* أوكرانيا أمام حرب عالمية وننشد دعمًا عربيًا ودوليًا * الوضع فى أوكرانيا خطير واستمرار الحرب ينذر بعواقب اقتصادية وإنسانية وخيمة ! * نقدر دور مصر وجهودها المتواصلة لإعادة 20 ألف سائح أوكرانى عالق منذ بداية الحرب * نرحب بجهود التفاوض والحل الدبلوماسى.. ولن نقبل المساس بسيادة ووحدة الأراضى الأوكرانية * الجيش الأوكرانى قوى جدًا.. لكن نحتاج لمساعدات عسكرية وإنسانية عاجلة * الحرب الروسية على أوكرانيا أدت لتراجع إمدادات الغذاء والسياحة واشتعال أسعار السلع والطاقة ! أكد روسلان نيتشاى، القائم بأعمال سفارة أوكرانيا بالقاهرة، خطورة الأوضاع التى تشهدها أوكرانيا جراء الحرب الروسية الشرسة، والتى تشهد انتهاكات جسيمة أدت الى خسائر فادحة فى كافة المناحى الاقتصادية والبنية التحتية والعسكرية والصحية الأوكرانية بالإضافة الى استهداف المدنيين ودور العبادة والمناطق التاريخية فى خرق فاضح للمواثيق الأممية وللقانون الدولى. وشدد نيتشاى فى الوقت ذاته على صمود الشعب الأوكرانى وجيشه القوى فى مواجهة ما أسماه الاحتلال الروسى، معربًا عن أمله فى التوصل الى حلول دبلوماسية وسياسية لوقف هذه الحرب فى اقرب وقت . وأشاد القائم بأعمال السفير الاوكرانى فى حواره ل"النهار" بالعلاقات المصرية الأوكرانية ودعم مصر لبلاده ازاء الظروف التى تواجهها فى المرحلة الراهنة . واستعرض خلال الحوار أوضاع الجالية الاوكرانية فى مصر منذ اندلاع الحرب ومدى التواصل ايضا مع الجهات المعنية لتسهيل عودة المصريين من اوكرانيا والتداعيات الاقتصادية الخطيرة التى ستواجه العالم حال استمرار تلك الحرب … والى سياق الحوار . * بداية نود إلقاء الضوء على ما يحدث حاليا فى أوكرانيا والتداعيات المترتبة على الحرب الروسية؟ للاسف الحرب الروسية متواصلة دون تحقيق اية نتائج ايجابية للجيش الأوكرانى، ونحن بحاجة الى مزيد من الوقت للدفاع عن وطننا فى هذا الصراع، فنحن امام حرب وحشية وهناك تقارير مباشرة توضح ذلك. ومن البداية كانت روسيا تتحدث عن استهداف المنشآت العسكرية الا ان العالم كله يدرك مدى كذب هذه الادعاءات حيث يتم ايضا استهداف المنشآت السكانية والمستشفيات ورياض الاطفال واستهداف المدنيين بشكل عام دون تمييز . هذا بالاضافة الى استهداف اماكن العبادة والمناطق التاريخية وتم تدمير البنية التحتية والمصانع والشركات والجهات الانتاجية بالكامل مما يكبد البلاد خسائر بالمليارات حيث يتم التدمير بالطائرات والصواريخ التكتيكية والمدفعيات بصورة كاملة مما تسبب فى خسائر فادحة وضخمة على مستوى الافراد وكذلك تداعيات خطيرة على الاقتصاد الأوكرانى. * فى ظل جولات التفاوض بين الجانبين الروسى والاوكرانى هل ترى هناك فرصة للحل الدبلوماسى ووقف هذه الحرب؟ فى كل الاحوال نحن نتمنى أن تنتهى الحرب عن طريق المفاوضات الدبلوماسية والسلمية، ولكن قبل كل جولة من المفاوضات حتى الان هناك متطلبات من الجانب الروسى غير مقبولة من الجانب الأوكرانى، ولهذا السبب تتركز المباحثات عموما على الجوانب الانسانية والخاصة بإنشاء ممرات انسانية لانسحاب السكان والمدنيين من المدن الأوكرانية، ونؤكد هنا ان الحرب بدأت بشكل عام بانتهاكات روسية للقانون الدولى وهى تواصل انتهاك سيادة البلاد والمطالبة باستسلام اوكرانيا بشكل عام، مثل المطالبة بالاعتراف باستقلال جزيرة القرم وبعض المناطق الاوكرانية المحتلة مؤقتا والاعتراف باستقلال جمهوريتى دونيتسك ولوغانسك ونزع الاسلحة الاوكرانية ووضع اشتراطات تفضى فى النهاية لاستسلام اوكرانيا وهو امر لا نقبله . الإرهاب النووى يهدد أوروبا والعالم * الأممالمتحدة حذرت من خطورة حدوث سيناريو نووى كارثى نتيجة الخروقات العسكرية الروسية على الاراضى الاوكرانية وبقرب المنشآت النووية كيف ترى هذه التداعيات على اوكرانيا والعالم؟ هذا أمر مهم للغاية ونحن نحاول جذب اهتمام المجتمع الدولى قبل كل شىء وكذلك الدول الاوروبية المجاورة لخطورة هذا الارهاب النووى وتداعياته الخطيرة، ونذكر هنا بالأحداث فى عام 1986 حيث كارثة انفجار محطة تشرنوبل للطاقة النووية وما ترتب عليها، وفى الوقت الحالى فإن القوات الروسية قد احتلت محطتين هما محطة تشرنوبل ومحطة انربودار فى مدينة زاباروجيا، وفى حالة حدوث اى شىء فالعواقب لن تقتصر على الاراضى الاوكرانية فقط وانما ستشمل تأثيرات هذا السيناريو دول اوروبا المجاورة ولابد أن يعى الجميع خطورة هذا الإرهاب الدولى. * برأيك ما المطلوب دوليًا للضغط على روسيا لوقف الحرب ضد أوكرانيا؟ فى الحقيقة نحن نستخدم كل الوسائل الممكنة للتصدى لتلك الحرب والعمل على وقفها، ومن اهم تلك الوسائل الدعم العسكرى من شركائنا واصدقائنا، ونحن نطالب الدول الاوروبية والولايات المتحدةالامريكية وكل اصدقائنا بتزويد الجيش الاوكرانى بالاسلحة لان الجيش الاوكرانى فى الوقت الحالى يشكل درعا للدول الاوروبية ويحمى الحياة السلمية والامن فى الدول الاوروبية والى جانب الوسائل العسكرية نواصل جهودنا عبر الوسائل الدبلوماسية من خلال علاقاتنا مع الدول الصديقة وعلى مستوى المجتمع الدولى من خلال المنظمات الدولية مثل الاممالمتحدة والجامعة العربية وغيرها، كما نعمل فى الوقت ذاته على الحصول على المساعدات الانسانية من الدول الصديقة . * هل يمكن ان تشكل العقوبات الاقتصادية التى تفرضها واشنطن والدول الاوروبية على روسيا ورقة ضغط لتحقيق نتائج ايجابية؟ نحن نعتبر هذه العقوبات الاقتصادية من اهم وسائل الضغط فهى ذات جدوى على المدى الطويل او المتوسط وهذه العقوبات تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الروسى كما ان العقوبات ستمنع السلطات الروسية من الاستعداد لموجة جديدة من العدوان على اوكرانيا والاستمرار فى هذا الغزو ونحن ندرك من الوثائق الروسية ان هذا المخطط سيستمر لفترة وليس لمجرد ايام قليلة كما تدعى روسيا، وهو فى الحقيقة ليس بعمليات عسكرية وانما هى حرب حقيقية ضد اوكرانيا وليس كما تقول وسائل الاعلام الروسية بانها عملية عسكرية وبالتالى فإن العقوبات الاقتصادية هى وسيلة ضغط لمنع روسيا من الحصول على الاموال ورأس المال الخارجى. انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبى ومخاوف روسيا * لماذا تخشى روسيا انضمام أوكرانيا للناتو؟ حقيقة ليس الخطر فى الناتو نفسه، فبعد انهيار دول الاتحاد السوفييتى، العديد من دول اوروبا الشرقية انضمت للناتو مثل دول البلطيق ودول اوروبا الشرقية مثل بولندا تم انضمامها الى حلف الأطلسى وليس هناك خطر حقيقى على دولة روسيا ومنذ ذلك الوقت ونحن نتفهم بصورة واضحة انه لا دولة اوروبية تفكر فى شن حرب او اطلاق صواريخ او اطلاق النار على الاراضى الروسية ونحن نسمى ذلك الاختيار الحضارى، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى اختارت اوكرانيا الطريق باتجاه الاتحاد الاوروبى وهذا اختيار نحو قيم الديمقراطية والحرية، ولكن بوتين يعيش احلامًا فى زمن الاتحاد السوفيتى ويفكر فى