كانت مصر تستحق نظاماً افضل من ذلك الذي تنحي وكانت تستحق شعباً افضل منا حتي حدث الفرز في الميدان واستبان أننا يمكن أن نكون شعباً عظيماً افضل من ذلك الذي كان، فنظفنا الميادين وامتدت جهودنا للشوارع المحيطة وبدا الأمل في نظام افضل لشعب افضل كفجر يلوح في الأفق خرجت مبادرات سرعان ما تواترت واوقدت شعلة سرعان ما انطفأت ...رحنا نبحث عن يوسف الخبير لا النبي وانتظرناه يخاطب المجلس العسكري بقوله تعالي اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم ولما لم يظهر يوسف سعينا لاكتشافه ولما لم نجده اخترعناه أو بالأحري قلدناه في صورة شرف تارة والبرادعي أخري وفي كل الحالات ظهرت مصر الشابة بشعبها تعاني شيخوخة في قيادتها وكما افقدنا المتنحي مبارك متعة الإحساس بأنه كان رئيساً قوياً يمكنه أن يظهر في ساحة العدالة محارباً شجاعاً يعترف بالأخطاء ويعتذر عن الجرائم في حق الشعب والوطن ظهر علينا ممدداً كما لو كان الذي يحكمنا ميت لا محارب وطيار. أفقدتنا حكومة شرف والإدارة السياسية للمجلس العسكري متعة استعراض قدراتنا وامكانياتنا.. متعة أننا بلد غني برجالاته وعلمائه وخبراته حتي جاءت مواجهات نوفمبر فصححت مسار الثورة مجدداً لكن من المؤسف أنه ظهر خلالها أصوات نشاذ - لله الحمد أنها قليلة - حاولت توجيه السهام نحو صدرنا وظهرنا اقصد جيشنا الذي يجب أن يظل عصياً علي أي مؤامرت أو انشقاقات حتي ولو كانت من فرد فليس اخطر علي البلاد من ثقافة الانشقاقات في عسكره.. وقي الله مصر من كل شر.