قرارات جمهورية بتعيين عمداء لكليتي الطفولة المبكرة والصيدلة والمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة    وزير الري: إثيوبيا خصمت من مياه مصر والسودان.. ولولا إجراءات الدولة لوصل الضرر للمواطن    وليد قطب يكتب: أعلى جاهزية لحماية مصر    بعد أن سجل أعلى قيمة.. كم أسعار الذهب اليوم الأحد 28-9-2025 في الصاغة؟    حملات موسعة لفتح الشوارع والأسواق لتسهيل حركة المواطنين والسائحين في أسوان    وزيرا الاتصالات والعدل يطلقان عددا من المشروعات الرقمية.. صور    «خط ساخن لتلقي الشكاوى».. محافظ الإسكندرية يوجه برفع المخلفات من محيط المدارس (صور)    نائب وزير الصحة يترأس اجتماعًا حول الملف الوطني طول العمر الصحي    رسميا.. أول رد من إيران على إعادة تفعيل آلية «سناب باك»    عائلات المحتجزين: احتلال مدينة غزة يعرض حياة أبناءنا للخطر ويجب وقفه    لاريجاني: لا أحد يستطيع إزالة برنامج إيران النووي    وزير الخارجية: يوجد إجماع عربي وإسلامي على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية| خاص    سوريا: الهجمات الإسرائيلية جعلت التطبيع "صعبًا"    أحمد مزهود يحصد جائزة رجل مباراة مودرن سبورت وفاركو في دوري نايل    عشاء تحفيزي يجمع عمر جابر وعبد الله السعيد بلاعبي الزمالك قبل القمة    الحماية المدنية تنزل جثمان شخص ثقيل الوزن بمدينة نصر    بعد تداول فيديو.. «الداخلية»: ضبط سائق تحرش بسيدة وحاول دهسها بسيارته في أكتوبر    استخراج 8543 بطاقة رقم قومي في قوافل الأحوال المدنية ب10 محافظات    قصور الثقافة تطلق مهرجان مسرح الهواة في دورته ال21 وتكرم عددا من المبدعين    في ذكرى ميلاده.. علاء ولي الدين «الناظر» الذي رحل في صمت يوم العيد    انطلاق فعاليات الملتقى الثالث والعشرين لشباب «أهل مصر» بالفيوم    أحمد السقا يوجه رسالة لجمهوره: "اللهم لك ألف حمد وشكر"    زواج وعلاقات.. شريكك برج الجوزاء «خد بالك» من هذه الصفات    «جيلنا» يكرّم «هنا» و«هدى»    «كزبرة» يعود بين دراما رمضان والسينما في 2026    «النهارده كام ربيع الآخر؟».. التاريخ الهجري اليوم وأول يوم رمضان 2026    دار الإفتاء تواصل جهودها لمواجهة «العنف المدرسي» عبر مجالس دعوية وإفتائية (صور)    تعرف على مواقيت الصلاة غدًا 29/9/2025 في الإسكندرية    تمهيدًا للمرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل.. «الصحة» تطلق حملة تقييم ميداني بالمنيا    القسام تكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال السنوار.. وتنشر فيديو يظهر فيه    عبد الحميد حسن: رحيلي عن قناة الأهلي بسبب احتفالي بعيد ميلاد الخطيب    قرار عاجل من المترو قبل ساعات من مباراة الأهلي والزمالك (التفاصيل)    تعرف على مواقيت الصلاة غدا الاثنين 29سبتمبر2025 في المنيا    غدا.. صالون ثقافي بعنوان من الفكرة للإبداع بدار الأوبرا المصرية    وزارة الصحة ل الشروق: مزايدة لتأجير العيادات الخارجية في 3 مستشفيات حكومية    صحة شمال سيناء تفعل بروتوكول الجراحات الكبرى للأسنان مع جامعة سيناء بمستشفى العريش العام    وكيل تعليم الفيوم: نظام البكالوريا يهدف لبناء طالب مفكر ومبدع    صندوق تطوير التعليم: 3 أشهر مدة البرنامج المكثف لتأهيل الطلاب لسوق العمل الدولي    خالد الجندي: في حاجة اسمها تشجيع الفاحشة بالقلب    مودريتش يقود تشكيل ميلان أمام نابولي في الدوري الإيطالي    تأجيل محاكمة 7 متهمين بخلية العملة    التحقيق مع عاطلين في مطاردة توكتوك طريق الواحات بعد نشرها ب"اليوم السابع"    محافظ الدقهلية ورئيسة القومي للمرأة يشهدان انطلاق "معًا بالوعي نحميها"    طائرة كويتية تصل العريش محملة بمساعدات غذائية جديدة لغزة    تحصين الثروة الحيوانية ضد مرض الحمى القلاعية بالإسماعيلية    موريتو: تشافي يدخل دائرة المرشحين لقيادة اتحاد جدة    قائمة بيراميدز في رحلة رواندا    قطاع التدريب بوزارة الداخلية يحتفل بتخريج الدفعة ال 15 من الجنود الجدد والخفراء النظاميين    ضبط عاطل تحرش بسيدة وحاول دهسها بأكتوبر    جنايات المنيا تحيل اورق عامل في المنيا لمفتي الجمهورية    ممثل جامعة الدول العربية يدعو لتوحيد الجهود لمواجهة مقاومة المضادات الحيوية    خلال اجتماعه بمحافظ البنك المركزى لمتابعة المُستجدات الخاصة بتحسن العديد من المؤشرات.. الرئيس السيسى يوجه بمواصلة تدبير الاحتياجات الدولارية لتوفير مستلزمات الإنتاج وتعزيز مخزون استراتيجى من السلع المختلفة    ضبط 3 أشخاص لقيامهم ببيع خطوط هواتف محمولة مُفعلة ببيانات آخرين بالموسكي    الحكومة: 7898 شكوى من ذوي الهمم تلقتها المنظومة خلال 3 أشهر    «الصحة»: انطلاق التقييم الميداني بالمنيا استعدادًا لتطبيق منظومة التأمين الشامل    الاتحاد الأوروبي: العقوبات على إيران لا تعني نهاية المسار الدبلوماسي النووي    مجموعة مصر - تشيلي تخطف انتصارا مثيرا أمام نيوزلندا في الدقيقة 97 بكأس العالم للشباب    "مش من حقهم".. محسن صالح يقتح النار على لاعبي الأهلي بشأن زيادة عقودهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المناوي يكشف عن أسرار تنشر للمرة الأولى عن تنحي مبارك
نشر في النهار يوم 19 - 01 - 2012


لا يزال صندوق أسرار وكواليس ''تنحي مبارك''.. في 11 فبراير من العام الماضي مليئ بالقصص المثيرة.. والحكايات التي لا يعرف عنها أحد شيئ حتى الآن.. فعلى مدار 18 يومًا هي عمر ثورة 25 يناير المجيدة..كانت هناك مفاوضات واجتماعات وأمال وطموح وانتظار حدوث معجزات حتى انتهى الحلم في 38 ثانية فقط.. هي عمر خطاب التنحي الذي ألقاه عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق.عبد اللطيف المناوي.. ينطقوفي أول شهادة لأحد المقربين من الأحداث بشكل كبير.. كتب عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار أثناء الثورة، شهادته، والتي كشف فيها عن العديد من الأسرار، منها أن زوجة الرئيس السابق سوزان مبارك، والتي تثار الكثير من الاسئلة حول تدخلها بشؤون الحكم، كانت وراء تأخير إعلان رحيله عن السلطة وسفره في طائرة خاصة مع أولاده الى المنفى الداخلي في شرم الشيخ، الذي اختاره بنفسه، رافضا اللجوء إلى الخارج؛ حيث نقل الى مستشفى ليقبع في غرفة صغيرة فيها - وذلك حسبما جاء في تقرير لصحيفة القدس العربي -.