لا أحد يستطيع إنكار أهمية الغذاء في اكساب الجسم القوة و المناعة، ولكن أحيانا ما يكون الغذاء مصدرا للتفاعلات بينه وبين بعض الأدوية مما ينتج عنه قصورا في فاعلية الدواء، أو زيادة درجة سمته، وفي دراسة أعدتها الدكتورة أماني شفيق عواد حذرت فيها من تناول بعض الأطعمه مع بعض الأدوية .تشير الدراسة لوجود بعض الأدوية التي يتأثر امتصاصها بوجود الغذاء الدسم والمحتوي على نسبة عالية من الدهون، فقد يساعد الغذاء الدسم على امتصاص عقار الجريزيوفيولين ( المضاد للفطريات ) مما يزيد من تركيزه بالدم بنسبة كبيرة قد تؤدي للتسمم.كما أشارت الدراسة أن بعض الأغذية كالجبن الشيدر، الموز، الرنجة، خلاصة البيرة، الكبد، الزبادي، المكسرات، وبعض الأغذية الغنية بالبروتينات، قد تسبب الصداع وارتفاع ضغط الدم إذا تم تناولها مع بعض العقاقير المضادة للاكتئاب من المجموعة المثبطة لانزيم أحادي امينو اوكسيداز مثل البارجلين و الفينيليزين و لقد ذكر أن هذه التفاعلات نتيجة احتواء هذه الأطعمة على مادة التيرامين .ولقد وجدت د. أماني في دراستها أن المشروبات المنبهة مثل الشاي والقهوة تحتوي على مواد عفصية تتفاعل مع أملاح الحديدوز الموجودة إما في الطعام أو التي تؤخذ على هيئة أقراص كالأدوية المقوية، مما ينتج عنه قصور في امتصاص الحديد ويعتبر هذا أحد أسباب الأنيميا , كما أن إضافة قليل من الحليب إلى الشاي أو القهوة يبطل مفعول تلك الموادالعفصية وذلك لتفاعلها مع بروتين الكازين الموجود بالحليب, كما أن الكافيين الموجود بالشاي أو القهوة تمنع التأثير المضاد للقلق إذا أخذت مع الأدوية المنومة التي تحتوي على مادة بنزوديازابين .كما ذكرت في الدراسة أن الحليب و منتجاته مثل الجبن و الزبادي و الأيس كريم تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم الذي يتفاعل مع بعض المضادات الحيوية مثل مجموعة التتراسيكلين ، مكونا مركبات معقدة شحيحة الامتصاص فتقل الفاعلية العلاجية لهذه المضادات لذلك يجب تناول الحليب و منتجاته بعد أو قبل الدواء بساعة للكبار و الصغار .بالإضافة إلى أن هناك تفاعل بين الأسماك مع دواء ايزونيازيد، والذي يستخدم لتثبيط الهستامين وبشكل عام فإن الأسماك تحتوي على نسبة عالية من الهستامين لذا فإن أكلها مع هذا الدواء يلغي فاعليته .