شدد سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى على أن بلاده تساند القضية الفلسطينية ، مؤكداً ضرورة تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وتعزيز المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية ، والعربية- الاسرائيلية بشكل عام بما يحقق الثقة المتبادلة بين الجانبين وينعكس ايجابيا على مسار عملية السلام .وأوضح انه على جميع الاطراف ان تأخذ في الاعتبار مصالح الأمن الاسرائيلي ، لافتا الى انه خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاحظ اهتماما بهذا الجانب بحيث يأخذ الفلسطينيون في الاعتبار مصلحة اسرائيل ولابد ان تقابل هذه الارادة بارادة اخرى من الجانب الاسرائيلي .وأشار الى أن اتصالات روسيا بحركة المقاومة الاسلامية حماس تهدف بشكل اساسي الى العمل على تجاوز الاحتقان الداخلي الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية على أساس الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ووفق المبادرة العربية للسلام .وقال وزير خارجية روسيا في مؤتمر مشترك مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة اليوم عقب جلسة مباحثات بينهما تناولت مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ومجالات التعاون العربي الروسي : اننا في روسيا نتفق مع اللجنة الرباعية في ضرورة البناء على مبادرة السلام العربية واننا بدأنا الاتصال بحركة حماس بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية التي اعترف بها المجتمع الدولي كانتخابات نزيهة وشفافة صوت لها المواطنون ، ونحن غير راضين عن الاعمال التي حدثت في عام 2007 وأدت لوضع لايزال قائما في قطاع غزة ،وأولها وجود جهات لم تعترف بنتائج الانتخابات في غزة ،وكذلك من رفضوا اتفاق مكة الذي تم بين الفصائل الفلسطينية برعاية سعودية .واضاف اننا لسنا الوحيدين الذين نلتقي بحركة حماس ، بل نلتقيهم علانية برغم من يعتبرونهم منظمة ارهابية لكننا نقوم بالمشاورات معهم بصورة علانية بينما هناك اطراف اخرى تتعامل معهم سراً. واشار الى أن بلاده تؤيد قرار الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بضرورة اجراء تحقيق حول ما ارتكبته اسرائيل من جرائم بحق قافلة اسطول الحرية التي كانت متجهة الى قطاع غزة المحاصر .واشار الى أن مجلس الأمن الدولي دعا لاجراء تحقيق عاجل حول هذا الحادث يتفق مع المعايير الدولية واسرائيل ستقوم بتحقيقها في هذا المجال وكذلك تركيا واعتقد أن وجود تحقيقين تركي وآخر اسرائيلي ستكون مفيدة للغاية .واشار وزير الخارجية الروسي الى ضرورة الاسراع بتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية واعادة الأمل في تفعيل اتفاقية 2005 الخاصة بترتيبات فتح معبر رفح ، مضيفا ان الاطراف المعنية يمكن أن تتفق حول الآليات المطلوبة لمنع تهريب الاسلحة والمواد المحظورة للقطاع.وحول رؤية روسيا لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووي اشار الى انه على الرغم من قرار مؤتمر مراجعة معاهدة الانتشار النووي عام 1995 باقامة منطقة شرق اوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل ووسائل نقلها الا انه لم يحدث أي تقدم في هذا الموضوع حتى الوقت الراهن .وأضاف أن مؤتمر المراجعة لمعاهدة منع الانتشار النووي في شهر مايو الماضي قد اتخذ عددا من الاجراءات واعتمدها في هذا الشأن ونأمل أن يتم تنفيذ هذه القرارات خلال عامين أو ثلاثة وأن يعقد مؤتمر عام 2012 الخاص باخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل .كما اشار الى حرص بلاده على تعزيز مجالات التعاون مع الدول العربية و تنمية التطور الحادث في هذا المجال موضحا انه تم خلال العام الماضي توقيع اتفاقية انشاء المنتدى العربي الروسي وتم خلال مباحثات اليوم مع السيد عمرو موسى الاتفاق على عقد الدورة الاولى للمنتدى نهاية العام الجاري او بداية العام المقبل ، كما تم الاتفاق على ربط عمل المنتدى مع مجلس الاعمال العربي الروسي من أجل تطوير التعاون الثنائي.وأكد على توافق الرؤى بين الجامعة العربية وروسيا فيما يتعلق بدفع المفاوضات المباشرة حول كافة المسائل المتعلقة بالوضع النهائي والتوصل الى حلول جذرية للقضية الفلسطينية وتحقيق المصالحة الوطنية وفقا لوثيقة المصالحة المصرية بدون تدخل من أحد في مسار المناقشات .من جانبه رحب عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية بوزير الخارجية الروسي لافتا الى أن روسيا تلعب دورا فاعلا ورئيسيا على الساحة الدولية ومنطقة الشرق الأوسط وفي النزاع العربي الاسرائيلي .وفيما يتعلق بالملف النووي أيضا .وقال أن المحادثات اليوم دارت حول جولة لافروف في منطقة الشرق الأوسط والموضوعات المختلفة المتعلقة بها ، كما تم بحث الخطوات الممكن اتخاذها في ضوء الوضع السلبي الواضح في مسعى المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي .وفيما يتعلق بتقييمه لحادث العدوان الاسرائيلي على قافلة اسطول الحرية ومدى رؤيته لقرار تشكيل لجنة تحقيق حول الحادث وامكانية نظر مجلس الأمن الدولي في هذا الاعتداء قال موسى: ان ما حدث ضد المدنيين وسفن الاغاثة الانسانية وغيرها هو خرق صارخ للقانون الدولي ،وتم في المياه الدولية ، ولايجب أن ينتهي هذا الموضوع عند هذا الحد ولابد من اجراء تحقيق دولي وفقا لما دعا اليه الامين العام للامم المتحدة .واشار موسى الى ان ما يحدث يعد تحديا للقوى الدولية وبالتالي يبرز التساؤل حول هل هناك سلطة وقوى دولية أصبح لها مصداقية في كثير من الكلام؟ ولماذا يتم الحديث عن حقوق الانسان دون وجود مساعي سلام حقيقية .