الجامعة العربية تدعو صناع القرار لاتخاذ تدابير لحماية المرأة إيناس مكاوي تقترح عقد مؤتمر موسع لإصدار وثيقة إسلامية تجرم العنف ضد المرأة وفاء بني مصطفى: قوى الظلام تريد العودة بالنساء الى عصر السبي واسواق النخاسة او القتل والاستعباد دينا ملحم: العنف يشكل أحد الصعوبات أمام جهود تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في الحياة العامة حذرت جامعة الدول العربية من التداعيات الخطيرة الناجمة عن الأحداث التي تشهدها المنطقة على أوضاع النساء ، خاصة في ظل تصاعد الإرهاب الممنهج الذي تتزعمه العصابات الارهابية في عدد من الدول العربية سواء في سوريا أو ليبيا والغراق واليمن بالإضافة لمعاناة المرأة الفلسطينية التي مازالت تتصدى للاحتلال الذي يمارس عنفا وإرهابا ضدها وضد أبنائها على مرأى ومسمع العالم بأسره . جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة للجامعة العربية والتي ألقتها إيناس مكاوي مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة أمام المؤتمر الإقليمي لإئتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة "نحو وثيقة لمناهضة العنف ضد المرأة في المنطقة العربية" والذي عقد اليوم الخميس بمقر الأمانة العامة للجامعة . ودعت "مكاوي" إلى ضرورة إقرار إجراءات وتشريعات أكثر شمولية من قبل صناع القرار في المنطقة العربية لحماية النساء وبصفة خاصة اللائي يعانين من تهجير ولجوء وتشتت وأسر بفعل الأحداث غير المسبوقة في المنطقة. وقالت "مكاوي" إن تلك الأحداث التي تشهدها المنطقة تؤكد عجزا دوليا عن وقف معاناة المرأة السورية من كافة أشكال العنف والإرهاب والتهجير الممارس بحقها ، كما تواجه المرأة في ليبيا والعراق واليمن إرهابا ممنهجا باسم الدين من قبل المجموعات الإرهابية الظلامية . وأكدت "مكاوي" أن هذا المؤتمر يشكل خطوة أولى لوضع وثيقة عربية وفقا لتوصية لجنة المرأة العربية في دورتها ال35 التي أقرت الحاجة الماسة إلى وضع وثيقة عربية لمناهضة العنف ضد المرأة كخطوة أساسية من أجل حماية النساء في المنطقة العربية ، مرحبة في الوقت ذاته بالوثيقة التي وضعها "ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية " في هذا الإطار لتكون بمثابة إحدى المرجعيات الأساسية عند وضع الوثيقة المرتقبة والمأمولة من قبل الجامعة العربية . وشددت على أن الجامعة العربية تعمل على اعتماد تدابير وقائية أكثر شمولية لحماية النساء من العنف بالتعاون مع كافة المنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات المعنية بقضايا المرأة في المنطقة العربية بهدف نشر الوعي وتطوير ومراجعة المناهج الدراسية بما يضمن الحقوق الإنسانية للمرأة في النطاقين الخاص والمجتمعي العام وتحديد مؤشرات خاصة لرصد نوعية الخدمات المقدمة للناجيات من العنف وحماية الضحايا وإعادة التأهيل. وأشارت إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي في إطار فعاليات حملة "ال 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة" كما يأتي كذلك في إطار تنفيذ الخطة الاستراتيجية و خطة العمل الإقليمية حول "حماية المرأة العربية: الأمن والسلام" التي تم اعتمادهما من قبل مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية ال(144) في شهر سبتمبر 2015، والتي أطلقتها إدارة المرأة والأسرة والطفولة على هامش أعمال المراجعة الدولية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325المعني بالمرأة والأمن والسلام بعد 15 عاماً وذلك في أكتوبر 2015 بمقر الأممالمتحدة بنيويورك. واقترحت "مكاوي" تنظيم مؤتمر إسلامي دولي بالتعاون مع مشيخة الأزهر للعمل على إصدار وثيقة إسلامية تجرم العنف ضد المرأة وتدعو إلى توفير الإرادة الإسلامية والعربية لملاحقة