دعا الرئيس محمد مرسي اليوم الرئيس بشار الأسد الى ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب السوري واجراء التغيير المطلوبوشدد الرئيس مرسي على التزام مصر بدعم مسيرة العمل العربي المشترك وتطوير آليات عمل الجامعة العربية .ودعا الرئيس محمد مرسى إفي كلمته امام افتتاح الدورة 138 لمجلس وزراء الخارجية العرب التي انطلقت بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الي تكثيف العمل لوضع حد للمأساة في سوريا في إطار عربى مشترك وبدعم دولي يحافظ علي التراب السوري ، مؤكدا انه مازالت هناك فرصة لحقن الدماء وانه لا مكان للمزايدة ، وأن النظام في سوريا لن يدوم طويلا كما اكد علي ان مصر تقف مع الشعب السوري حتي ينال مايريد من تقرير مصيره واختيار قادته ونقل البلاد الي التغيير المنشود واعلن أن مصر قررت معاملة الطلاب السوريين المقيمين في مصر معاملة الطلاب المصريين لهذا العام.واوضح انه تجرى مباحثات مع تركيا لتزويدها بالمعلمين والأساتذة المصريين للقيام بالتدريس في العام الدراسي الجديد للطلاب السوريين والنازحين إلى تركياواكد مرسي ان وقت التغيير حان في سوريا الآن ولا سبيل الى التراجع عنه وعلى القيادة ان تدرك ذلك ودعاها الى الا تتخذ القرار الصحيح في الوقت الخطأ فذلك هو الخطأ بعينه .وقال انه لا تزال هناك فرصة لحقن الدماء ولامجال للكبر أوالمزايدة ، ووجه خطابه للقيادة السورية : لاتستمتعوا للأصوات التي تغريكم بالبقاء ، فالشعب السوري قال كلمته الواضحة بعد ان اريقت دماؤه ، فلامجال للتأخر في إتخاذ قرار ناجز ، يحفظ سوريا ويحمي ترابها الوطني .وأضاف :ان التغيير بات مطلوبا ،ولا مجال لإضاعة الوقت في الحديث عن الإصلاح فالوقت الآن للتغيير ، ومازال هناك بعض الوقت لحقن الدماء ، وإن لم تفعلوا فعجلة التاريخ ماضية وإرادة الشعوب غالبة وإرادة الله فوق الجميع ونحن مع الشعب السوري .ولفت الى أن اللجنة الرباعية التي دعا إلى تشكيلها(تضم مصر ، السعودية ، تركيا ، إيران ) سوف تجتمع ، والكل مدعو للمشاركة ، مشددا على ضرورة المبادرة بفعل ايجابي ، يحفظ للشعب السوري دماءه ، مضيفا : لا مجال للتلكؤ والتباطؤ وعلى الجميع ان يدرك أن الشعب السوري قد اتخذ قراره ولابد أن ينفذ.ودعا النظام السوري الى أخذ العبرة والدرس من التاريخ القريب والقديم ومن كل حلقات التاريخ : منوها ببيت الشعر الشهير لأبي قاسم الشابي إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر .وشدد على أن الشعب السوري هو الذي سيقرر مصيره ومستقبله ، ويختار قيادته ، وأظنه بيقين قادر على ذلك.وأكد أن أي حديث عن تطوير العمل العربي لايمكن أن يكتسب الزخم المطلوب ، طالما استمرت معاناة الشعب السوري الشقيق، وقال إنه لايمكن أن تقر لنا عين أو يغمض لنا جفن والدم السوري يراق ، مشيرا إلى ماقاله في مكة وطهران من أن دماء الشعب السوري في أعناقنا، جميعا .وقال إن سوريا عزيزة علينا وعلى قلب كل عربي فهي العضو المؤسس لجامعة الدول العربية ولها مكانة خاصة في قلب كل مصري ، وتربطنا بها وشائج الحضارة والثقافة والتاريخ والعروبة والإسلام وحاربنا سويا، و اختلطت الدماء دفاعا عن مصالح الأمة العربية وفي المقدمة أرض فلسطين ، وكنا في لحظة تاريخية تعبيرا عن حلم أمتنا بالوحدة دولة واحدة .واضاف انه من هذا المنطلق يأتي اهتمام مصر بما يحدث في سوريا ، مؤكدا الرغبة الصادقة في وقف اراقة الدماء السورية حيث يقتل الأخ أخاه واصبح السوريون لاجئين في دول الجوار .ونبه الى انه مالم يتحرك العرب لايجاد حل للازمة السورية فلن يتحرك العالم .