** و الله العظيم أنا عربي من الوريد إلى الوريد .. بدأت أتذوق الغناء حين شدا الراحل الشيخ سيد مكاوي الأرض بتتكلم عربي.. وعندما تعلمت فتح الراديو كنت أبحث دائماً عن صوت العرب .. ولا زلت أذكر كيف كان والدي يستقبل العائدين من حرب اليمن استقبال الفاتحين .. وكيف كنت أتسمر أمام شاشة التلفزيون الذى يعمل بالبطارية لأتابع فيلم جميلة بوحريد وتضحيات الجزائريين .. ولا أذكر كم مرة شاهدت فيلم عمر المختار وهو يقود ثورة الليبية ضد الاحتلال الايطالي .. لكنني أذكر أننا ونحن الأطفال الصغار كنا نعجب بأنفسنا لأننا نجيد نطق اسم المناضل الجزائري أحمد بن بلا.. ولن أتحدث عن فلسطين فلا زلنا نناضل من اجلها ضد إسرائيل وضد من يتاجرون باسمها من الفلسطينيين .. كما لا زلت أحتفي بكل سوري التقيه باعتبارنا مواطنان في الجمهورية العربية المتحدة التى كانت أيام الوحدة .. ولن تجد مصري وسوداني يجتمعان إلا وكل منهما يخاطب الآخر ب ابن النيل ولا يفترقان قبل أن يتحدثا عن النهر شريان الحياة الذي يجمعهما.** أنا فرعوني لكن ذلك لا يتعارض إطلاقاً مع أنني مصري .. و لا يصادر انتمائي للفراعنة جذوري العربية ولكن ( وآه من لكن) ماذا جنينا من العرب وماذا فعلنا للعرب..** أنا لم أكن طوال أزمة الكرة مع الجزائر مع هؤلاء الذين حاولوا أن يجعلوها أزمة بلدين.. وكنت دائما أقول أنها ( خناقة) مباراة يمكن أن تحدث بين فريقين مصريين وما أكثر ( خناقات) الكرة بين الأهلي والزمالك والأهلي والاسماعيلى والزمالك والفيوم.. بل أنني أعرف مشجعين للأسماعيلى لا يسعدهم كثيراً فوز الأهلي في منافسات أفريقية.. ومشجعين أهلاوية يشمتون بتلذذ حين يهزم الزمالك في مباراة عربية .. كنت دائماً استغرب كيف طالت أزمة مباراة أم درمان واستطالت دون أن يتحرك العقلاء لاحتوائها..ولم أكن أفسر تعليقات القراء المصريين والجزائريين فى المواقع الالكترونية الا بأنها صادرة عن غوغاء ودهماء لا يردعهم رادع عن استخدام أبشع المفردات في قاموس السفالة والسباب..* كنت أراهن على أننا تجاوزنا الأزمة في أكثر من محطة وخصوصاً عندما لم تمنع الرئيس حسنى مبارك ظروفه الصحية من السفر إلى الجزائر لأداء واجب العزاء في شقيق الرئيس الجزائري.. ولكن* نعود مرة أخرى إلى ( ولكن) المرة مرارة العلقم .. وأرجوكم أعطوني تفسيراً واحداً لهذه السلوكيات .. وهذه فقط مجرد عينة حديثة مما حدث في الأيام القليلة الماضية:* إدارة الصالون ( والصالون يعنى المعرض ) الجزائري الدولي للكتاب وجهت الدعوة لكل الدول العربية للمشاركة في المعرض في أكتوبر القادم عدا مصر لم توجه دعوة رسمية عن طريق وزارة الثقافة المصرية للمشاركة في المعرض .. وحتى اتحاد الناشرين المصريين ممنوع من المشاركة .. وأرجو ملاحظة أن إدارة الصالون جهة رسمية تابعة لوزارة الثقافة الجزائرية ولا يجب اعتبارها من الغوغاء والدهماء الذين يكتبون فى مواقع النت .. ليس هذا فحسب ولكن الجزائريين المسولين عن المعرض أصدروا تعليمات لكل اتحادات الكتاب ودور النشر العربية المشاركة فى المعرض بمنع عرض الكتب المصرية في أجنحتها.. ومن قبيل ( الذكرى تنفع المؤمنين) أقول أن الناشرين الجزائريين - وبتعليمات رسمية جزائرية امتنعوا عن المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب رغم التأكيد المعلن من وزير الثقافة المصري فاروق حسنى وفى أكثر من مناسبة على ضرورة مشاركة الجزائر في المعرض .. وبالرغم أيضاً من قيام رئيس هيئة الكتاب الدكتور صابر عرب من التوجه شخصياً لسفير الجزائر فى مصر الدكتور عبد القادر حجار وتسليمه الدعوة للمشاركة .