وعقاب مرتكبي هذه الجرائم. ومن جهتها ، أكدت النائبة الاردنية وفاء بني مصطفى رئيس ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة، أهمية المؤتمر لاطلاق اتفاقية عربية لمناهضة المرأة والفتاة ، والاحتفاء بحملة ال16 يوما التي تمتد سنويا من 25 نوفمبر الى 10 ديسمبر . وحثت "بني مصطفى" الحكومات وصناع القرار في الدول العربية على تغيير الواقع المؤلم والمؤسف الذي تعيشه النساء في ظل ازدياد الصراعات والنزاعات وضراوة الاحتلال والاستيطان وذكورية وسلطوية المجتمعات . وحذرت"بني مصطفى" من خطورة ما تقوم به قوى الظلام والارهاب والتطرف وانكار الاخر جنسا او دينا او عرقا او طائفة من اجل العودة بالنساء الى عصر السبي واسواق النخاسة او القتل والاستعباد بكافة اشكاله ، موضحة ان الاوضاع الانسانية الجسدية والمعنوية والمادية للاجئات والنازحات في العراقوسوريا وليبيا مخيفة ، وكذلك الحال في مخيمات اللاجئين على امتداد دول العالم ، وفي فلسطين تعاني النساء كأسيرات ومعتقلات وربات أسر من العنف المركب الداخلي وكذلك الممارس من قبل الكيان الصهيوني بكل بشاعة وهمجية ، فضلا عن المعاناة التي تعيشها النساء يوميا في المجتمعات المستضيفة للاجئين في ظل تزايد الضغط الاجتماعي والاقتصادي . واستعرضت النائبة وفاء بني مصطفى دور ائتلاف البرلمانيات العربيات لمناهضة العنف ضد المرأة كأحد اهم معوقات التمكين والاستفادة من كفاءتهن وقدراتهن كمتطلبات وطنية لانجاز التنمية المستدامة ، والجهود التي يقوم بها من اجل التوصل لقانون نموذجي للحماية من العنف الاسري وكذلك التوصل لوثيقة عربية لمناهضة العنف ضد المرأة . وبدورها ، أكدت دينا ملحم مديرة برامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا ويستمنستر للديمقراطية أهمية المؤتمر من أجل توحيد الجهود في مواجهة العنف ضد المرأة والذي يشكل آفة عالمية وهما مشتركا أيضا للدول العربية كافة ، مشددة على أن هذه الظاهرة تعتبر أحد الصعوبات أمام استمرار تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في الحياة العامة والخاصة حيث أن العنف الأسري يهدد الأسرة وتماسكها. وقالت "ملحم" إن المنطقة العربية شهدت خلال السنوات الأخيرة أعمالا إجرامية وحشية للغاية بحق النساء والفتيات في المناطق التي شهدت حروبا ونزاعات ويكمن الخطر في إبقاء موضوع العنف ضد المرأة ضمن إطار قوانين غير محدثة لا تتعامل مع تزايد الآفة ولكن في بعض الأحيان تجيز الإفلات من العقوبة لبعض ممارسي العنف ضد المرأة . ودعت "ملحم" إلى وضع استراتيجيات جديدة لتوفير العيش الكريم للمرأة دون تهديد بالعنف وبناء تحالفات على المستوى العربي لتبني إطار قانوني إقليمي عربي نموذجي يشكل مظلة شرعية ويمهد لورشة عمل لتطوير التشريعات الوطنية وإطلاق النقاش في مختلف الدول العربية حول أفضل وسائل الوقاية والحماية والعقاب وتنفيذ السياسات الإيجابية . وعبرت "ملحم" عن دعمها لجهود الجامعة العربية وائتلاف البرلمانيات من الدول العربية من أجل تطوير أنظمة إقليمية نموذجية لمناهضة العنف ضد المرأة . ويشارك في المؤتمر نخبة من صانعي القرار والنواب بالبرلمانات العربية، وممثلي منظمات المجتمع المدني، والهيئات الوطنية والاقليمية والدولية لمناقشة مشروع اتفاقية "مناهضة العنف ضد المرأة في المنطقة العربية". ويهدف المؤتمر إلى تعزيز دور المرأة العربية، ودعم جهود جامعة الدول العربية للمضي قدماً في وضع اتفاقية لمناهضة العنف ضد المرأة في المنطقة العربية، وتوفير منصة لتسليط الضوء على هذه القضية. كما يهدف إلى الاطلاع والاستفادة من التجارب الإقليمية والدولية، و لتنسيق الجهود على المستوى الإقليمي لوضع وتطوير التشريعات والسياسات التي تحمي النساء والفتيات من كافة اشكال العنف الممارس ضدهن.