ونوه بانتظار عودة الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي الأممي المشترك من سوريا ، وراى ان ذلك ينطوي على معنى ومغزى لإطار التعاون مع المجتمع الدولي، للحفاظ على وحدة التراب السوري ، ولتصبح سوريا دولة ديمقراطية يعيش فيها أطياف شعب سوريا الشقيق دون تفرقة على أساس عرقي أو ديني .ونوه بما اصدره المجلس الوزاري العربي من قرارات تعد أساسا لحل عربي لاغرض لها إلا تجنيب سوريا السقوط في حرب أهلية أو تعريضها لخطر التدخل العسكري الأجنبي ، وهو مانرفضه .ودعا إلى استكمال جهود الجامعة العربية لتوحيد المعارضة السورية ووضع رؤية لسوريا بشكل ديمقراطي .كما شدد مرسي على ضرورة التعاون العربي مع دول الجوار وضرورة فتح حوار على أسس عدم التدخل في الشئؤون الداخلية ، والحفاظ على سيادة واستقلال الدول العربية ، مشددا على أن مصر لن تقبل بأي تدخل في شؤون الدول العربية مشيرا إلى وجود مصالح مشتركة معها .وطالب مرسي بضرورة تطوير منظومة العمل العربي المشترك وأن تتخطى مرحلة نبل الغاية إلى مرحلة الفاعلية التي يشعر بها المواطن العربي.وانتقد الرئيس المصري عملية الإصلاح التي جرت في السنوات الماضية منذ قمة تونس عام 2004 ، معتبرا أن ركزت على استحداث آليات ومجالس جديدة وتغيير مسميات وبات هناك ازدواجية في كثير من المؤسسات .وجدد مرسي التأكيد على أن مصر الثورة لا تتدخل في شؤون أحد ولا تصدر الثورة ، ولكن تدعم الشعوب العربية التي تتحرك للمطالبة بالحرية ، مشيرا إلى أن منهج الجامعة العربية .ولفت الى أن القضية الفلسطينية مازالت تشكل قضية العرب الأولى ، ويجب إيجاد حل عادل لها .. وأردف :شعوبنا التي أعلنت عن انحيازها للحرية والكرامة ، والعدالة ، لايمكن أن تقبل استمرار بقاء الشعب الفلسطيني ، تحت الاحتلال الإسرائيلي.وأكد ضرورة توفير الدعم اللازم للشعب الفلسطيني ، إلى أن يتم التوصل لحل دائم يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، وقال : إن هذا يفرض أن نستخدم كل ما لدينا من قوة وتأثير على المجتمع الدولي لتبني هذا الموقف.وقال إن مصر ستظل داعمة لأي تحرك تقرره القيادة الفلسطينية ، التي تقرر اتجاه البوصلة الفلسطينية ،وذلك من أجل الحصول على عضوية الأممالمتحدة ، وستفعل ما وسعها لمساندة هذا المطلب.وطالب بالقيام بتحرك يضفي فعلا سياسيا ، تحركا دبلوماسيا مدعوما بالفعل الشعبي ، يقود الى تحرك سياسي يضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته لإنهاء الاحتلال .ورفض مرسي أن تتحول ماتوافق على تسميته عملية السلام ، إلى مفاوضات متواصلة ، وترتيبات غير جادة ، تضيع الفرص على الشعب الفلسطيني.مؤكدا ضرورة استعادة وحدة الصف الفلسطيني بات أمرا شديد الإلحاح ، ففي ظل الظروف العصيبة أصبحت الخلافات الفلسطينية ترفا لايملكه أحد .وجدد التزام مصر الكامل باستكمال الجهود التي بدأتها لتحقيق المصالحة الفلسطينية ورعاية كافة بنودها بمايحقق مصالح الشعب الفلسطيني ، مشددا على أن القاهرة ستستمر في احتضان الأشقاء الفلسطينيين إلى أن يتوصلوا إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام السائدة .ورحب مرسي بانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن وانتقال السلطة بعد معاناة ، مبديا استعداد مصر لتقديم أي دعم يريده اليمن لتطبيق عناصر الخطة السياسية الانتقالية ، لتحقيق الإصلاح الدستوري.وقال إننا نتطلع إلى دور عربي رائد يساعد اليمن على مجابهة التحديات الاقتصادية ، مرحبا بالدعم السعودي والخليجي لليمن ، وقال إن هذا أمر لانستغربه .