* وأزيدكم من الشعر بيتاً: التلفزيون الجزائري قرر مقاطعة الدراما المصرية خلال شهر رمضان .. وأعلن مسئولوه أن المقاطعة ستشمل أيضاً الموسيقى والسينما وجميع برامج الترفيه والإنتاج الثقافي المصري.. ولم يخجل هؤلاء وهم يبررون المقاطعة بأحداث مباراتي القاهرةوأم درمان .. وأرجو ملاحظة أن التلفزيون الجزائري حكومي.. وأرجو أن أسجل اشفاقى على المشاهدين الجزائريين الذين لن يجدوا ما يشاهدونه في رمضان ( شهر الدراما).* ويبدو أن الأشقاء الجزائريين (واسمحوا لي أن أضع ألف علامة استفهام وتعجب أمام كلمة الأشقاء) في صدورهم مرض إذ أن غبار الملاعب تجاوز الرياضة ليس إلى ثقافة الفن فقط ولكن الاستثمار أيضاً .. وطبقاً لعلم الاقتصاد فان الدول الكبرى والصغرى على السواء تسعى لجذب الاستثمارات الأجنبية بل قدرتها على جذب هذه الاستثمارات تعتبر مؤشراً على عافية اقتصادها والجزائر ليست استثناءاً ورغم ذلك فان البلد الشقيق ( وألف علاقة استفهام وتعجب على الشقيق أيضاً) لا يهمها الاستثمار إذا جاء من مصر ويبدو أنها قبلت استثمارات اوراسكوم تيليكوم على مضض وعندما اندلعت أزمة المباراة كانت الفرصة لتطفيش الشركة ولو بالخسارة وبدأت المضايقات التى وصلت حد الاعتداء على الأرواح مما اضطر رئيس مجلس الإدارة نجيب ساوريس إلى أن ( ينفد بجلده) وبعث منذ أيام برسالة توسل لرئيس الوزراء الجزائري جاء فيها: نأمل بكل جدية أن تقوموا بخطوات سريعة يمكن لها أن تقود الحكومة الجزائرية إلى مفاوضات مباشرة معنا تنتهي ببيع أسهمنا في الجزائر أو السماح لنا بمواصلة العمل بدون مضايقات.** وأخيراً تم الاعتداء علي حافلة النادي الأهلي قبل أن يلتقي بفريق شبيبة القبائل أمس الأول وبعد ساعات من رشق الحافة بالحجارة وإصابة أكثر من لاعب مصري تحرك الحاج محمد روراوة وقبل أن يطلع علي التفاصيل كان مصراً علي عدم المبالغة هكذا قال الحاج روراوة قبل أن يعرف التفاصيل .** هؤلاء هم الأشقاء الجزائريون في الجزائر الشقيقة الذين علمناهم اللغة العربية ووضعنا لهم نشيدهم الوطني. والجزائريون ليسوا استثناءاً بين العرب الذين أقول بملء فمي أنهم إلا قلة منهم يكرهوننا ويريدون توريطنا.. وهؤلاء مشايخ حماس الذين باعوا الليلة والقضية يؤجرون عملائهم لإطلاق صواريخ على ايلات والعقبة من داخل سيناء في مؤامرة ثلاثية للوقيعة بين مصر وبدوها وبين مصر والأردن وبين مصر وإسرائيل.** بقيت حكاية أخيرة ( واقفة في حلقي) من حكايات العروبة وأخوة الدم والسلاح والمصير الواحد: عامل مصري يعمل في مبنى المدينة الجامعية بمدينة جيزان السعودية وقع حبل من يده على عامل سوري .. النتيجة كانت مشاجرة حامية الوطيس أسفرت عن إصابة عدد من العمال المصريين والسوريين بإصابات خفيفة ومتوسطة** أرجوكم.. لا أحد يقول أن الأمر لا يعدو كونه حوادث فردية ومعزولة .. فهل تستحق مباراة كرة كل ما يحدث وهل يستدعى سقوط حبل مشاجرة بهذا الحجم؟! ومتى نتوقف عن تبرير كل أخطائهم في حقنا؟ ومتى نصدق أنهم لا يفوتون فرصة للتقليل منا حتى الشقيقة قطر هذه الدولة التي هي عبارة عن قناة فضائية لا تشعر بأنها دولة إلا إذا كادت لنا أو دخلت على خط المنافسة معنا.. ثم هل نسيتم وصف الرئيس الدكتور بشار الأسد للحكام العرب بأنهم أنصاف رجال.** بقى رجاء أخير لصناع القرار فى مصر هو أن يوقنوا أن العرب يريدون أن تكون مصر ملطشة لهم.. وعليهم أن يوقفوا آلات التسجيل والاسطوانة المشروخة عن قدر الشقيقة الكبرى.. وعلى طبقة المسئولين الموظفين ألا يجاملوا على حساب مصر والمصريين.