتى يستعيد الشعب المصري ثورته المسروقة، ثورة 25 يناير، وليس ثورة 30 يونيو الكاذبة".