اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية أن واشنطن لمتنسحب فعليا مع العراق رغم سحب قواتها العسكرية بالكامل من هناك ، وأنها استبدلتوجودها العسكري بدور سياسي ماتزال تمارسه .وقالت الصحيفة فى تقرير اوردته اليوم على موقعها الالكترونى أن افضل ما يمكنان يوصف به موقف أمريكا من العراق وسط أجواء الفوضى المتصاعدة حاليا في نهايةالعام الحالي 2011 هو أن الولاياتالمتحدة تحولت من محتل عسكري الى وسيط بينالفصائل السياسية العراقية المتناحرة ، وهو وإن كان دورا أقل تكلفة إلا أنه مازاليشكل مغامرة مخيبة للآمال .ورأت الصحيفة أن عودة الجنرال رايموند أوديرنو القائد السابق للقوات الأمريكيةفي العراق إلى بغداد مؤخرا واجتماعه برئيس الوزراء نوري المالكي وخصومه ، بادرةعلى هذا التحول من الوجود العسكري المباشر إلى دور المفاوض وأيضا إشارة لاستمرارالدور السياسي لواشنطن في العراق .وأشارت الواشنطن بوست إلى أن حالة الصراع السياسي المحتدم بلغ الذورة الاسبوعالماضى بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق بإصدار حكومة رئيس الوزراء المالكيأمر اعتقال ضد نائبه طارق الهاشمي الذي ينتمي لطائفة السنة بتهمة التآمر لاغتيالوزراء شيعة في حكومته مما أضطر الهاشمي للفرار إلى إقليم كردستان الذي تقطنهأغلبية كردية .ولفتت الصحيفة إلى أن التعاون الأمريكي مع نوري المالكي مستمر منذ إدارةالرئيس السابق بوش الإبن ، وأن قيام أمريكا بتسليم بغداد السجين على موسى دقدوقوهو مواطن لبناني مدعوم إيرانيا اتهمته واشنطن بالتورط في حادث قتل 5 جنود أمريكيين في عام 2007 بمقتضى الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الجانبين ، دليل آخرعلى دعم واشنطن لحكومة المالكي.واختتمت الواشنطن بوست تقريرها بنقل تعليق أوديرنو على مهمته في العراق الذي قالفيه أنه نصح جميع الأطراف التي التقى بها في بغداد بضرورة التهدئة ، وقوله .. لقد تعلمت ألا أبلغ في تقدير ما يجرى في العراق على المسرح السياسي ، فهم يبدونأنهم قادرون على معالجة مشاكلهم ، وعلينا أن نراقب الموقف عن كثب وأن يتسم ردفعلنا بالحرص الشديد طالما كان الأمر يتعلق بالعراق .