اكدت جامعة الدول العربية حرصها على دعم وتعزيز مباديء حقوق الانسان وتضمين ذلك في وثائقها ، كما هو الحال في الوثيقة التي تعد حاليا والخاصة بتعديل ميثاقها. وشددت على انها تتابع قضايا حقوق الانسان باهتمام مع لجنة حقوق الانسان العربية"لجنة الميثاق" واللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان خاصة في هذه المرحلة الهامة التي أصبحت تعج بالأزمات والنزاعات المسلحة في المنطقة العربية ومايتعرض له المواطن من انتهاكات لحقوق الانسان في البلدان التي تشهد صراعات مسلحة كما هو الحال في سوريا واليمن وليبيا وخاصة النساء والأطفال جراء تداعيات هذه الأزمات . جاء ذلك في كلمة الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط التي القاها نيابة عنه السفير احمد بن حلي نائب الامين العام خلال افتتاح اعمال الدورة الحادية عشرة للجنة حقوق الانسان العربية "لجنة الميثاق" التي انطلقت اليوم بمقر الامانة العامة لمناقشة تقرير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية حول اوضاع حقوق الانسان واعتبر الامين العام ان هذه الأزمات أدت الى حرمان اكثر من 13مليون طفل من الالتحاق بالمدارس وكذلك تنامي الجرائم التي تقترفها التنظيمات الارهابية ضد مكونات ونسيج المجتمع العربي مثل ما حدث مع النساء اليزيديات في العراق. وشدد ابو الغيط على ان موضوع حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية والعربية محل متابعة من قبل الجامعة ايضا،محذرا من تمادي سلطات الاحتلال الاسرائيلي لانتهاك حقوق الانسان الفلسطيني دون ان تلقى اي رادع من قبل المجتمع الدولي. ومن جانبه اعتبر الدكتور هادي بن علي اليامي رئيس اللجنة العربية لحقوق الانسان"لجنة الميثاق"ان هذه الدورة تشكل علامة فارقة في مسيرة لجنة حقوق الإنسان العربية فرغم قصر المدة منذ بدء هذه اللجنه لأعمالها الا ان ما تحقق يعد خطوة مهمة في طريق تحقيق الاهداف. وقال اليامي -في كلمته امام اعمال الدورة -ان تفاعل الدول المصادقه على الميثاق العربي مع هذه اللجنة وملاحظاتها وتوصياتها في اطار اجواء من التعاون والتكامل بين الخبرات الوطنيه والاقليميه يعد الخطوه الاهم لتعزيز دورها ومكانتها ،مشيرا الى ان هذا ما تعده اللجنة مقياسا لمدى تقدم ورقي الدول الاعضاء على المستوى الانساني والحضاري.والاكيد بأن الحرص المتبادل بين اللجنة والدول الاعضاء على انجاح هذه اللقاءات الخاصه بتقديم التقارير الوطنيه سيكون دعامه اساسيه للعمل العربي المشترك. واضاف ان تجربة عمل اللجنة ساهمت وستساهم في تعزيز العمل الاقليمي على غرار الاليات الاقليميه الاخرى وهو ما يسمح بتقاسم التجارب الناجحه في الوطن العربي والاستفادة من الملاحظات المسجله على بعض الدول لاسيما مع وحدة اللغه والدين والتقارب الجغرافي للمنطقه ،كما يساهم من جهة اخرى في ابراز التجارب الناجحه للبلدان العربيه والاسلاميه . وشدد اليامي على ان مسئولية اللجنة تتعاضم في ظل ما يمر به الوطن العربي من أزمات واضطرابات سياسية والتي بلا شك لها انعكاساتها المباشرة وغير المباشره على واقع حقوق الانسان . ووصف اليامي الجهود التي تبذلها الجمهوريه الجزائريه في مجال حقوق الانسان كما اقرها الميثاق وخاصة الحقوق الاجتماعيه والاقتصاديه والثقافية على المستوى الوطني تعد امرا ايجابيا تقدره اللجنه خاصة انها تعد من اوائل الدول التي صادقت على الميثاق العربي لحقوق الانسان والمبادرة بتقديم تقاريرها في مواعيدها . ومن جانبه استعرض مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها لدى جمهورية مصر العربية نذير العرباوي جهود بلاده في مجال حقوق الانسان مؤكدا ان الجزائر ، على قناعة تامة بأن الآلية العربية لحقوق الإنسان، لما لها من خصوصيات، هي الأقدر والأجدر لتحقيق آمال وتطلعات المواطن العربي التواق إلى المزيد من الحريات، من خلال انتهاج أسلوب الحوار البناء والموضوعي، بعيدا عن كل تسييس أو انتقائية أو توظيف لمسائل حقوق الإنسان، أو إملاءات أخرى تتعارض وقيمنا الحضارية والدينية والثقافية. واضاف العرباوي -في كلمته له خلال افتتاح اعمال الدورة أن انتهاج هذا الأسلوب، يساهم بدون شك في تعزيز التفاهم الدولي والحضاري ومن ثم استتباب الأمن والسلم وايلاء الأهمية القصوى لحقوق الانسان، في الوقت الذي أصبح فيه المواطن العربي ضحية الصراعات الدامية والأزمات والاٍرهاب الاعمى، حتى بات يفتقد لأبسط حق من حقوق الانسان وهو حقه الطبيعي في الحياة.