• الانخراط الواسع للمدنيين الأوكرانيين في الحرب الراهنة قد يقود لاستمرار المواجهة "المدنية" بين روسيا والغرب، حتى إذا تمَّت تسوية الحرب • يتركَّز القتال الآن في شرق أوكرانيا للسيطرة على نهر دونباس وحركة التجارة عبره، كما تواصل روسيا استهدافها للاقتصاد الأوكراني والمدنيين. • التداعيات الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، خصوصًا تلك التي تتصل بالمدنيين، تجعل من الصعب التوصل إلى تسوية تحقق السلام الدائم. سلط تقرير منشور على موقع "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS" الضوء على تقديم الحرب الروسية الأوكرانية دروسًا للعالم بشأن دور القوات العسكرية في الحرب الحديثة، وكذا مستقبل المدنيين في ظل الحرب؛ فبالنظر إلى الانخراط الواسع للمدنيين الأوكرانيين في الحرب الراهنة، يُرجَّح استمرار المواجهة بين روسيا من جانب وحلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية من جانب آخر. وفي هذا الصدد، أوضح التقرير أن القتال في الوقت الراهن متركز في شرق أوكرانيا من أجل السيطرة على نهر دونباس وحركة التجارة عبره، وفي الوقت نفسه تواصل روسيا استهدافها للاقتصاد الأوكراني والمدنيين في البلاد، الأمر الذي دفع واشنطن وحلفاؤها إلى مواصلة "حرب العقوبات" بفرض حزم واسعة النطاق من العقوبات على موسكو. وفي المقابل، ردت روسيا بطريقتها الخاصة عبر ممارسة ضغط سياسي واقتصادي على أوروبا، وشن حرب اقتصادية ضد التجارة البحرية الأوكرانية، وكلها تطورات تعكس الجانب المدني للحرب الراهنة؛ فهي حرب تجاوزت الجوانب الميدانية والعسكرية لما هو أبعد من ذلك، كما أسفرت عن الآلاف من السجناء واللاجئين والمشردين داخليًّا في أوكرانيا. وختامًا، أكَّد التقرير أن التداعيات الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، خصوصًا تلك التي تتصل بالمدنيين، تجعل من الصعب التوصل إلى تسوية تحقق السلام الدائم، لا سيما وأنه بات من المستبعد تمامًا أن تستعيد أوكرانيا سيطرتها على شرق البلاد (إقليم دونباس)، مضيفًا أن أية اتفاقية سلام أو وقف لإطلاق النار ستترك وراءها إرثًا من الغضب والكراهية لدى المدنيين الأوكرانيين المتضررين من الحرب، في ضوء التقديرات التي تشير لحاجة أوكرانيا إلى 500 مليار دولار للتعافي وإعادة الإعمار، ومن ثمّ، سيصبح التوتر سمة مهيمنة على العلاقات بين روسيا ومعظم الشعوب الأوروبية.