قال الشيخ ياسر برهامى عضو اللجمعيه التأسيسية لوضع الدستور إن حلقة الإعلامي وائل الإبراشي معي أثارت زوبعة في الوسط الإعلامي والسياسي والدعوي حول زيارتي ولقائي الفريق شفيق ليلة إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية .وأوضح انه أثناء الحلقة لم ينفِ ولم يثبت حدوثها، وإنما أثبتُّ اتصالاً هاتفيًّا علِم البعض منه نفي الزيارة، وزعم أن في إثباتي لها بعد ذلك تغييرًا في الكلام! وفهِم البعض منه إثباتها؛ لعدم تصريحي بالنفي.وتابع برهامى من خلال موقع انا السلفى أحب أن أجيب هنا عن سؤال: لماذا لم أنفِ ولم أثبت لقاء الفريق شفيق؟والجواب أن ذلك لسببين:السبب الأول: أن الأستاذ وائل الإبراشي كان كثيرًا ما يقاطعني بطريقة مستفزة تَمنع من إمكان إظهار الحق في أي مسألة تُطرح -خصوصًا أن هذا الموضوع كان يحتاج إلى بيان تفصيلي-، وهذه حجة العاجز عن الحجة، والتي يلجأ إليها كثير من الإعلاميين في مغالبة محاوره -ولو بالباطل!-.السبب الثاني: أن (الْمَجَالِسُ بِالأَمَانَةِ) (رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الحافظ ابن حجر)، وقد وُجد في المجلس معي مَن رأيت أنه لا بد من استئذانه في الإعلان عن هذه الزيارة مِن قِبَلي، وقد قمتُ بذلك قبل الإعلان.ثم أجيب عن محتوى هذه اللقاءات والاتصالات:أولاً: كان هناك اتصال تليفوني قبل الانتخابات، طلب الفريق شفيق منا دعم السلفيين له، فكان الجواب واضحًا وصريحًا بعدم إمكانية ذلك؛ لأسباب كثيرة، منها: أننا لا يمكننا إلا تأييد المرشح الإسلامي؛ لأن هذا مبدؤنا، ونحن لا نغير مبادئنا.ومنها: أننا وعدنا الدكتور مرسي بتأييده، ونحن لا نخلف الوعد، وقد شهد القاصي والداني بالجهد الذي بذله الإخوة أثناء الحملة الانتخابية وأثناء الانتخابات -بفضل الله سبحانه وتعالى- حتى تحقق فوز الدكتور مرسي -حفظه الله-.ثانيًا: بعد الانتخابات وقبل إعلان النتيجة كانت هناك معلومات وصلت إلينا بأن اشتباكات دموية خطيرة ستحدث في حالة إعلان فوز الفريق شفيق، وأن الإخوان يرون هذه النتيجة مزورة، لأنهم حصلوا على أرقام من جهات متعددة تثبت فوز الدكتور مرسي، وانزعجنا لذلك كثيرًا، ونحن نعمل لمصلحة البلاد ولمنع سفك دماء المصريين، فكان تحركنا خلال الثمانية والأربعين ساعة ونحوها التي سبقت إعلان النتيجة في محاور ثلاثة:واشار برهامى بان المحور الاول لقاء مع ممثلين للمجلس العسكري تم فيه التأكيد على الآتي مسؤوليتهم عن دماء المصريين؛ وقلنا: إن دماء المصريين في رقبتكم، وكما كان موقفكم في الثورة عدم إطلاق رصاصة، والنصيحة بذلك للقيادة، وكذلك فليكن موقفكم اليوم.و لا بد من إعلان النتيجة بشفافية ووضوح، وفي حالة إعلان فوز شفيق لا بد من نتيجة مفصلة بالأرقام خلافًا للأرقام المعلنة مِن قِبَل الجهات المتعددة توضح فوز مرسي؛ وإلا فسنضطر للنزول للشارع مع الإخوان في مليونيات حقيقية؛ لأن الاتفاق كان على انتخابات نزيهة وشفافة وعدم حل المجالس المنتخبة، وقد وقع الأمران في هذه الحالة.وطلب ممثلو المجلس أن نتحمل المسئولية معهم في منع سفك الدماء، ولا يتحملونها منفردين،وقالوا: إن المظاهرات السلمية لا اعتراض عليها، ولكن عند الاعتداء على منشآت القوات المسلحة سيجابه بكل حسم، فقلنا: لا يمكن أن نأمر، ولا نرضى بالاعتداء على أفراد ولا منشآت القوات المسلحة.وتمت صياغة مبادرة للإصلاح في حالة إعلان فوز الدكتور مرسي من بنود متعددة، تضْمنها وتوقِّع عليها سبع جهات مدنية وحكومية في حالة الموافقة عليها، خلاصتها بعث رسائل للطمأنة من عدم طغيان فصيل سياسي واحد على مفاصل الدولة.أما المحور الثاني: فكان الالتقاء بقيادات جماعة الإخوان المسلمين؛ لعرض المبادرة عليهم، حيث أبدوا موافقة مبدئية، وانصرفنا على وعد بالتواصل للموافقة النهائية وتنفيذ المبادرة.المحور الثالث: كان لقاء مع الفريق شفيق بمنزله، تم التأكيد فيه عدم جواز الانتقام من الإخوان في حالة الفوز بالرئاسة؛ لأن الصدام الدموي يضر بمصلحة البلاد، ويسير بها في طريق مظلم.و في حالة الفوز لا بد من عدم إقصاء جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، بل وتعيين رئيس الحكومة منهم؛ لأن لهم الأغلبية في البرلمان؛ ولأن المسؤولية لا يستطيع أن يتحملها فرد واحد أو اتجاه واحد.وتأكيد موقفنا من قضية تطبيق الشريعة، وموقفنا من النص عليها في الدستور؛ لأنها قضيتنا الأولى.و التأكيد على أن الشعور بأن الأقباط هم الذين وقفوا بجواره حتى يحقق الفوز لا يصح أن يكون دافعًا لإعطائهم وضعًا ومزايا في المجتمع لا تتناسب مع طبيعتهم، وكذلك التأكيد على عدم جواز حذف شيء من آيات القرآن من المناهج الدراسية إرضاءً لأحدوأكد برهامى أن التواصل مع كل القوى السياسية الداخلية والخارجية المؤثرة في الواقع أمر طبيعي وضروري لتحقيق المصالح المعتبرة شرعًا، كما أنه من خلال التواصل يمكن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن خرج في مقابلة شخص ما... نطالبه فيها بعدم سفك الدماء، أو العودة إلى طرق الظلم والطغيان إذا مكَّنه الله من رئاسة العباد والبلاد، وأنه لا بد من المرور من أزمة كادت توصل إلى طريق مسدود.وقد كنت أود أن يكون ما جرى في هذه اللقاءات بيننا وبين الله -تعالى-، نلقى الله به وقد ساهمنا في منع سفك الدماء المعصومة، والمحافظة على مستقبل البلاد، والتمكين للرئيس الذي انتخبه الشعب في تحمل المسؤولية، ولكن قدَّر الله -عز وجل- أن نحتاج إلى توضيح ما وقع في هذه اللقاءات، والحمد لله، وهو حسبنا ونعم الوكيل.ولا أجد لي لمن خالفني في هذا الباب مثلاً أحسن من قول يعقوب -عليه السلام-: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)(يوسف:18).