رسالة اسطنبول: أسامة شرشر وهالة شيحةأكدسعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، أهمية تعميق العلاقات العربية - التركية وتطويرها خاصة في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط على كافة الأصعدة، لافتا في هذا الصدد الى ما عانته المنطقة طويلا امنيا وسياسيا بسبب الغطرسة والاجرام والهمجية الاسرائيلية والتي يقابلها رغبة عربية واسلامية وفق مؤتمر مدريد للسلام والمبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت في عام 2002 .وأشار الى أهمية انعقاد المنتدى العربي التركي من اجل المزيد من التنسيق السياسي وزيادة اطر التفاهم بين العرب وتركيا داعيا الى توظيف جميع الامكانيات السياسية والاقتصادية لوحدة الموقف العربي والتركي من أجل احقاق الحق الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وحماية لبنان من المغامرات والغطرسة الاسرائيلية ودعم استقراره الداخلي .واشار الحريري الى انه رغم تداعيات الازمة الاقتصادية على لبنان الا انه لن ينجر مع اراء التقوقع والانغلاق الاقتصادي التي من شأنها تفويتت فرص العمل والتنمية .وشدد الحريري على أن الدول العربية بما تتمتع به من موارد وامكانيات وبالتعاون مع الجانب التركي يمكن أن تؤسس لشراكة حقيقية وتكامل مع الجانب التركي يمكن أن يؤتي ثماره بشكل فاعل على المدى المتوسط .واشار الى تعاون بلاده مع تركيا في كافة المجالات الاقتصادية مشيدا بدعم تركيا للبنان وتوقيع مذكرات تفاهم في هذا الاطار لالغاء تأشيرات السفر بين البلدين ، بالاضافة الى مشاركة تركيا في قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني .واعرب الحريري عن تطلعه لزيارة رئيس الوزراء اللبناني رجب طيب اردوغان للبنان خلال شهر يوليو المقبل لبحث سبل تفعيل الشراكة بين البلدين بحيث تصبح واقعا ملموسا مع اشراك القطاع الخاص ، وتعظيم التبادل الاستثماري .وشدد على ان لبنان الآن ينعم بالاستقرار في ظل حكومة وحدة وطنية لتعزيز دور لبنان والعمل على التركيز على النهوض بالبنية التحتية وحل المشكلات في القطاعات التنموية ، واحتواء الدين العام للناتج المحلي وتحقيق النمو المتوازن لتحسين مستوى المعيشة خاصة لدى الطبقات الفقيرة والمتوسطة وخلق فرص عمل للحد من الهجرة.واشار الى وجود فرص للتعاون اللبناني التركي في المشروعات التنموية نأمل أن تنعكس على التكامل الاقتصادي العربي التركي بشكل عام لتحقيق الازدهار في المنطقة.من جهته أكد احمد داوود اوغلو وزير خارجية تركيا ان المنتدى العربى التركى الذى عقد العام الماضى قررنا قرارا استراتيجيا بان هذه المنتديات لن تكون للحديث فقط فى القضايا الاقتصادية وانما ستكون لمناقشة القضايا المشتركة على الصعيد السياسى والثقافى بالاضافة الى الصعيد الاقتصادى ، مشيرا الى انه تم الغاء كافة النشاطات الثقافية احتراما لشهداء اسطول الحرية الذين اغتالتهم قوات الاحتلال الاسرائيلية فى المياه الدولية اثناء طريقهم لتقديم مواد الاغاثة الى قطاع غزة .واضاف ان السياسة الخارجية التركية تستهدف تحويل المنطقة الى حوض مشترك ، مشيرا الى ان القمة العربية الاخيرة التى عقدت فى مدينة سرت الليبية التى اعلن فيها عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية عن مبادرته بشأن اقامة منطقة الجوار العربى قد لاقت ترحيبا كبيرا لدى تركيا وقمنا بتأييد هذه المبادرة ودعمها .وشدد على ضرورة تحويل المنطقة الى منطقة امنة مشددا على انه بدون تحرير فلسطين لن يتم تحقيق الامن الحقيقى في المنطقة .وشدد على ان تركيا لن تقبل بان تكون تحت قيد شرط وانها تسعى الى تحقيق التكامل مع الدول العربية وصولا الى تحقيق الليبرالية الاقتصادية الواسعة حتى يمكن ان تصل البضائع وحركة التجارة من المغرب الى المشرق دون اى عراقيل ، معربا عن امله فى ان ينتشر المفهوم العربى التركى ويكتسب بنية دائمة مع الجامعة العربية ودول مجلس التعاون الخليجى وتطوير الخطط الاستراتيجية ، مشيرا الى ان تركيا الغت التأشيرات مع كل من سوريا والاردن ولبنان وترغب فى تطبيق نظام التأشيرة الحرة على كل الدول الشقيقة لمنع وجود اى عراقيل امام المواطنين او البضائع حتى تكون هناك تنقلات بمنتهى السهولة .وأضاف: اننا عازمون على انشاء بنية تحتية سياسية بين تركيا والدول العربية وفتح المجال امام رجال الاعمال لمزيد من التعاون والاستثمار ، مشيرا الى ان اى تطبيع سياسى دون تعقيد سيؤدى الى تطوير التعاون الاقتصادى .