وأضاف أننا نقف دوما إلى جوار دول الخليج العربية ونساندهم في تأمين أمن واسنقرار الخليج العربي ،ودرء أي محاولة للتدخل أو الهيمنة على مقدرات المنطقة ، في إطار التزام مصري بمساندة الأشقاء العرب.واستدرك قائلا لايعني ذلك أننا نتخذنا موقفا أو نهدد بالحرب ضد أحد تجاه أحد من الدول الإسلامية فهم أشقاؤنا وكذلك دول العالم، مؤكدا أنه لامجال للاستقرار في العالم دون الاستقرار في الشرق الأوسط .وأشار إلى أن العراق حقق كثيرا من الإنجازات على طريق التحديات في المجال الاستقرار الأمني والسياسي ، وقال إن مصر والدول العربية لن تألوا جهدا في تحقيق استقرار العراق وبمشاركة كافة أطياف الشعب العراقي ، حقوق الإنسان .وأكد أن السودان يمثل العمق الاستراتيجي لمصر وله مكانة خاصة في قلب كل مصري وكل عربي، وقال إنه يحتاج إلى الدعم والمساندة في جهود التنمية وتأسيس علاقات مع الدولة الوليدة جنوب السودان التي تشكل مع السودان مركز التقاء العالمين العربي والإفريقي ، مشدد على ضرورة أن تقوم العلاقة بين العالمين العربي والإفريقي على العدالة والتعاون ليس الصراع .ونوه بأن السودان التزم بتنفيذ اتفاق السلام الشامل واعترف بالجمهورية الوليدة ولكنه لم يتلق من المجتمع الدولي والمساندة التي يستحقها .ودعا الجميع عربيا ودوليا لمؤازرة السودان وتقريب وجهات النظر والتوفيق بين الشمال والجنوب منوها بجهود اللجنة الإفريقية برئاسة تامو مبيكي في موضوع النفط .وأشار إلى أن الصومال يمر بمرحلة تاريخية بعد أن انتهكته الصراعات والحروب الأهلية وقد بدأت مرحلة الانتقال وبناء أجهزة المؤسسات الدائمة ونهنئ الأخوة في الصومال بانتخاب البرلمان الجديد، ونتطلع لاختيار الرئيس.وقال إن الفرصة مواتية الآن ، كي يقدم المجتمع الدولي كافة أشكال الدعم المالي والفني للشعب الصومالي ويعزز المؤسسات الوليدة ومصر وقفت وستقف مع الصومال لطي صفة الحرب الأهلية ، وتحقيق الاستقرار والسلام والتنمية.ودعا الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي الى تقديم المزيد من الدعم المالي للصومال.وقال إن مصر كما ستعود لعرب ستعود لإفريقيا ، فعلاقتنا مع دول حوض النيل علاقات تاريخية، والعالمين العربي والإفريقي عمق لبعضهما البعض، مشيرا إلى أن التعاون بين الجانبين أصبح في إطار محدد .ونوه بما تبذله الكويت من جهود مقدرة ومرموقة في دعم أفريقيا وكافة أطرافها ودولها ، وقال : نتطلع إلى استضافة دولة الكويت للقمة العربية الإفريقية في عام 2013 لبناء شراكة استراتيجية بين الجانبين لتحقيق الامن والاستقرار والتنمية والتعاون ، محذرا من انه اذا غاب العرب عن القارة السمراء فسيسارع غيرهم بملأ ساحتها ، وكرر إذا غبنا يملأ الساحة غيرنا .وأكد أن تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط ، يتطلب إخلاء هذه المنطقة الحيوية من كافة أسلحة الدمار الشامل ، مشيرا إلى أن مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي في عام 2010 وضع خطة عمل لعقد مؤتمر دولي في نهاية العام الجاري لتحقيق هذا الغرض ، وقال لاتزال أمامنا جهدا كبيرا لإنجاح هذا المؤتمروأكد مصر الثورة ملتزمة بقضايا أمتها العربية ، داعمة لكافة أشقائها العرب لنيل الحقوق المشروعة ولأي جهد صادق يحقق مزيدا من التضامن ولن تقبل مصر أي تدخل في شؤون دولة عربية شقيقة أو مساس باستقرارها وسيادتها مصر الثورة ستبذل كل جهد من أجل وطن عربي مزدهر .ووجه مرسي في ختام كلمته الدعوة لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يرونه مناسبا لدعم الشعب السوري في الميدان مؤكدا ان مصر ستكو مساندة لهم في قراراتهم .