ووصف المناوي الساعات الأخيرة في حكم مبارك قبل الرحيل القسري، بأنها كانت فوضوية في كل شيء، وعانت الحكومة كلها من الشلل التام والتخبط، وانه - المناوي - أصيب بالتوتر وعدم اليقين ولم يكن يعرف على من يرد، على وريث الرئيس المحتمل جمال، أم على الجيش أم على انس الفقي، وزير الاعلام القوي.سيدة القصر تصرخ خلاص .. خلاصمن كان يتصور أن يحدث ذلك، ففي شهادته التي نقلتها القدس العربي يقول عبد اللطيف المناوي، أن الذي لعب دورا في دفع مبارك الى الاستقالة حالة سوزان الجنونية، والتي رفضت مغادرة فيلتها في القصر وحملها الحراس حملا بعد أن قفزت من الطائرة التي كانت ستغادر لشرم الشيخ، ووجدها الحرس ساجدة على الارض تبكي بصورة جنونية وحولها الصناديق وذكريات ثلاثين عاما من الإقامة في القصر، واضطر الحرس لحملها وهي تجهش بمرارة، وقد بللت دموعها كتفيها وملابسها وهي تحمل بعض الاشياء التي لم تكن قادرة على تركها.ويستكمل الكاتب ظلت سوزان طوال الازمة تنوح في القصر الفارغ، وهي تقول خلاص خلاص وتناشد الحراس البقاء وحماية فيلتها، حيث كانت تخشى من دخول المتظاهرين للمكان. وكان موقف سوزان مبارك التي ظلت إلى جانب زوجها طوال الازمة سببا في ابقاء المصريين والعالم في حالة ترقب لاعلان مبارك عن رحيله؛ حيث يقول الكاتب ان احدا من الخارج لم يعرف ما حدث في الساعات الاخيرة لكن سوزان ظلت تبكي وتنوح في القصر الفارغ. فيما ظل المناوي ينتظر في مكتبه كي يصدر له الامر ببث الشريط المسجل الذي يعلن فيه مبارك تنحيه عن السلطة.الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان.. ظهر صدفةوأورد المناوي في كتابه الرواية الحقيقية لظهور شخص متجهم في الصورة وراء اللواء عمر سليمان، بأنه ظهر في الكادر خطأ، ولم يكن مقصودًا ظهوره بالمرة، واشتهر الرجل الذي يعمل مديرا لمكتب عمر سليمان وهو برتبة عقيد، في مواقع التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة.ويرسم المناوي مشهدا فوضويا للساعات الاخيرة، حيث قرر مبارك ان يقوم نائبه عمر سليمان بقراءة البيان القصير، الذي لم تتجاوز مدته 37 ثانية، وهو ما وافق عليه قائد الجيش المشير طنطاوي، ولان الوقت كان ضيقا لذهاب سليمان إلى استديو التلفزيون فقد تم وضع كاميرا في الممر خارج مكتبه.ويكشف المناوي ان الرجل الغامض الذي كان يقف وراء سليمان، واعتقد الجميع انه من صناع السياسة لم يكن إلا مساعده ودخل الى الصورة بالخطأ، معلقا ان حظ الرجل كان سيئا فقد كان في المكان والوقت الخطأ.حاشية مبارك.. والفرصة الأخيرةويصف الكاتب كيف اصيبت حاشية مبارك بالشلل التام، وظل خلال فترة تصاعد الازمة يتلقى اوامر متناقضة من كل الاطراف وكلهم كانوا يطالبون ببث بيانات لا صلة لها بحالة الحكومة التي كانت تتداعى ولا صلة لها بالوضع في ميدان التحرير.ويتحدث المناوي عن الوضع الساخر داخل القيادة المصرية في حينه، حيث ايقن ان مبارك لم يعد امامه اي فرصة للبقاء في السلطة، ومن هنا اقنع احد قادة الاستخبارات الكبار كي يتحدث مع وزير إعلام مبارك القوي انس الفقي، الذي كان يعامله مبارك كإبنه الثالث، وينقل لمبارك وعائلته صورة عن الوضع في الشارع.