تمكنت الحكومة الليبية من اقناع كتائب الزنتان بتسليم سيف الإسلام (39 عاما) اليها واعلن رئيس المجلس الانتقالي عبد الجليل مصطفى ان محاكمته ستبدأ فور الانتهاء من بناء السجن. واضاف إن شاء الله سيُحاكم سيف الإسلام القذافي محاكمة عادلة.ولكن قرار السلطات محاكمة سيف الإسلام في ليبيا اثار حفيظة المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمته العام الماضي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وتدبير حملة قتل ضد المدنيين الليبيين خلال الثورة.وينص نظام المحكمة الجنائية الدولية على انه لايجوز لدولة ما أن تحاكم متهما إلا إذا تمكنت من تقديم ما يضمن محاكمته محاكمة عادلة. وتلقت المحكمة تقريرا يتهم السلطات الليبية بعدم استيفاء هذا الشرط من مجلس الدفاع العام. وقال المجلس في تقريره ان ليبيا منعت سيف الإسلام من توكيل محام أو الاتصال بأفراد عائلته. واوصى المجلس بأن تحيل المحكمة سلطات ليبيا الجديدة على مجلس الأمن الدولي لخرقها لوائح المحكمة الجنائية الدولية.وشكت منظمات حقوقية مما سمته فوضى النظام القضائي الليبي وعدم الاعلان حتى الآن عن التهم الموجهة الى سيف الإسلام. وقالت دوناتيلا روفيرا من منظمة العفو الدولية ان سيف الإسلام في حدود علمنا لم يُتهم حتى الآن ومن الواضح ان إعداد الدفاع لا يمكن ان يبدأ بجدية إلا بعد اتهامه رسميا. واضافت ان الأمر كله مشروط بعمل المحاكم والقضاء فعلا، ولا يبدو ان هذه هي الحال.وتؤكد السلطات الليبية امكانية اجراء محاكمة عادلة، وأبلغت المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي ان الدولة الليبية مستعدة وقادرة على محاكمته بموجب القانون الليبي.وقد يكون سيف الإسلام الذي يتكلم الانكليزية بطلاقة وعاش في لندن قادرا على الاجابة عن تساؤلات اثارتها وسائل اعلام فرنسية مؤخرا عن تلقي الرئيس نيكولا ساركوزي 50 مليون يورو من القذافي لتمويل حملته الانتخابية في عام 2007.وقال حارس آخر يعمل في ادارة السجن خارج المجمع المسوَّر إن سيف الإسلام لن يحتاج الى أي شيء في هذا السجن الشبيه بالقلعة، وهي قلعة تليق بملك، على حد تعبيره.لان يضم ظروف السجن مسجدا خاصا وطاهيا شخصيا وجهاز تلفزيون يستلم قنوات فضائية وعناية طبية على مدار الساعة. واثار هذا الترف ردود افعال متباينة من الحراس. ونقلت صحيفة الاوبزرفر عن حارس يرتدي كنزة سوداء ويحمل كلاشنكوف على كتفه القول، إذا جاء اوباما أو ساركوزي أو كاميرون سيكونون سعداء بالاقامة هنا. واضاف انه ليس سجنا بل منتجع للاستجمام.وفي الداخل تتوفر مرافق ومنشآت تتيح لسيف الإسلام ان يلعب كرة القدم الخماسية وكرة السلة، ولكن لا يُعرف مع من سيلعبهما. وهناك حتى لمسة من الفكاهة السوداء في المجمع حيث طبع احد العمال المكلفين بطلاء الجدران أثر يد بالدهان الأبيض على باب الزنزانة.