كتب: ايمن نجميعاني كثير من الناس من الرؤية بدرجات أقل من الطبيعية وبدرجات متفاوتة ، ويرجع هذا التفاوت لاختلاف زاويا الرؤية والتي تختلف من شخص لآخر فبعضهم يرى الأشياء التى أمامه بشكل مستقيم و البعض الاخر لا يرى بطرف عينه على اليمين أو اليسار و آخرين يرون الصورة بغباش أو على شكل بقع و هكذا.. فهؤلاء جميعا مصابون بما يطلق عليه علميا ذوى الاعاقة البصرية ضعاف البصر ، بخلاف ذلك أوضح تقرير لمنظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لمكافحة العمى أن هناك37 مليون انسان فى العالم مصاب بالعمى منهم 90% فى قارة أفريقيا والدول النامية كما ان مصر لها نصيب وافر من الاصابة بأمراض العمى وضعف البصر.كل ما سبق دفع الطالبة خلود لتكريس مشروع تخرجها بالسنة النهائية بكلية العلوم التطبيقية و الفنون بالجامعة الألمانية بالقاهرةلابتكار وسيلة تمكن هؤلاء التعلم بطريقة جديدة مختلفة تماما عن طريقة برايل المتعارف عليها والتى يستخدمها فاقدى البصر تماما ، فقد قامت بتحديد العينة التى سوف تطبق عليها خطوات بالبحث عليها وراعت ايجاد تنوع نسبي بين الحالات بتلك العينة مع وجوب تنوع الاساليب و الوسائل والادوات التى تستخدم للتطبيق فى تعليم و تأهيل هذه الفئة لذا فقد لجأت لتنفيذ مشروعها الى الاسلوب البحثى العلمى التطبيقى و تحليل النتائج وتم تنفيذ ذلك من خلال تحديد مدارس ضعاف البصر و التى يبلغ عددها 17 مرسة تقريبا فى مصر.بدأت خلود بأول خطوة فى مشروعها وهى التعرف على الطريقة التى سوف تسلكها فى التنفيذ و قامت بالدراسة الميدانية والتحليلية لكافة المعلومات والبيانات المتحصلة من خلال اللقاء المباشر مع الطلاب ضعاف البصروأسرهم .أما المرحلة الثانية فقد تضمنت لقاء بطبيب عيون تحدثت معه الباحثة بشكل علمى عن ماهى متطلبات القراءة والتعلم بالنسبة لضعاف البصر لتحديد التنوع البصرى والاختلافات الطبية للواحد عن الآخر والأستفسار على ان هل القراءة سوف تؤثر سلبا عليهم.ويضيف الدكتور احمد وهبى - الاستاذ بالكلية والمشرف العام على المشروع - قائلا أن المرحلة الثالثة بدأت من خلال الاعتماد على المعلومات التى ساقتها و جمعتها خلود ، بدءا بعرض الحروف على الحالات الدراسية بالعينة البحثية لأختيار الأنسب لهم فى عملية التنفيذ كمخرج نهائي يسهل تعاملهم معه ثم التحديد والتجميع و الفرز للعديد من الخطوط العربية والزخرفة الاسلامية و التى تتوافق مع نتائج استطلاع آرائهم فى الخطوط النهائية التى سوف تعرضها عليهم لتحديد اقربهم للتنفيذ علما بأن جميعهم يقرأون بطريقة الحرف الواحد لتكوين الكلمة و فى النهاية تم أختيار خط ( B Traffic Bold ) على ان تكون الحروف غير متداخلة و اختيار حجم الحرف 36 بونت مع اختيار لونان لسطح الصفحة و هما الاسود او الابيض، و أختار الطلاب ان يكون التشكيل النحوى على مسافة وسطية من الحرف بمعنى الا يكون قريب او بعيد منه على ان تكون الحروف المستخدمة سميكة الى حدا ما . أما بخصوص الزخارف للأطر المحيطة بالصفحات فقد حددوا أن يكون بعيدا عن الزركشة والتفاصيل الدقيقة بمعنى أن يكون بسيطا. كل هذه المعلومات كانت الخطوة الاولى لتحديد مسار بداية التصميم للمشروع.الخطوة الثالثة تمت بأدخال التعديلات المطلوبة على الخط الذى تم أختياره و نتج عنه ظهور خطوط جديدة تلائم رغبات الطلاب مثل - مساحة مريحة لرؤية حروف واضحة غير متداخلة - المساحة فيما بين الحروف و الكلمات السطور - الحروف سميكة الى حدا ما- الالوان المستخدمة.ويضيف وهبى الى انه تم تنفيذ المشروع بثلاث طرق الاولى كانت تنفيذ العمل بكتابة الحروف باللون الابيض على أرضية سوداء ، أو حروف سوداء مكتوبة على أرضية بيضاء، أما الاخيرة فتم إضافة اللون الاحمر للتشكيل النحوى وهى تخصص لضعيفى البصر الذين لا يعانون من مرض عمى الالوان.و من الجدير بالذكر انه قد تم اختيار كتاب القران الكريم للتطبيقلتنفيذ مشروعها كتاب القرآن الكريم كبداية بعد ان أجمع المشاركون من الطلاب على أختباره لان به الكثير من الكلمات الصعبة القراءة ذات التشكيلات اللغوية الكثيرة، وهكذا استطاعت خلود تنفيذ المشروع لتثبت انها اول باحثة مصرية وعربية نجحتب فى دعم ودفع هذه الفئة للتعلم.