كتب/ محمد كساب:قالت شبكة الأنباء الانسانية (إيرين) إن تقريراً مستقلاً نشر فى 14 يوليو الماضى، قدر حجم الخسائر الناجمة عن الاشتباكات التى اندلعت بين قوات الجيش اليمنى الحكومية والمتمردين الحوثيين منذ منتصف أغسطس الماضى وحتى منتصف فبراير من العام الجارى، بلغت 850 مليون دولار، صرف منها 750 مليون منها صرف على الأسلحة والجنود، و100 مليون على إعادة الإعمار.وأفادت (إيرين) فى تقرير لها، مساء أمس الأربعاء، بتعرض 4,441 منزلاً و201 مؤسسة عامة و24 مزرعة دواجن لأضرار أو دمار شامل، موضحة أن مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أكدت أن حوالي 350,000 شخص نزحوا عن ديارهم منذ عام 2004 وقتل المئات غيرهم. ولكن العديد منهم يقولون أنهم لا يستطيعون العودة إلى ديارهم، كما تطلب الحكومة، دون الحصول على مساعدة لإعادة إعمار منازلهم المتضررة.يأتى هذا فى وقت طالب فيه مدير صندوق الإعمار التابع للحكومة اليمنية برنامج الأغذية العالمي بالتوقف عن توزيع الأغذية للنازحين والمساهمة عوضاً عن ذلك في إعادة إعمار محافظة صعدة، مضيفاً المعونة الغذائية تشجع العديد من النازحين على البقاء في مناطق نزوحهم وأنه إذا توقف برنامج الأغذية العالمي عن توزيع الأغذية سيجبر النازحون على العودة إلى ديارهم وزراعة أراضيهم للحصول على الغذاء. وإلا فإنهم سيظلون معتمدين على المساعدات دون التفكير في العودة.ومن جانبها، قالت (إيرين) إن ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن، جيان كارلو تشيرى أكد لها أن البرنامج على استعداد لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار من خلال توفير مبالغ نقدية أو تنفيذ برامج الغذاء مقابل العمل إذا سمحت الأوضاع الأمنية وإمكانية الوصول بذلك.ولفتت فى تقريرها إلى وجود انتقادات من محللين يمنيين لقرار الحكومة البدء في إعادة إعمار محافظة صعدة خلال هدنة وصفوها بالهشة بين المتمردين الشيعة بقيادة الحوثى والقوات الحكومية، حيث تم انتهاكها عدة مرات منذ الإعلان عنها في فبراير 2010، فى حين تطلب الحكومة من قطر التوسط لاحتواء الموقف الذي يزداد توتراً في صعدة بعد فشل جهود الوساطة المحلية، مؤكدين أنه قرار خاطىء.وكان صندوق إعادة إعمار صعدة التابع للحكومة اليمنية قد بدأ فى صرف تعويضات مالية منذ الثانى من شهر أغسطس الجارى، إلى مئات الأسر فى محافظة صعدة الشمالية، حيث تعرضت المنازل للدمار أو لأضرار مختلفة خلال ست سنوات من القتال المتقطع.وأشار التقرير إلى أن المنازل والأراضى الزراعية التي تعود لما يتراوح بين 16 و17 ألف أسرة في محافظتي صعدة وعمران تعرضت للدمار أو أصيبت بأضرار منذ عام 2004.وتجدر الاشارة إلى أن (إيرين) تعد شبكة أنباء مستقلة تعنى بالشؤون الإنسانية، وتتبع مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا، حيث تغطى أخبارها المجتمع الإنساني فى مناطق أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط وسط آسيا.وتأسست إيرين عام 1995 لتحسين تدفق المعلومات الحيوية للأشخاص العاملين في جهود الإغاثة في منطقة البحيرات الكبرى بعد مجزرة رواندا عام 1994، تتخذ من العاصمة الكينية نيروبى مقراً لها.