كتب : محمد مصطفىأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني ، الى أن ثورات الربيع العربي قد كشفت النقاب عن العيوب الفجة للمحكمة الجنائية الدولية وسقطاتها حيال التعامل مع رؤساء ديكتاتوريين، والذين شنوا أبشع الحملات الدموية ضد شعوبهم، وأفلتوا من العقاب.وأوضحت الصحيفة أن الناشطة الحقوقية اليمنية توكل كرمان، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام لعام 2011، كانت قد توجهت إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للمطالبة بالتحقيق مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لشنه حملات مميتة ضد حركات المعارضة، ما أسفر عن مقتل المئات من اليمنيين وإصابة آخرين، إلا أن المحكمة أبلغتها بضرورة موافقة مجلس الأمن الدولي لإجراء مثل هذا التحقيق.وأشارت الصحيفة إلى أن موافقة مجلس الأمن الدولى لفتح تحقيق لن تحدث أبدا، بينما يعيش على عبد الله صالح الآن بحرية في العاصمة اليمنية صنعاء، ولا يزال يحظى بنفوذ يعد معقولاً، و أن العالم بأسره يشاهد حاليا دليلا واضحا وملموسا على إرتكاب مجازر دمويّة ضدّ الشعب السوري من قبل قوات بشار الأسد، ولكن المجتمع الدولي يقف مكتوفي الأيدي، وأوضحت الصحيفة أن هناك إشارات تفيد بأن الأسد سيفلت من الملاحقة الجنائية مثلما أفلت الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.وقالت الصحيفة أن السبب وراء عدم تقديمهما للمحاكمة يكمن في علاقتهما بحلفاء أقوياء، مما يؤكد ما يقوله بعض النقاد أن هناك سقطات خطيرة في هيئة المحكمة، تهدد بتقويض الإجماع الدولي الذي لا يزال هشا إزاء مبدأ تشكيل المحكمة في عام 2002، والذى يقضي بمساءلة القادة ورؤساء الدول في حال إرتكابهم جرائم ضد شعوبهم.