تكوين الامبراطورية الروسية، وكانت اوكرانيا الدولة الثانية المهمة بعد انهيار الاتحاد السوفيتى والعاصمة الاوكرانية مهمة جدا ثقافيا وتاريخيا ودينيا، وبدون اوكرانيا لن تكون هناك الامبراطورية الروسية العظمى وهذا هو سبب العدوان الروسى على اوكرانيا وهناك بعض الحقائق والوقائع نذكرها هنا، فروسيا تتعاون رسميا مع الناتو بداية من 2002 وتأسس فى هذا العام مجلس روسيا وحلف شمال الأطلسى وهناك تعاون منذ سنوات طويلة بين روسيا والناتو، والحديث عن تهديد الناتو لروسيا فى هذا الوقت مجرد ذريعة للغزو . نشكر مصر والجامعة العربية * منذ ايام دعت مصر لاجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية لبحث تداعيات الاوضاع فى اوكرانيا واكد المجلس اهمية الحل الدبلوماسى وكذلك الوزارى العربى جدد التأكيد على ضرورة المسار الدبلوماسى للخروج بحل للأزمة الراهنة فكيف ترون الدور المصرى والعربى الأهم لأوكرانيا؟ - نحن نقدر الدور المصرى ودور الدول العربية الصديقة وندعو كل الدول وجامعة الدول العربية لإدانة الحرب الروسية ونأمل ان تكون مواقف الجامعة العربية والدول الصديقة واضحة تجاه الحرب الروسية، وإننى اخطط للقاء الامين العام للجامعة العربية احمد ابوالغيط فى اقرب وقت وبالتأكيد سوف نستنير بشأن التعاون مع الجامعة العربية وجمهورية مصر العربية . كيف تنظرون لدور الانفصاليين ومطالب روسيا بالاعتراف باستقلال جمهوريتى لوغانسك ودونيتسك عن أوكرانيا؟ فى المناطق المحتلة التى تسميها روسيا بالانفصاليين نوضح انهم ليسوا انفصاليين ولكنهم ممثلون لادارة الاحتلال الروسية فقط والسبب الحقيقى يرجع لعام 2014 ودخول القوات الروسية مناطق دونيتسك ولوغانسك فتم اجراء انتخابات فى ظل وجود قوات روسية ولم تكن نزيهة فجاءت بأاشخاص موالين للجيش الروسى ومصالح روسيا ومن هنا جاء الاعتراف باستقلال هذه المناطق من قبل روسيا . وماذا عن وساطة إسرائيل من أجل وقف هذه الحرب؟ فى ظل ظروف الحرب الراهنة نحن نرحب بكل جهود الوساطة ولو سيكتب النجاح للمقترح الاسرائيلى لاجراء المفاوضات والمباحثات لتحقيق نتائج ايجابية فنحن جاهزون للتعامل مع اى منصة تفضى الى نتائج ايجابية لوقف تلك الحرب. جهود متواصلة مع السلطات المصرية لمتابعة الجالية * نود إلقاء الضوء على اوضاع الجالية الاوكرانية فى مصر وكذلك اوضاع السائحين العالقين منذ بداية الحرب؟ - يقدر عدد الجالية الاوكرانية فى مصر بأربعة آلاف، والسيدات الاوكرانيات متزوجات من مصريين منذ سنوات طويلة واوضاعهم الأسرية مستقرة اما عن السائحين الاوكرانيين المتواجدين فى مصر منذ بداية الحرب فعددهم حوالى 20 ألف سائح فى شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم ونحن نتواصل مع السلطات المصرية ووزارة الخارجية ووزارة السياحة لاعادة السياح الاوكرانيين الى الدول المجاورة "بولندا، المجر، سلوفاكيا، رومانيا " وكانت الرحلات منظمة من قبل الشركات السياحية وساهمت الحكومة المصرية فى دعم رجوع 9 الاف من السائحين الاوكرانيين المتعثرين ماديا وتم تسيير اكثر من 35 رحلة الى هذه الدول المذكورة، ونشكر ونقدر كل الدعم الانسانى من قبل مصر للشعب الاوكرانى، وبالنسبة للجالية المصرية فى اوكرانيا فنحن نتعامل مع السلطات المصرية ووزارة الخارجية بشكل فاعل لإرجاع الطلاب المصريين من اوكرانيا وتم نقل السفارة المصرية حاليا من كييف الى مدينة لفييف وهناك تنسيق بين المدن الاوكرانية بشأن الممرات الانسانية ونعمل على تشكيل قوائم الطلاب والمصريين عموما لانسحابهم سلميًّا من المدن الاوكرانية وايصالهم للحدود الاوكرانية الغربية وعبورهم للدول المجاورة بسلام . * هل اوكرانيا باتت مسرحا لحرب عالمية مفتوحة فى ظل وجود اطراف داعمة لروسياكالصين وكوريا الشمالية وعلى الجانب الآخر نجد واشنطن ودول اوروبا داعمة لأوكرانيا؟ - فى الحقيقة ليس لدينا خيار سوى الدفاع عن وحدة وسيادة الاراضى الاوكرانية وما يحدث يمكن ان يسمى صراع حضارات فأوكرانيا اختارت الاتجاه نحو اوروبا وقيم الديمقراطية والسوق الحرة بينما روسيا تسعى لتشكيل امبراطورية، وهذا وراء صراع الحضارات الحالى بين الشرق والغرب، فقد تجاوزت روسيا كل الخطوط الحمراء بهذه الحرب، وهناك حديث مسموع فى الكرملين بأن الصينوالهندوالبرازيل تدعم روسيا فى الغزو على اوكرانيا لكن فى الحقيقة هذه الدول لم تدعم روسيا فى الأممالمتحدة، فالامتناع عن التصويت لا يعنى الدعم، وهذا الأمر واضح خاصة فى الدوائر الدبلوماسية، وبالطبع السلطات الروسية تفهم جيدا انه لا يوجد دعم من قبل الصين او الهند او البرازيل . * هل اقتربت القوات الروسية من العاصمة كييف بالفعل؟ وماذا عن المناطق الأخرى؟ فى الوقت الحالى اصبحت القوات الروسية على بعد حوالى 30 كم من العاصمة كييف وهناك العديد من المعارك بالمدن الاوكرانية الاخرى التى ينسحب سكانها لتجنب التصعيد ولأنهم ليس لديهم الدعم الكافى وكان الحديث سابقا لان الشعب الاوكرانى سيرحب بالقوات الروسية وانهم يتحدثون اللغة الروسية وهذا كلام غير صحيح وهى ادعاءات روسية كاذبة. * هل يستطيع الجيش الأوكرانى أن يصمد أمام هذه الحرب؟ الجيش الاوكرانى قوى جدا مقارنة بعام 2014 عندما تم ضم شبه جزيرة القرم ودخول القوات الروسية الى مناطق دونيتسك ولوغانسك وهو يمتلك الاسلحة الحديثة، وفى المقابل نحن نعرف ان الجيش الروسى ضخم جدا ولذلك نحن بحاجة الى المساعدة العسكرية من قبل الدول الصديقة وشركائنا وكذلك المساعدة الاقتصادية لمواجهة الهجوم الروسى. الحرب واشتعال أسعار الطاقة والقمح * يرى مراقبون أن الحرب الحالية ستغير العالم سياسيا واقتصاديا خاصة مع ارتفاع اسعار الطاقة والقمح والمواد الغذائية.. كيف تقيم هذه التداعيات؟ لقد بات من الواضح ان عواقب تلك الحرب وتداعياتها الاقتصادية لن تؤثر على اوكرانيا فقط وانما على كل دول العالم، فأوكرانيا تسهم بقوة فى تحقيق الامن الغذائى للكثير من دول العالم – باعتبارها سلة الخبر العالمية- وشكلت صادراتها مع روسيا من القمح نحو 23% من التجارة العالمية فى عام 2021-2022، فضلا عن تدفقات السياحة وخاصة مع مصر والآن تراجعت الامدادات الغذائية والقمح والزيوت والسياحة سواء من روسيا او اوكرانيا وارتفعت اسعار الطاقة والسلع الغذائية بشكل غير مسبوق، وبالتالى ستكون هناك تداعيات اقتصادية خطيرة على الجميع، اذا لم تقف هذه الحرب بأسرع وقت وهو ما نأمل ان تسهم الدول الصديقة فى تحقيقه بصورة عاجلة والعمل على وقف انتهاكات روسيا للقانون الدولى ودرء العواقب الاقتصادية والتجارية والانسانية والنووية الخطيرة، ونحن نبذل كل الجهود للضغط على السلطات الروسية لوقف هذه الحرب الوحشية كما نتواصل دبلوماسيا مع الحكومات العربية ومن بينها مصر والجامعة العربية ايضا لإدراك خطورة استمرار هذه الحرب فنحن لا نتحدث عن أزمة اقليمية أو أزمة بين دولتين بل نتحدث عن حرب عالمية ثالثة يجب ادراك خطورة عواقبها واتخاذ مواقف تدين هذه الحرب وتنهيها .