آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير( صدق الله العظيم) *سورة البقرة الآية رقم (284)قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي وافته المنية بجمهورية مصر العربية في الأيام القليلة الماضية ، هو ذاك الصادق الذي جاء بالبشارة والنذارة والإحسان للمسيحيين ولغيرهم أيضا من البشر ، ليحذر من الذنوب ، وليقوم بالتنبيه علي الغفلات ، والزجر علي الأعمال المهلكات .كان (يرحمه الله) الداعي لخير نؤتاه ، والشر الذي نتوقاه ، وإذا تكلم كان كلامه حقا خاليا من البهتان ، وإذا استغفر لأقدار الناس كانت مغفرته أصلها الستر لعباد الله ، وإن رأي الأحداث السواد والأهوال والأفزاع ..يؤول الأمور الي السلامة للخلاص من الشدائد ، ويؤكد علي مواقفه ضد الطائفية البغيضة ، ويحرص علي ترسيخ الوحدة الوطنية بين أبناء البلد الواحد، ويتضامن ويتفاعل مع محن الامة العربية وما يمر به العرب في بلادهم ، وكان يريد لشعوبنا العيش بأمان وإطمئنان بقرارة نفسه النقية من الدنيا ، فكان من رجال الدين النافعين المباركين العظماء الذي يسوق الله الخير والبركة إليهم بالحل والترحال .وكان يدهش الإنسان من كيفية إخلاصه وأمانته لدينه وتمكنه من النأي بديانته عن لطخ السياسة و خداعها وخياناتها ومفاسدها ومصالحها أيضا .. حتي لا يكون الدين محلا للتنازع والصراع والخلاف ، وحتي لا يعرض غيره لمؤامرات قد تضره ، وكان يدعو الي ضرورة أن يصحح الناس أوضاعهم مع الله ومع غيرهم من البشر ، وأن بيتعدوا عن إرتكاب الفظائع وإقتراف الإساءات .. حتي لا تترك أثارا سيئة لدي الآخرين.وبوسعي أن أستخلص من البابا شنودة (يرحمه الله) فائدة مهمة وهي أن الخير الذي نفعله يجب أن يكون مع أي إنسان أو كائن من كان ، وبأي مكان .. لأنه خير بحد ذاته نؤجر ونثاب عليه عند الله البارئ الخالق ، والشر يجب أن نستعد لنواجهه ونقاومه ونستنكره في كل الأوقات بصفتنا بشر ولأن مهمتنا ورسالتنا الأساسية في الأرض تكمن في تغليب الخير علي الشر .. ليعم الخير وينتشر بيننا وليتضاءل الشر ويقل وينحصر، وذلك كي يمنحنا الله الطوالع الحسنة ويجنبنا السيئة منها ، وأن العابر يحتاج الي اعتبار القرآن بمعانيه الواضحة وحكمته كما في التأويل أعلاه أن الناس المؤمنة تتشارك في الإيمان بالله وبالرسل كلهم (عليهم السلام) وبالكتب السماوية كلها أيضا .. وذلك لأنها منزلة من الله العلي القدير .ونتقدم من أشقائنا المصريين وعلي رأسهم الأخوة الأقباط بخالص العزاء في مصابهم الجلل ، داعين الله أن يغمد فقيد العروبة الجنة ويجزيه خير الجزاء ، وإنا لله وإن إليه راجعون.دينا سامي الطراح[email protected]