أكدت الصين معارضتها فرض عقوبات أحادية الجانب على إريتريا على هامش جولة يجريها وزير خارجيتها إلى دول القرن الإفريقي استهلها بأسمرة الأربعاء. وفرضت الولاياتالمتحدة عقوبات العام الماضي على إريتريا على خلفية النزاع الذي اندلع في إثيوبيا المجاورة، في خطوة وصفتها أسمرة بأنها "غير شرعية ولا أخلاقية". واتُّهمت القوات الإريترية والإثيوبية بارتكاب عمليات اغتصاب ومجازر في إقليم تيجراي (شمال إثيوبيا) فيما حضّت واشنطن أسمرة مرارا على سحب جنودها. وأجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي محادثات مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ووزير الخارجية عثمان صالح الأربعاء في المحطة الأولى من جولة إفريقية تشمل ثلاث دول. وذكر بيان مشترك لوزيري الخارجية "اتفق الجانبان على التمسك بالقيم المشتركة للسلام والتنمية والعدالة والعدل والديمقراطية والحرية للبشرية جمعاء ومعارضة التدخلات في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجة الديموقراطية وحقوق الإنسان". وأضاف البيان أن "الجانب الصيني يقف ضد أي عقوبات أحادية الجانب على إريتريا"، موضحا أن "الجانب الإريتري يؤكد مجددا تمسكه بمبدأ الصين الواحدة". وستتبع رحلة وانج إلى إريتريا، إحدى أكثر دول العالم انغلاقا، زيارتان إلى كينيا وجزر القمر. وتأتي الجولة القصيرة في أعقاب جولة إفريقية لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في نوفمبر هدفت في جانب منها إلى مواجهة نفوذ الصين المتزايد في القارة. وأثارت الصين استياء الغرب بعدما كثفت نشاطاتها في إفريقيا بحثا عن الموارد توازيا مع تركيزها على البنية التحتية في إطار ما يسمى بإستراتيجية مبادرة الحزام والطريق. وتعد الصين أكبر شريك تجاري للقارة، حيث تجاوزت التجارة المباشرة 200 مليار دولار في العام 2019، وفقا للأرقام الصينية الرسمية. لكن غالبا ما تُتهم بكين باستغلال صفتها كجهة دائنة لانتزاع امتيازات دبلوماسية وتجارية وسط مخاوف من أنها تدفع الكثير من الدول الإفريقية إلى تحمل مستويات لا يمكن السيطرة عليها من الديون. وانضمت إريتريا في نوفمبر إلى عشرات الدول الإفريقية الأخرى في التوقيع على مبادرة الحزام والطريق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان الشهر الماضي إن زيارة وانج الإقليمية تهدف إلى تعميق التعاون مع الدول الإفريقية ودعمها "في التغلب على الوباء وتحقيق الانتعاش الاقتصادي في موعد قريب". وفي قمة إفريقية - صينية في السنغال قبل شهرين، تعهدت بكين تقديم مليار جرعة لقاح كوفيد-19 إلى القارة ومساعدة الدول الإفريقية على التغلب على المشاكل الاقتصادية المرتبطة بالوباء "دون فرض إرادتها".