على الرغم من فرحة الشعب الكويتي بفوز المنتخب المصري بكاس افريقيا إلا أن القوات الخاصة الكويتية تعاملت مع الحدث بشيء من الشدة وكان هذا واضح من خلال الكثافة الشديدة لسيارات الشرطة في الشوارع بعد المباراة مباشرة ، حيث تعرض طفل مصري في الصف الخامس الابتدائي لحروق شديدة في الوجه جراء إلقاء رجال القوات الخاصة قنبلة حارقة على حشد من المصريين خرجوا في منطقة الفر وانية المكتظة بالمصريين للاحتفال بفوز منتخب بلادهم بكأس أمم إفريقيا.الطفل سعيد والذي لا يعرف من كرة القدم سوى أبجدياتها الأولية خرج مع والده ليشارك أبناء جلدته احتفالهم بفوز المنتخب المصري في منطقة الفروانية غير عابئ بالامطار الغزيرة التي كانت تهطل اثناء وبعد المباراة، كان على موعد مع احتفال آخر أحياه عدد من رجال القوات الخاصة الذين نزلوا الشوارع للحيلوله دون ازدياد عدد المحتفين بقنابل حارقة أصابت أحداها وجه الطفل السعيد فأسكنته مستشفى البابطين للحروق.والد الطفل سعيد ذهب إلى جريدة الراي الكويتية حاملا معه مشاعر حزن على ولده اذابت أحاسيس الفرح لفوز منتخب بلاده، ليروي ما حصل على ايدي رجال القوات الخاصة الذين اكتظت بهم شوارع منطقة الفروانية حيث قال لا ادعي انني متعصب لكرة القدم، ولكنني كأي انسان يشارك وطنه أفراحه خرجت لاشاركه افراحه، مصطحبا معي ابني الذي لم يعرف من أبجديات كرة القدم سوى القليل بعد ان رأى كثيرين اصغر منه سنا، واكبر مني عمرا نزلوا إلى الشوارع وكنت اعتقد ان الامور ستسير على خير مثلما حصل عندما خرجنا محتفلين قبل ايام عقب الفوز على منتخب الجزائر حيث كانت الدوريات تنظم سيرنا ويشاركنا رجالها احتفالاتنا... لكن ما حدث ليل اول من امس لم يكن متوقعا حيث تفاجأنا بتواجد كثيف من القوات الخاصة، يمسكون بأيديهم الهروات ويحولون دون تجمعنا او سيرنا.واضاف والد الطفل سعيد عندما رأيت الأجواء (ملبدة) والأمطار تهطل فكرت بالعودة بولدي إلى سكني، وقبل ان امضي في ما عزمت عليه، رأيت سيلا من الأدخنة مصدرها قنابل حارقة ألقى بها رجال القوات الخاصة تجاهنا، ونال ابني سعيد منها نصيبا احرق وجهه وأغلق عينه اليسرى بعد ان تعرضت قرنيتها لالتهابات حادة جراء الأدخنة الحارقة، فأسعفته سريعا إلى مستشفى البابطين للحروق.وختم والد سعيد حديثه بتساؤلات عدة منها لماذا كل هذا العنف الذي واجهتنا به القوات الخاصة من دون مبرر؟ ولماذا سُهلت احتفالاتنا يوم ان فزنا على الجزائر ووأدتها تلك القوات في مهدها يوم ان حققنا الفوز بالكأس؟ وما ذنب ابني ليحرق وجهه وتغلق عينه في احتفال لم يحي فعالياته؟.