أكد الدكتور كمال حبيب القيادي السابق بتنظيم الجهاد والباحث في شئون الحركات الإسلامية أن ظهور المهندس محمد الظواهري أمام وزارة الدفاع بصحبة بعض الملثمين الذين يرفعون الرايات السوداء لايعد مؤشرًا على ظهور العنف مرة أخرى.وأوضح حبيب في تصريحات خاصة لالنهار أن تركيز الإعلام على هذا الأمر هو عودة لما كان عليه قبل ذلك، حيث إنه اعتاد على التحذير من عنف تيارات هامشية داخل الحركة الإسلامية التي تخوض في الوقت الحالي تجربة سياسية جديدة تمثل لهم قوة اجتماعية ستنتزعهم انتزاعًا من أي ميول للعنف ليندمجوا في اللعبة السياسية السليمة والصحيحة القائمة على التنافس واحترام الآخر.وتساءل حبيب عن تسليط الضوء والتخويف من عنف الإسلاميين، وفي نفس الوقت يُغض الطرف عن العنف الاجتماعي الموجود حاليًا، والذي يمثل خطرًا حقيقيًّا على الثورة وعلى المجتمع بأكمله، مشيرًا إلى أن هذا العنف مدعوم من بقايا النظام السابق وأركان الثورة المضادة التي لاتريد للبلاد أن تتجه نحو الدولة المدنية بعيدًا عن العسكر.وشدد حبيب على أن موجة العنف الإسلامي في التسعيينيات انتهت، ولن تعود مرة أخرى، ولا داعي للتخوف منها، لأن من قاموا بها أكثر من عانوا، وأكثر من اعترفوا بأخطائهم، كما أنها تسببت في أن تكون مبررًا للديكتاتورية والاستبداد، كما أنها أفقدت الدولة الإسلامية وأفقدت الدولة المصرية شرعية تعبيرها عن المصريين، مؤكدًا على أن التغيير الذي ينشده الإسلاميون ليس التغيير الانقلابي الذي يقصي القوى الأخرى.وأشار حبيب إلى أن التركيز على ظهور الظواهري وتجاهل العنف القاسي في أحداث العباسية هو أمر غير منطقي، مشيرًا إلى أن هذه الأحداث كشفت عن شيء أخطر وهو استغلال هذه الأحداث وتوظيف شرعية الدولة المصرية لاستثارة وتأليب قطاع من المجتمع ضد الثورة، فى مواجهة قطاع آخر من المجتمع مع الثورة لتفريغها من مضمونها والقضاء عليها.