شدد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري ورئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا على أن الازمة السورية تمثل اختباراً حقيقياً لجدوى العمل العربي المشترك.وقال في افتتاح الاجتماع الوزاري العربي ان اجتماع مجلس الجامعة في دورته غير العادية المستأنفة بشأن الوضع في سوريا يعقد في ظل تحديات كبيرة تطرحها على الجامعة العربية تعقيدات الأزمة السورية .. مبينا أن هذه الازمة حتمت على الجامعة إرسال بعثة من المراقبين العرب لمتابعة مدى التزام سوريا بتنفيذ جميع قرارات مجلس الجامعة ، وخاصة بنود البروتوكول التي وقعت عليها سوريا والجامعة العربية .وأشار إلى ان الجامعة العربية بذلت جهدا كبيرا من أجل إقناع سوريا بتغيير سياساتها التي أدخلت البلاد في هذه الأزمة .. وقال وكان آخر ما تم التوصل إليه هو إرسال بعثة مراقبين إلى سوريا ، وقد وجهت الجامعة العربية الدعوة أكثر من مرة للمسؤولين السوريين باستغلال الفرصة السانحة للدخول في حوار وطني شامل، يجنب البلاد المزيد من الانزلاق إلى حالة الفوضى والاقتتال . ونوه معاليه بان المبادرة العربية انطلقت من الحرص على وحدة سوريا ، واستقرارها ،بصفتها عضواً مهماً في الأسرة العربية .. معتبرا أن عقد إجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في هذا الوقت بالذات، إنما يبرز الأهمية القصوى لهذه الحقيقة، ويؤكد الحرص الخاص الذي يوليه الجميع لموضوع هذه الأزمة، التي تمثل اختباراً حقيقياً لجدوى العمل العربي المشترك.ولفت الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى ان الهدف من بعثة المراقبين لم يقصد به إعطاء أي طرف من أطراف الأزمة السورية فرصة لكسب الوقت، وإنما كان بغرض وقف العنف والقتل وحقن الدماء. ونبه الى ان الواقع يقول إن نزيف الدم لم يتوقف، وآلة القتل ما تزال تعمل، والعنف يستشري في كل مكان ، فيما تسعى الجامعة إلى إيجاد أفضل السبل لمعالجة ما يمكن معالجته قبل فوات الأوان، والاستعداد الأمثل لمواجهة التداعيات السلبية لتطورات هذه الأزمة المتفاقمة.وحول متطلبات المرحلة الراهنة قال أن المطلوب الآن هو إجراء مراجعة شاملة لعمل هذه البعثة ، والنظر فيما توصلت إليه من نتائج، وما إذا كانت هذه النتائج مقنعة لجعلها تستمر على حالها هذا، أم أن ضرورات الواقع تستدعي خيارات أخرى ، ومن ضمنها الخيار الذي طرحه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطروأضاف : ان هذا الخيار يدعو إلى إرسال قوات حفظ سلام عربية إلى سوريا ، وذلك لوقف دائرة العنف من جانب الحكومة ، والعنف المضاد من جانب المعارضة الذي جاء كرد فعل للدفاع عن النفس ، بعد عدة أشهر من أعمال العنف المسلح من جانب الحكومة ، لكي يتسنى بعد ذلك تنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمةواستطرد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني :ومن الخيارات الأخرى، الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي ، لعرض قرارات الجامعة العربية التي اُتخذَت بشأن الوضع في سوريا على هذه المنظمة الدولية ، لمشاركتنا الجهد في إنهاء هذه الأزمة ولإعطاء تلك القرارات الزخم و الدعم الدوليين .وأشار إلى ما جاء في كلمته أمام الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس الجامعة في السادس عشر من أكتوبر 2011 إن استمرار الوضع على ما هو عليه في سوريا دون حل يحملنا مسؤولية تاريخية أمام الشعب السوري والأمة العربية الأمر الذي يحتم أن يكون لجامعتنا الموقرة موقف واضح وصريح من هذا الوضع ،وأن يساهم في إيجاد حل سريع يرتضيه الشعب السوري ، وبدون ذلك فإن مكانة الجامعة ومصداقيتها لدى الأمة العربية ستكون على المحك. وفي ختام كلمته أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن إحالته تقرير فريق المراقبين العرب الى وزراء الخارجية العرب ، والذي يحتوي على جملة مشاهداتهم وملاحظاتهم في الفترة الماضية، وذلك لاتخاذ ما يرونه مناسباً من إجراءات ، آملا أن تسهم هذه الاجراءات في إنهاء الأزمة، ووضع حد للتوتر القائم، والعنف المفرط، وسفك الدماء.