رويترزاستعدت ايران والقوى العالمية الست يوم الجمعة لاجراء محادثات تستهدف تخفيف حدة التوتر الدولي المتصاعد بشأن البرنامج النووي الايراني الذي قد يدفع الشرق الاوسط الى حرب جديدة.ووصل مسؤولون كبار من ايران والقوى الست الكبرى الى اسطنبول قبل محاولة تجري غدا السبت لاستئناف المساعي الدبلوماسية المتوقفة بعد أشهر من التوتر والتكهنات المستمرة بأن اسرائيل ربما تهاجم مواقع نووية ايرانية.وينظر الى الاجتماع على نطاق واسع على أنه فرصة للدول المشاركة وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا والمانيا وايران لوقف تدهور الوضع الدبلوماسي وبدء البحث عن سبيل للخروج من الازمة المستمرة منذ سنوات.وعبر دبلوماسيون غربيون عن تفاؤل مشوب بالحذر من أن ايران - التي تعاني من عقوبات قاسية أدت الى الحد من صادراتها النفطية الحيوية - قد تضطر في نهاية المطاف الى بحث القيود المفروضة على برنامجها النووي لتخفيف الضغوط التي تواجهها.وقال دبلوماسي لا اعتقد أنهم سيأتون اذا لم يكونوا جادين مضيفا أن اجتماعا قد يعقد الشهر القادم في بغداد التي اقترحت طهران عقد الاجتماع بها.الا أن قناة التلفزيون الايراني الناطقة بالانجليزية (برس تي في) نقلت عن مصادر قريبة من الوفد الايراني قولها ان ايران ترى عدة نقاط مشجعة في تصريحات مسؤولين امريكيين واوروبيين. ولم تدل القناة بمزيد من التفاصيل.ويتهم الغرب ايران بالسعي الى تطوير القدرة على التسلح النووي ولمحت اسرائيل الى احتمال شن غارات وقائية لمنع طهران من امتلاك هذا السلاح.وتقول ايران التي وعدت بطرح مبادرات جديدة في اسطنبول ان برنامجها النووي سلمي واستبعدت تعليقه مرارا.وقلل دبلوماسيون ومحللون من التوقعات بتحقيق انفراجة في الاجتماع لكنهم قالوا ان الاجتماع قد يمهد الطريق لمزيد من المفاوضات بهدف حل الخلاف المستمر منذ نحو عشر سنوات.وكان مسؤولون غربيون قد أوضحوا أن أولويتهم هي اقناع طهران بوقف تخصيب اليورانيوم لدرجة أعلى والذي بدأ عام 2010 . ومنذ ذلك الحين وسعت ايران نشاطها في هذا المجال مما يختصر الوقت الذي ستحتاجه لتصنيع اي أسلحة.وأظهرت ايران مرونة بشأن وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم الى درجة نقاء 20 في المئة مقارنة بمستوى خمسة في المئة المطلوب لمحطات الطاقة لكنها أشارت ايضا الى أنها غير مستعدة لهذا الامر بعد.وقال كليف كوبتشان وهو محلل متخصص في شؤون الشرق الاوسط من مجموعة أوراسيا ان المحادثات ستبدأ عملية تفاوض معقدة للغاية وستخفف الضغوط عن أسعار النفط وستخفف من احتمالات شن هجمات اسرائيلية الى حد كبير.لكنه استطرد قائلا انه من غير المرجح أن يؤدي استئناف الدبلوماسية الى حل للازمة التي كانت عاملا في ارتفاع أسعار النفط العالمية هذا العام.واذا وافقت ايران على تقليص برنامجها لتخصيب اليورانيوم فانها تتوقع على الارجح أن تكافأ بتخفيف العقوبات على سبيل المثال برفع حظر مفروض على الواردات الاوروبية من النفط الايراني من المقرر أن يبدأ في غضون أقل من ثلاثة أشهر.لكن مسؤولا غربيا رفض ذلك على ما يبدو. وقال ذلك قرار اتخذ. نتوقع أن يدخل قرار حظر النفط حيث التنفيذ في أول يوليو وستكون مفاجأة اذا أقدمت ايران على عمل شيء يستحق التحرك بشأنه.وأجرى المفاوض الايراني علي باقري نائب رئيس الوفد الايراني في المفاوضات محادثات منفصلة مع مسؤولين صينيين وروس كبار في اسطنبول وأجرت القوى الست محادثات فيما بينها لتنسيق تحركاتها. وترأس ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية الوفد الامريكي في المفاوضات.ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية الرسمية عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله انه لا يوجد الى الان دليل ملموس على أن النشاط النووي الايراني له بعد عسكري.وانتقد ريابكوف بوضوح العقوبات الامريكية التي أجبرت كثيرا من الدول الاخرى على تقليص تجارتها مع ايران في تصريحات أبرزت أن بعض الاطراف المشاركة لا توافق على عزل ايران.ونقلت الوكالة عن باقري قوله روسيا تندد بكل جوانب العقوبات الاحادية.انه منهج يتجاهل -اذا طبق- حقوقا مشروعة للدول والشركات الاخرى التي تريد أن يكون لها اتفاقيات قانونية مع الايرانيين.وستبدأ ثوم السبت المحادثات الرسمية بين جليلي وكاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي وهي الممثل الرئيسي للقوى الست في المحادثات وستجتمع اشتون مع جليلي على العشاء الليلة.ولم يتفق الجانبان حتى على جدول الاعمال في اخر اجتماع بينهما في اسطنبول في يناير كانون الثاني العام الماضي لكنهما أشارا هذه المرة في اطار الاستعداد لمحادثات السبت الى أنهما يعتزمان اعطاء الدبلوماسية فرصة حقيقية.وقال مايكل مان المتحدث باسم اشتون في رسالة بالبريد الالكتروني نتمنى أن تتمخض هذه الجولة الاولى عن مناخ يفضي الى نتائج ملموسة من خلال عملية مستمرة.وقال علي أكبر صالحي وزير الخارجية الايراني في مقال نادر في صحيفة أمريكية ان بلاده تتطلع الى أن تلتزم جميع الاطراف بحوار شامل وبأن يبذل المفاوضون جهودا حقيقية لاعادة بناء الثقة.