العائلة الرئاسية.. تنتظر معجزة إلهيةعائلة مبارك كانت تنتظر معجزة؛ هكذا قال مسؤول أمني للمناوي في مكالمة هاتفية؛ حيث قال المسؤول الامني ان كان الله ذكر مصر خمس مرات في القرآن ولم يذكر مكة الا مرتين، وعليه فان الله قادر على حمايتها ويعلق المناوي رجل كهذا وفي قمة القيادة يخبرني انهم ينتظرون معجزة فيما لم يكن الوقت بالتأكيد وقت معجزات.بعدها ذهب المناوي إلى الفقي وشرح له الوضع الحرج، واكد على ظهور مبارك في ذلك اليوم في التلفزيون وبدأ باعداد الخطاب الذي يجب على الرئيس ان يلقيه، استمع الفقي لكلامه واخذ بعض الملاحظات واتصل بجمال شارحا له الوضع، وأصر المناوي على أن يلقي مبارك خطابه في الساعة الرابعة من ذلك اليوم. ولكن تلقيه امرا من الجيش البيان رقم واحد كان إشارة الى ان الجيش بدأ يمارس ضغوطا على مبارك.الخطاب الأخير.. القشة التي قصمت ظهر البعيرويصف أخر خطاب لمبارك وهو الذي انتظره الشعب بأنه اسوأ خطاب وتميز بالغطرسة كان كارثة، مشيرا الى ان جمال ربما قام بتعديل الخطاب وشطب كل ما له علاقة باستقالة والده، في مقامرة أخيرة للوريث المحتمل. ويبدو ان جمال قام بتعديل خطاب والده وشطب كل الإشارات عن استقالته، حيث كانت هذه المقامرة أخر تدخل فج لجمال ومشروع توريثه السلطة.ومع تزايد التظاهرات بعد الخطاب، طلب الجيش من المناوي ان يعمم خبرا عن التحضير لذهاب مبارك الى شرم الشيخ. ويشير الى ان سليمان سأل مبارك قبل ان يركب المروحية إن كان يريد الخروج من البلاد، فرد مبارك لا، لم ارتكب خطأ اريد ان اعيش في هذا البلد وسأظل فيه بقية حياتي.وعندما وصل مبارك الى شرم الشيخ اتصل بطنطاوي واخبره انه الان في موقع القيادة. في القاهرة يقول المناوي انه بعد ترقب وصل الناطق الرسمي باسم الجيش ومعه خطاب الاستقالة. ويصف الجو العاطفي في المبنى وكيف ان العاملين كانوا يبكون خائفين وفرحين، فقد زال عن ظهورهم حمل ثقيل، وبخطاب لم يتجاوز 37 دقيقة انتهى كل شيء ومعه عهد مبارك.مبارك بعد التنحي يتابع كرة القدمفيما ذكرت مصادر لصحيفة التايمز ان مبارك عندما وصل للمستشفى المجهز بأحدث الاجهزة اصيب بحالة من الاكتئاب، وظل يتجنب الاخبار ويتابع مباريات القدم، عوضا عن ذلك، وكان ضعيفا وفي مرحلة معينة عانى من ازمة قلبية خفيفة.حالة مبارك الصحية كانت ضعيفة في الاصل، حيث كان يتعافى من عملية ازالة ورم من امعائه، ورفض مبارك تناول الطعام، وظل في غرفته الصغيرة. وفي احدى المرات دخلت عليه واحدة من زوجتي ابنيه ووجدته مغمى عليه والدموع تملأ عينيه، وعندما احضروا الطبيب تحدث معه لنصف ساعة وذكره بتاريخه العسكري المجيد، وتدريجيا استجاب المريض، حيث اكد انه اول رئيس مصري قبل ان يتنازل عن السلطة. وقال طلبوا مني التنحي فتنحيت.في النهاية..لن تتوقف الأسرار والحكايات.. عن مغادرة مبارك للقصر، وعن كواليس الثورة التي لم تُعرف كلها حتى الآن، فالجميع في انتظار كتابات لشخصيات بعينها عاشت الحدث بتفاصيله، منهم من يقبع في سجن طرة الآن، ومنهم من هو خارج طرة، ولكنه يخشى التحدث.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.